الأكل بالنار

عاش الوطن.....

عاش لمن....؟ 

نحن الوطن......

ان لم يكن بنا كريما .... آمنا....

ولم يكن محترما......

ولم يكن حرا....

فلا عشنا ولا عاش الوطن                         

                                      (الشاعر / احمد مطر)

من مشاهدات مصريه حديثه ومريره

nar700.jpg 

قرصنى الجوع بشده وبعنف ، عند منتصف الليل .                                          

ازداد وزنى كثيرا هذه الايام ، حاولت مرارا ان اتناول وجبة عشائى مبكراعند الثامنه 

ثم ادلف الى فراشى لاقرأ قليلا لكى استطيع ان اغفو فى موعد اقصاه العاشره .

ولكن كل هذه الخطوات التى حرصت على اتباعها تُنسف تماما ويتلاشى اى اثر لها ،

دائما ما استيقظ عند الواحده او الثانيه صباحا واحساسي بالجوع لا مثيل له فأذهب الى الثلاجه

لأفتحها .. وازدرد منها ما استطيع .

واعاود النوم بعد هذا ثقيلا محملا بالكوابيس الغريبه والمفزعه احيانا بسبب مصاحبة عملية   الهضم العسيره.

الطقس خريفى مائل للبروده ويدفع اى انسان للأكل .. بل والتلذذ بكل الوجبات ، بل ايضا بما نلتهمه بين هذه الوجبات.

الثانية عشره الا بضع دقائق.

لماذا استيقظت مبكرا اليوم ؟

ايمانى مطلق بأن كل مايحدث فى حياتنا هو لسبب ، إذن ما سبب هذا التبكير المريب

غير أن احساسي بالجوع اليوم هو احساس قارص باسل يفوق أى احساس سبق فى الايام الماضيه .

اذهب الى الثلاجه متغضنا من اثر بقايا نعاسى المستقر فى اطرافى وكل حواسي ، وعندما افتحها لامسك بأى شئ لألتهمه كالذئب او الدب الجائع .

لا اجد شيئا ، لاشئ ، لاشئ !

لاشئ يؤكل .

او حتى يُقسم عليه ليؤكل ، اذن هذا هو سبب استيقاظى فى هذه الساعه ؟

حمدا لله اننى اسكن فى وسط القاهره والشوارع حيه ويقظه على الدوام ، والمطاعم متناثره فى كل مكان.

ارتديت ملابس رياضيه على عجل . وآثار النوم تكسو وجهي وفتحت باب منزلي وخرجت .

حتى وقت قريب كنت من محبي السهر ليلا فى قلب شوارع وازقة وسط القاهره .

اعشق دائما التهام الاكلات الشعبيه على العربات الخشبيه المتحركه ، استمتع بها واتذوقها بنهم

وأسامر اصحابها البسطاء.

وكنت اسعى بعد هذه الوجبات الشهيه ..للجلوس فى اى مقهى من المقاهى المتناثره  ، لتدخين الشيشه والانهماك فى الحديث مع كل من هو موجود .

الاحاديث مع العامه تثيرنى وكثيرا ما تفتح ما استغلق عل ذهنى فهمه .

حتى وقت قريب كانت حياتى من منتصف الليل حتى صلاة الفجر فى قلب القاهره ، حياة لها عبق

وسمت آخر متعة ما بعدها متعة .

بعدها كنت اذهب لأتوضأ وأصلى الفجر ثم انام قرير العين هادئ النفس ، بعد ما تتشبع نفسى بلذة حياة الليل فى وسط القاهره ، على طريقتى الخاصه.

حتى حدث ما حدث فى قلب الوطن من تغيرات سياسيه واحداث كثيره متلاحقه ، اختلف عليها كل الناس .

ووصل حد الاختلاف الى حد الانقسام داخل البيوت ، داخل افراد كل عائله .

