عاقل أم مجنون

بعث الرشيد وزيره "ثمامة" إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم، فرأى بينهم شاباً حسن الوجه يبدو كأنه صحيح العقل، فأحبّ أن يكلمه، فقاطعه المجنون بقوله: أريد أن أسأل سؤالاً!

فقال الوزير: هات سؤالك.

فقال الشاب: متى يجد النائم لذة النوم؟ 

فقال الوزير: حين يستيقظ.

فقال الشاب: كيف يجد اللذة وقد زال سببها؟

فقال الوزير: بل يجد اللذة قبل النوم؟

فاعترضه الشاب بقوله: وكيف يلْتذُّ بشيء لم يذقه بعد؟

فقال الوزير: بل يجد اللذة حال النوم.

فرد عليه الشاب يقول: إن النائم لا شعور له، فكيف تكون لذة بلا شعور.

فبهت الوزير ولم يحر جواباً، وانصرف وهو يُقسم ألا يجادل مجنوناً أبداً...!

وسوم: العدد 707