قسمة ونصيب

اسرة من أب أشقر اللون بنمش ، أنف دقيق وفم صغير جميل ، عينان شبه مغمضتين ، الأم بيضاء ناصعة ، عيناها واسعتان كبيرتان خضراوتان ، فمها كبير ، وأنفها ليس بالجميل ، وليس بالقبيح . 

الأب يعمل عاملا في البلدية ، وألأم تساعد ربات البيوت في أعمالهن لقاء أجر غير مقطوع ، تجود بعملها ويجودون بالأجور . 

رزقت الاسرة بولد جميل أخذ من أبيه ومن أمه أحسن مافي الآثنين ، شعر أشقر ووجه أبيض ممزوج بشقار الأب ، عينان خضراوتان واسعتان ، أنف دقيق سبحان الله ، صور فأحسن الصورة ، ترعرع الطفل وانهى دراسته الابتدائية ، ولكي يساعد في مصاريف  الاسرة ، عمل في ورشة لتصنيع الأحذية ، وهكذا داوم على عمله حتى أصبح صانعا ذو شأن ، اعتمد عليه صاحب الورشة .

وفي يوم عطلته الاسبوعية ، ركب باص النقل الداخلي ، يريد الذهاب الى سوق المدينة ، وعندما نزل من الباص نزلت خلفه فتاة ، ربتت على كتفه ، التفت فقالت : مرحبا لاتظن السوء أنا فلانة ابنة فلآن ، أريد أن أحدثك بأمر هام ، هيا بنا نجلس في الحديقة القريبة .

جلسا في الحديقة قالت : أنا وحيدة ، تخرجت من كلية الهندسة ، شاهدتك في عربة النقل الداخلي ، داهمني شعور محبب ، أردت أن أسير مع قلبي ، لأتبين ، ابتسم الشاب وقال: أتعرفين من أنا لاتغرنك أناقتي وجمال وجهي ، أنا فقير من أسرة متواضعة ، ضحكت وقالت لايهم ، أنا مهندسة ومن أسرة غنية ووحيدة أب وأم . واني أدعوك الى منزلنا لتتعرف على والدي ، ان أردت ذلك . قال : لابأس وذهب الاثنان باتجاه بيتها في حي من الأحياء الراقية . 

توقفت أمام باب فيلا وفتحت الباب .

دخلا وجلس في غرفة الضيوف الواسعة الكبيرة ذات الفرش الذي لم يشاهد مثله اطلاقا .

دخل والداها فسلما وسلم وجلسوا يتحدثون قال الأب : أبنتي وحيدتي مهندسة مدنية ، وقد عاهدت نفسي أن لاأرد لها طلبا ، وقد طلبت مني أن تكونا أصدقاء لفترة تعارف ، ابتسم الشاب وقال : أعرفكم أنا ابن عامل تنظيفات في المدينة ، وأمي تعمل في بيوتكم ، وقد تكون ممن عملن في هذا البيت ... ؛ أنا فقير الى درجة يستحي بها الفقر من فقري ... وهنا ابتسم الجميع ، ثم تابع حديثه أعمل صانعا في ورشة أحذية ، واني متمكن من عملي . لم تتح لي ظروفنا المعاشية فرصة التعلم بعد المرحلة الابتدائية ، امتهنت العمل كصانع أحذية ، تعلمت المهنة وأجدتها .

قالت الفتاة : عندنا من المال الكثير واني موافقة على الصداقة بيننا ، فهل أنت موافق . 

تكرر اللقاء ، في الدار وخارج الدار ، وفي كل لقاء يزداد الشوق والحنين الى اللقاء المرتقب . 

قال والد الفتاة : اسمع يابني نريد والدك ووالدتك نريد هم ضيوفا .

وفي الموعد المحدد قدم أبواه وزغردت أمه ، وحدد موعد الزفاف .

وهكذا تزوجت المهندسة عامل الأحذية الذي أصبح صاحب أكبر معمل للأحذية في المدينة . 

قابلته في القصر العدلي ، وكلفني بمتابعة قضية أوقف فيها ابنه الشاب نتيجة تسببه بكسر رجل ولد اصابه بسيارته .

وسوم: العدد 702