كنت اتفق واختلف مع كثيرين ، ولكن كان املى يغمرنى  ويقينى يثبتنى بأن نمر بسلام  من هذه المرحله الحرجه من التغيير الطبيعى فى حياة الامم ، فنمر ونمضى داخل التجربه الديمقراطيه حتى اخرها ،

كالولوج داخل عاصفه قويه فى عرض البحر والخروج منها بسلام فى النهاية .

كانت امنيتي ان نعبر هذه التجربه الصعبه ونتعلم منها ، حتى لو اخذت هذه التجربه من عمر الوطن جيلا او جيلين .

الشئ المهم فى نظرى هو ان نتغير فى النهايه ونرتقى .

 كان القلق يحاوط آمالى واحلامى وما كان يغذيه ويزيد ناره اشتعالا هى هذه الوجوه العفنه ، الكثيره داخل المجتمع ، التى ولدت وتربت ، وتغذت من سحت وفساد وحرام ، وهى لذلك ترفض اى اصلاح من اى

نوع.

وكان ما تنضح به السنتهم ، وخوفى من ان يتحقق ما يقولونه ويتوعدون به ، من ان هذه التجربه ستفشل وبسرعه.

كان هذا ما يرعبنى حقا ، مجرد تخيل عودة الاوضاع الى ما قبل انتفاضة يناير الشعبيه.

هذه الوجوه بألسنتها  لم تكتفى بما تنشره من افشاء دعاوى الهدم ، والعوده للفساد من اى طريق وبأي وسيله ،

بل انهم بدأوا عن طريق اعلامهم فى تهيئة نفوس العامه في المجتمع لرفض اى تغيير ممكن

والعوده لحكم العسكر، اى الرجوع كليه للعبوديه مع تحسين شروطها نوعا ما .

ورفعو شعار ... بيادات العسكر فوق الرؤوس تيجان ، وخرجوا فى مظاهرات منظمه أنفق عليها كل من له مصلحه فى افشال التجربه من الداخل ، بسبب مصالحه او غبائه او ممن يتعامل مع دول خارجيه لتنفيذ خططهم وتحقيق مصالحهم .

وللزياده فى النكايه خرجوا فى مظاهرات كبيره ذات يوم ، وقد ربط كلا منهم على رأسه بياده

عسكريه .

رجلا كان او امرأه .

وسميت بالتظاهره الراقصه لان كل من كان فيها يرقص بشكل اثار الغثيان  لى ولمن اتفق معى

من اصحاب الفطره السليمه .

وقد اثارت بالطبع سخرية العالم الخارجى لرؤية هذا المشهد العجيب .

وحدث ماكنت اخشاه  ، وما كانو يسعون اليه .

حدث الانقلاب العسكرى ، وزجوا بأول رئيس منتخب فى غياهب السجون .

انقلبت كل الاحوال وبانت كل الوجوه ونضحت كل الافعال بما تخفى من عطن ودنائة لكل النساء والرجال .

وظهرالفساد عملاقا بدون خجل .

وأضحت كل الاحداث اليوميه للمجتمع والدوله بدون تفسير او توضيح .

فقط اجبار للمنطق على الانتحار اليومى المتكرر.

وبانكشاف الوجوه والشخصيات اصابنى الغثيان والاشمئزاز ، حتى اننى ابتعدت عن اغلب عائلتى.

داخل اسرتى كنت الوحيد الذى اصطف فى طريق الحق .

بل انعدم سالكوه ، وصار تعاملى مع افراد اسرتى فى حدود الواجب والمطلوب.

وعلى اثر سقوط كل الاقنعه بهذه السرعه والدهشه ، كأنه نسف لحفله تنكريه طالت جدا فى وقتها.

كرهت مجالسة الناس والحديث مع العامه .

كرهت الخروج ليلا والجلوس على اى مقهى.

سئمت كل شئ خاصة بعد ما وجدت الباطل يتمدد ،يعلوه الجهل ويضرب اطنابه فى كل النفوس   ...       الا ما رحم ربى.

