طائر الشمال

ولد في مدينة حلب من أبوين ، ينتمي الأب لعائلة كريمة ، ذات خلق ودين وعلم وأدب وجده أحد علماء حلب الكبار ، أما الأم فتنتمي لعائلة كريمة اشتهرت بحدة الذكاء ، والخلق الكريم والأدب الجم . 

يعمل والده موظفا لدى احدى المؤسسات ، عاشت الاسرة سعيدة ، وترعرع الأبناء في كنف أبويهم .

أما طائر الشمال وشقيقه الأكبر ، فقد كانا رجلين منذ الصغر شعرا بالمسؤلية الملقاة على عاتق الأب ، فقررا الانعتاق من الوظيفة والراتب .

كافحا مع والدهما كفاحا مريرا ، لتتمكن الاسرة من الاستمرار بعيش هاديء كريم ، بالاضافة الى الجهد المضني الذي كانا يبذلانه في الدراسة وتحصيل العلم .

نجح الشقيق الكبير ونال الثانوية العامة بتفوق ودخل كلية طب الأسنان ، وتخرج طبيبا ، عمل بجد واخلاص وأصبح ذو شهرة واسعة في مجال عمله .

أما طائر الشمال فقد كان أكثر جدية ، بذل قصارى جهده في تحصيل العلم والمعرفة ، وقد اتخذ من مسجد قريب من منزل أهله مكانا للدراسة ، بالاضافة الى تلقي العلم الشرعي على يد كبار العلماء في المدينة . 

نجح الطائر في الثانوية العامة بتفوق ومجموع علامات مدهش ، دخل كلية الطب طالبا نجيبا مجدا مجتهدا ، وبدأ يظهر تفوقه الاجتماعي بين أقرانه ، حتى غدا محبوبا ويشار اليه في البنان .

علم ومعرفة وتفوق في كل شيء ، جعل منه رمزا بين أقرانه .

تخرج من كلية الطب بتفوق ، أهله للاختصاص ، اختص في الأمراض الداخلية والقلبية ، أنهى اختصاصه وزاول عمله طبيبا مختصا في مدينة حلب .

كانت عيادته محجا للفقراء والمساكين من أهل الحي ، كما كانت منتدى لذويه من الأصدقاء والأحباء طلاب العلم والمعرفة والمشورة الحسنة الصادقة . 

عمل في نشر الوعي الثقافي والصحي ، فكان المحاضر البارع ، والمحدث ذو الخبرة الواسعة .

تزوج من زميلته الطبيبة البارعة ورزقا بثلاثة من الأطفال ، وفقهم الله وأطال في أعمارهم .

اثر وشايات وتقارير ممن أكل الحسد قلوبهم لتفوقه وعلو شأنه ، استدعي الى المخابرات ، وتم اعتقاله ، حيث بقي في المعتقل مدة طويلة ، ليخرج بعدها في صندوق سلم لأهله .

رحم الله الفقيد رحمة واسعة تليق بمقامه وسعة اطلاعه وعلو هامته في مجال العلم والدين والخلق الكريم . 

جعل الله من أبنائه خلفا صالحا يقتدي بوالد بار ، قضى حياته وطنيا مخلصا لبلده وأمته .

وسوم: العدد 702