آداب المجالس

خلف أحمد محمود أبوزيد

كان معلم التربية الدينية ، يمر فى فناء المدرسة ملاحظاً سلوكيات التلاميذ ، أثناء الفسحة المدرسية ، وكان أول ما شاهده جلوس عمر بمفرده ، على إحدى المقاعد ، مانعاً زملاء الفصل من الجلوس إلى جواره ، وعلى مقعد أخر كان يجلس أحمد وعلى ، ثم جاء مروان مسرعاً ، وجلس بينهما بالقوة ، وعلى مقعد ثالث كان يجلس خالد ومحمود وطارق ، ثم أخذ خالد يهمس فى أذن طارق ببعض الكلمات ، دونا أن يعيرا محمود بالأهتمام ، ثم أنصرفا وتركاه بمفرده ، وعلى مقعد رابع كان يجلس حامد ورفاقه، وهم يصيحون ويضحكون بصوات مرتفعة ، ثم دق الجرس معلناً أنتهاء وقت الفسحة المدرسية أنطلق التلاميذ إلى حجرة الدراسة ، دخل المعلم ، وقفوا جميعاً تحية له

_ السلام عليكم

_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ـ تفضلوا بالجلوس ، كنت أرجو فى هذه الحصة ، أن أتناول موضوعاً ، من موضوعات المنهج الدراسى ، لكننى سوف أتناول ذلك فى الحصة القادمة إنشاء الله ، و سوف أتناول فى هذه الحصة موضوعاً هاماً ، أتجه ناحية السبورة ثم كتب بخط بارز آداب المجالس ، نظر ناحية التلاميذ وهو يقول ، أن ديننا الإسلامى يا أحبائى ، جاء بآداب وسلوكيات اجتماعية عالية ، ووضع من القواعد والضوابط ،التى  تهدف إلى حسن تعامل الإنسان ، مع أخيه الإنسان ، ومن هذه القواعد آداب الجلوس مع الآخرين فى المجالس ، قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا ، إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات والله بما تعملون خبير ( سورة المجادلة / 11)

_ استئذن عمر قائلاً : ما معنى هذه الآية الكريمة ؟

_ أن الله تعالى يا عمر ، يخاطب عباده المؤمنين ، فيقول لهم إذا طلب منكم أن يوسع بعضكم لبعض فى المجالس فاوسعوا ، يوسع الله لكم ، وإذا طلب منكم القيام من مجالسكم فقوموا ، يرفع الله مكانة المؤمنين المخلصين والعلماء العاملين ، والله بما تعملون خبير

_ استئذن مروان متسائلاً نفهم من هذه الآية الكريمة ، أن هناك آداباً يجب علينا أتباعها عند الجلوس مع البعض

_ نعم يا مروان هناك آداباً للجلوس ، منها أن يصافح الإنسان من يلتقى بهم فى المجلس ، لقول النبى صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمين يلتقيان ، فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ، كما يجب على الإنسان إلا يجلس بين اثنين إلا بإذنهما ، وأن يجلس القادم حيث ينتهى به المجلس ، إى فى آخره

_طلب محمود الحديث متسائلاً:هل يجوز الإنسان الجالس فى مجلس ، أن ينفرد بشخص فى الحديث ، ويهمل الأخر ؟

_  أن الإسلام ينهانا عن ذلك ، لأن من آداب المجلس ، إلا يتحدث أثنان فى السر ، مع وجود ثالث معهما ، لأن ذلك يحزنه ويشعره بعدم الأهتمام

رفع حامد يده طلبا الكلام: وماذا عن من يصيحون ويضحكون فى المجاس بأصوات مرتفعة ،

_ يجب يا حامد ، أن يجلس الإنسان فى المجلس وعليه الوقار والأحترام ، وليكن كلامه منظماً متزناً  ، وإذا ما تكلم فليقل الصدق ويبتعد عن المزاح

استئذن على قائلاً : نلاحظ على بعض الناس ، أنهم ينفردون وحدهم بالحديث فى المجلس ، ولا يعطون غيرهم الفرصة فى الحديث

_ سؤال وجيه يا على ، ولتعلم أنت وزملائك ، أنه من آداب الجالسين ، إلا ينفرد شخص فى المجلس بالكلام وحده دون الآخرين، وإذا تكلم غيره ، فعليه أن يستمع لكلامه ، كما أستمع الآخرون له

_ طلب أحمد الحديث قائلاً ؛ أن ديننا دين عظيم يدعونا دائماً إلى التحلى بمكارم الأخلاق ، والتمسك بالسلوكيات الطيبة والأدب الرفيع

_ نعم يا أحمد ، ولكن الأمر الهام يا أحبائى ، أن نسعى لتطبيق هذه السلوكيات على واقع حياتنا حتى نكون خير قدوة للآخرين فى العمل بتعاليم ديننا وآدابه الحسنة .

_ نصائح غالية سنعمل بها إنشاء الله ونسعى إلى تطبيقها على واقع حياتنا

_ أشكركم يا أحبائى

وسوم: العدد 734