لم يعد لى رغبه فى الخروج من باب غرفتى ولا حتى مشاهدة التليفزيون.

استسلمت.........

استسلمت لكتبى وفراشى.

زادت اوقات نومى ولم اجد ما افعله سوى ان أكل وأكل فى فترات اليقظه المتقطعه بين غفوات

نومى التى تعنى هروبى وعزوفى وترفعى عن مجتمع يعيش فى الوهم ، وينصر الباطل.

ماذا آكل ؟

الى اى نوع من المطاعم الرخيصه امضى ؟

هل آكل كشرى كما كنت افعل ايام الزمن الجميل ؟

طبق زائد وكماله ؟

ام اذهب الى الوجبة الجوكر ...  الى الفول والطعميه ،

وآكل اربعة سندوتشات من الطعميه الساخنه والفول بالزيت الحار مع الباذنجان المخلل ؟

ام هى سندوتشات السجق والكبده مع سندوتشات المخ ؟

أم ارتقى قليلا لطلبات اصحاب المال الموسورين وآكل الشاورمه والهامبرجر ؟

وفى نهاية الامر بسبب جوعى القارص ورغبتى فى الاكل الذى لم يعد له غيرى مع النوم ،

قررت ان آكل كشرى مع كمالته ثم آخذ معى خليط من سندوتشات الفول والطعميه والسجق

والكبده والشاورمه من مطعم مجاور للكشرى .

شوارع القاهره مازلت حيه بعد منتصف الليل ومزدحمه كذلك ، ولكن طعم الهواء وسمت الوجوه قد تغير  كليا .

امضى وسط المقاهى والمطاعم ولا اسمع الا اصوات الشجار العالى لاتفه الاسباب .

ارى البؤس والقهر فى العيون ، حتى رائحة الهواء تحمل كآبة وقتامه ، وسواد السماء مختلط بأنوار مصابيح الاضائه لكل المحلات ، يوحى بمجهول قبيح سيأتى عاجلا وليس آجلا.

حقيقة لم اعد اتحمل المكوث فى اى مكان عام لمده تطول عن عشرة دقائق ، احس دائما باختناق كأن آلاف الايدى تطبق على رقبتى ولا استطيع الخلاص منها.

      تغيرت مصر

ويقينا  ، تغير المصريون جذريا .

وبالطبع لم اجلس لآكل الكشرى  ، اخذت ما طلبت من كشرى وسندوتشات ومضيت اسرع الخطى

لمنزلى ،  دارى حيث غرفتى المغلقه... فراشى وكتبى .

طعامى فى يدى تفوح رائحته الشهيه وتدفعنى لاسرع ، لاختلى بوجبتى داخل غرفتى العزيزه .

عندما خرجت من باب المطعم وجدتهم امامى مباشرة ، وصاحب المطعم ينهرهم بعنف ويطردهم بقسوه ،

ويحرمهم حتى من الوقوف فى هذا المكان العام امام عتبة مطعمه .

(يالا غورو من هنا انت وهم ... مش عاوز بلاوى .. مفيش اكل ليكو هنا)

ويرد الرجل بكلمات سريعه  .                                                  

( دا انا آكل نار .. ولا أأكل ولادى من الحرام)

آكل نار ... آكل نار !.                          

اخترقت كلمته هذه جدار ضميرى كحربه حاده مدببه تخترق سور الصين العظيم .

وعندما بدأت افيق من اثر هذا الاختراق ، كان الرجل ومن معه يمضون بعيدا عن المطعم .

وبدئت ادقق النظر لأعرف تفصيلا من هو هذا الذى يفضل أكل النار عن أكل الحرام .

وقع بصرى اولا على المرأه ، أو زوجته على ما يبدو ، امرأه فى منتصف العشرين ، هزيله 

ممصوصه  ويبدو ان هزالها هذا  ، هى حاله جديده ومستقره منذ فتره ليست بالقليله.

