الأرض النظيفة

د. عامر البوسلامة

[email protected]

جلست وداد، على شرفة منزل أهلها، الذي يطل على أرض شاسعة، وبساتين غناء، تجول بطرفها، تريد رصد شيء، وتحرك عيونها المتآكلة، كأنها كاميرا مصور محترف، يحاول اصطياد منظر بديع، ليدخل فيه

رغم كل شيء يحيط بالجو العام، إلاّ أن وداد، غارقة في بحر من الشرود، وماضية في طريق حلم واسع، عميق، كأنها تائه، في بيداء فلاسفة اليونان، حيرته أسئلة، كيف؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟

تحاور نفسها..... تحاول البحث عن حلول....تفتش عن تفسير سلوك بعض الحشرات، التي تتواجد بكثرة في الأرض التي أمامها.

تبحث عن إجابات،،، تدور في ذهنها مذ كانت صغيرة، وهي تسمع عن حيوانات البساتين، وما فعلت، وما حل ببعضها.

تتحسر، تتنهد، وهي تمر على أخبار قطتها الصغيرة الأليفة، التي قضى عليها كلب ضال، في صباح يوم بئيس.

ثم تصرخ فجأة،،،،:

- متى تصبح هذه الأرض نظيفة ؟!!

- كيف نتخلص من هذه الكلاب الضالة ؟!!

- أين الخلل، حيث لا نجد حلمنا المفقود ؟!!

- لماذا لا تتحول بساتيننا، إلى ثمار يانعة، وقوف لذيذة، وألعاب طفولة، ونزه ربيع ؟!!