فِي..حِضْنِ الْأَيَّامْ..

يَرْتَمِي فِي حِضْنِ أَيَّامِهِ الْبَاكِيَاتْ .

يَنَامُ مُسْتَلْقِياً عَلَى ظَهْرِهْ .

يُعَانِي مِنَ الْمَرَضْ .

مِنَ الْأَلَمْ .

مِنَ الْحُزْنْ .

مِنَ الْقَهْرْ .

مِنْ وَحْدَةِ الْمَشَاعِرْ .

مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْغَادِرَةِ الَّتِي أَجْهَضَتْ آمَالَهْ .

أَحْلَامَهْ .

حُبَّهْ .

كَمَا أَنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا تُحَارِبُ بِلَادَهْ .

تُحَاوِلُ أَنْ تُفَتِّتَهَا إِلَى أَجْزَاءٍ لِيَسْهُلَ عَلَيْهَا ابْتِلَاعُهَا بَعْدَ ذَلِكْ .

جُزْءٌ لِوَجْهِ بَحَرِيْ .

جُزْءٌ لِلصَّعِيدْ .

جُزْءٌ لِلْأَقْبَاطْ .

جُزْءٌ لِطَائِفَةِ الشِّيعَةْ .

جُزْءٌ لِلْبَهَائِيِّينْ .

يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ التَّعَبُ فَيَنَامْ .

وَحِيداً فِي الْحُجْرَةْ .

وَقَدْ هَدَّهُ الْفِكْرْ .

لَسْتُ بِأَفْضَلَ مِنَ الشُّهَدَاءْ .

رَاحُوا .

وَرَاحَتْ أَيَّامُهُمْ .

فِدَاءً لِبِلَادِهِمْ .

وَأَعِيشْ؟!!!

حَزِيناً عَلَيْهِمْ .

يَضَعُ ظَهْرَ يَدِهِ فَوْقَ جَبْهَتِهْ .

مُسْتَغْرِقاً فِي الْحِوَارِ مَعَ نَفْسِهْ .

يَا لَسَوَادِ أَيَّامِنَا!!!

يَا لَغُرْبَةِ أَحْلَامِنَا!!!

يَا لَمَسْرَحِ الذُّلِّ فِي هَذِهِ الْأَيَّامْ!!!

يَا لَسُوءِ أَخْلَاقِ الشَّبَابِ الْجَدِيدْ!!!

ذَهَبَ يَبْحَثُ عَنِ ابْنِهِ فِي فَرَحٍ لِأَحَدِ أَغْنِيَاءِ الْبَلْدَة .

كَانَتِ السَّاعَةُ الْوَاحِدَةَ صَبَاحاً .

وَجَدَ الْبَلْدَةَ كُلَّهَا فِي الصِّوَانْ .

يَسْتَمْتِعُونَ بِمُشَاهَدَةِ الْفَنَّانَةِ الشَّابَّةِ الَّتِي تَرْقُصُ تَارَةً وَتُغَنِّي تَارَةْ .

وَتَسْتَعْرِضُ دَلَعَهَا مَعَ أَبْنَاءِ الْبَلْدَةِ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ فِي الْحَفْلِ مَبْهُورِينْ .

بَعْضُهُمْ يَشْرَبُ الْجَوْزَةْ .

وَالْبَعْضُ الْآخَرُ يَشْرَبُ الْبَانْجُو .

تَذَكَّرَ الْمُخْلِصِينَ مِنْ هُوَاةِ تَطْبِيقِ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَقَالَ:-فِي نَفْسِهْ-يَا لَطَهَارَةِ هَؤُلَاءِ النَّاسْ!!!

يَدْعُونَ هَؤُلَاءِ الْمَاجِنِينَ-الَّذِينَ لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا الْمُتْعَةُ وَالشُّرْبُ وَالنِّسَاءُ-لِتَطْبِيقِ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ!!!

***

***

الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

وسوم: العدد 751