وانها لم تكن هكذا فى صدر صباها ‘ تحمل على صدرها بيدها اليسرى طفل رضيع ،لا ادرى ان

كان ذكرا ام انثى وبيدها اليمنى تمسك ابنتها تبدو ذات ثلاث سنوات او تزيد قليلا ، بملابس اطفال رثه قديمه رغم نظافتها وكذلك رداء المرأه الذي يبدو انها لا تمتلك غيره ، وعلى رأسها طرحه خفيفه تظهر خصلة من شعر رأسها ، ينساب بجمال ونعومه.

امامها يسير ابنهما طفل ذو سبع سنوات تقريبا بنفس نوعية الملابس لكل العائله ، قديمه متواضعه ولكنها تبرق بنظافتها.

لكن فى عينّي الطفل رأيت قهرا وحزنا يلمعان او يشعلان عينيه ببريق كئيب ليس لعمره ، وكأن الطفل قد ادرك بنفسه حال اسرته مبكرا رغما عنه .

اما الرجل آكل النار فيبدو عليه انه فى اوائل الثلاثينات وعلى وجهه هموم كل الارض.

الوحيد فى اسرته البادى بملابس ممزقه ، مخيطه برقع واضحه فى بعض اركان وانثناءات جسده كأن صاحبها يحاول اخفائها ، ولكنها تتحدى وتظهر عنوه كلما ارادت هى .

يمسك بيده اليمنى سيخ حديدى صغير وبآخره شعلة ناريه صغيره وبيده اليسرى زجاجه

بلاستيكيه من رائحتها عرفت انها مليئه بالجاز سريع الاشتعال.

وكل دقيقه ، الرجل يضع الزجاجه على فمه  ... يغرغره بالجاز ثم ينفخ فى طرف السيخ  فتشتعل

النار لتتوهج لثوانى معدوده لتشعل ظلام ليل القاهره بعد منتصف الليل .

وتشعل معها قلبى وضميرى... وتشعل امعائى الجائعه جورا ، بنار حارقه مؤلمه لكل حواسى .

لم تستغرق مشاهدتى لهذا المشهد اكثر من ثوان معدوده لكى اتألم من وخزه الشديد.

 احسست بجسدى وكأنه قد تقطع لقطع عديده متبانية فى احجامها ، كل قطعة لحم قد رتقت بقطعه من نفسى.

وكل هذه القطع يخيطها ويصل كل منها بالاخرى ابره حديديه صدئه ،تحمل  فى سيم خياطها خيط رفيع حارق .

احس انى مرتق ومرقع ، ممزق تماما كملابس الرجل آكل النار .

والرجل كل دقيقه ينفخ بلسانه المغموس فى الجاز ليشعل النار، ويتكلم بصوت اقرب الى الهذيان نافيا اى شبهة تسول على استحياء.

                             ( دا انا آكل نار ولا أأكل عيالى من حرام )

بدأت اقترب اكثر من هذا المشهد ، اردت ان اتحسس بأمنيه مستحيله المشاعر النفسيه لهذه العائله.

وعندما اقتربت عدة خطوات هلعت البنت الصغيره من مظهرى والتصقت برداء امها وانكمش

الولد كذلك بين فخذى ابيه ؟ !

                                      ولكن.....

          ولكن ما ادركته حقا او ما هب علي من ريح تأتى من جسد كل منهم ، هى رائحة الجوع المنبعثه منهم جميعا والتى لا يجاورها او يشابهها ولا يشوبها اى شك.

عرفتها كما اعرف وجهى فى المرآه  ، ولكنها تختلف تمام عن رائحة معنى الجوع عندما يدركنى ،

كأننى استشعر لأول مره معنى الجوع وكأن ما كنت احس به طيلة حياتى المنصرمه كلها لم

يكن بأى حال من الاحوال جوعا.

وتلاشى وتبخر من داخلى تماما والى الابد هذا الاحساس بالخواء المسمى زورا بالجوع ،

والذى دفعنى لان انزع جسدى من فراشى لانزل لشوارع القاهره بعد منتصف الليل بحثا عن

اي شئ يؤكل .

انجذبت ناحية الرجل بيد ممدوده بالكيس الذى يحوى كل ما اشتريت من طعام لاشباع جوعى

الزائف.

وبصوت خفيض على استحياء .. قلت له...

                 ( تفضل ده اكل يكفيكم ان شاء الله .... بدل أكل النار)

اشار بعينيه الى ابنه فأعطيته الكيس  تناوله بيد مرتعشه خجوله.

نظر فى عينى مباشرة فلمحت فى عينيه دمعات مخنوقه لاتجرؤ على التحرر ، فقط تغطى مجرى

عينيه بسائل شفاف.

وضعت يدى فى جيبى واخرجت كل ما فى جعبتى من نقود ووضعتها فى يد ابنته ذات الثلاث

سنوات التى رفعت رأسها لاعلى بأبتسامه طفوليه خالصه.

كأنها تشكرنى بفطرتها النقيه بينما انكسر وجه امها تماما ونظرت للارض وطفلها الرضيع

يستلقى نائما فى حضنها.

امسك الرجل بذراعى فاستدرت ، ظل ممسكا بذراعى احسست بأصابعه كأنها اصابع حديديه غليظه سميكه لحيوان اسطورى ، أو لانسان آلى من مخلوقات الخيال العلمى.

يده تقبض على ذراعى بضغطات متصاعده قال وصوته يتهدج كأنه يستعد لوصلة نحيب

 ( انا ما أكلتش حاجه من امبارح يظهر ان لسانى مبقاش يستطعم غير النار والجاز )

تنهدت بعمق حزين وانا اتحاشى النظر اليه ولا ادرى  ماذا اقول ، بينما نحن نسير ببطء ويده بأصابعها تقبض على ذراعى بشده.

احس ان ذراعى قد سقط فريسه فى فخ لماكينة ضغط قويه.

وفجأه انفجر الرجل ببكاء ونحيب مكتوم  وسرعان ما تحول لنهنهات مسموعه. مقهوره ودموعه قد غلبت كبريائه واخذت فى الانهمار بسرعه متدفقه كصنبور مياه خاسر يهدرمياه مسكوبه .

وكلما تقدمنا عدة خطوات كلما ازدادت نهنهاته وازدادت دموعه غزاره وازداد ضغط اصابعه

الحديديه الغليظه على ذراعى وازداد المى واحساسى بما كنت اسمع عن وصفه بأنه قهر

الرجال .

وبعد ان سرنا قرابة العشرين مترا كاد ذراعى ان يتفتت بأعتصار يده وقهر رجولته وجوعه

الذى شممته وطعم النار المأكول فى حلقه وتجاعيد لسانه.

ادرك الرجل ساعتها انه لا فائده .

ترك ذراعى كأنه يلقى بآخر ورقه من كتاب رجولته بعد ان تقطعت وتبعثرت كل صفحاته.

توقف عن البكاء والنهنهه واخذ يكفف دمعاته المتبقيه.

وعاد يغرغر فمه بالجازوينفخ النار وعادت عقيرته تصدح.

( دا انا آكل نار ولا أأكل عيالى من حرام )                 

ومضى ومعه اسرته.

وقفت متسمرا فى مكانى انظر الى ظهورهم تتهادى بعيدا عنى ، تعلوها شعله ناريه تضئ ظلمة ليل القاهره كل دقيقه.

لفحة هواء بارده تلطم وجهى المبتل بدموعى التى تسربت الى حدوده بدون اذن او انتظار دموع ،

تصرع بالقاضيه المميته كل ما فى نفسي من جوع وامل  او اى شئ ذا قيمه الا احساس واحد ...

واحد فقط .

طعم النار فى حلقى وامعائى.

وسوم: العدد 700