إعطاء الفواحش أسماء بديلة محاولة خبيثة وماكرة لإشاعتها في المجتمع والتطبيع معها

توجد ببلادنا جهات تعمل بخبث ومكر للدفع في اتجاه انحراف مجتمعنا الذي تحكمه قيم الإسلام  السامية نحو قيم غربية  منحطة وافدة ، وذلك تحت شعار مسايرة ما يسمى بالقيم بالعالمية ، وهي قيم المجتمعات الغربية  الغالبة التي تحاول فرضها على المجتمعات الخاضعة تحت مسمى العولمة . ومن الأساليب الخبيثة والماكرة  لتلك الجهات المستأجرة تغيير أسماء الفواحش عن طريق بدائل لها للتمويه عن قذارتها كقولهم " العلاقة الجنسية الرضائية " كبديل عن " فاحشة الزنا " أو "الفجور" أو" الدعارة ". ومعلوم أن الأمة المغربية المسلمة إنما تستقي قاموسها اللغوي والاصطلاحي من كتاب ربها جل وعلا ومن سنة نبيها صلى الله عليه وسلم . ومعلوم أيضا أن لغة كل قوم تحمل في طياتها معتقداتهم وقيمهم الأخلاقية  وتعكسها. وإذا كان الله عز وجل قد سمى الفجور والدعارة زنا ووصفه بالفاحشة، وذمه، ونهى عنه في قوله تعالى : (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )) فلا  يجوز لمن يدعي الانتماء إلى دين الإسلام أن يعدل عن تسمية سماها الله عز وجل لفعل شنيع مستقبح إلى تسمية أخرى تحاول تحسينه ،والتطبيع معه، وترويجه  في مجتمع مسلم كما هو شأن من استبدلوا كلمة زنا بعبارة علاقة جنسية رضائية لإخراجها من دائرة المستقبح المذموم إلى دائرة المستحسن المقبول ، والمحمود ، والباعث على الرضى أوالذي يرتاح له ، ويقبل عليه . وليس من قبيل الصدفة أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لشاب رغب في ممارسة فاحشة الزنا : " أو ترضه لأمك ؟..." لأنه فعل لا ترضاه الفطرة البشرية السوية . والذين سموه علاقة رضائية إنما  استهدفوا هذه الفطرة السوية لتقبل مستقبحا تأباه ، وتأنف منه ، وتستقذره . وعلى غرار تسمية الزنا بالعلاقة الرضائية سموا " العاهرة " أو " البغي"  وهي الزانية الفاجرة " أما عازبة "، وهم يرومون بهذه العبارة تبرئتها من جرم الزنا . ومهما يكن حال هذه العازبة التي يزنى بها سواء عن رضى منها أو غصبا عنها، فإن الفعل سيظل زنا ، وصفة بغي أو زانية لا تسقط عنها  إلا بتوبة نصوح .

وعلى غرار عبارات " علاقة رضائية " و" أم عازبة " يستعملون لفظة " مثلية " وهي فاحشة قوم لوط أو الشذوذ الجنسي  الذي ذمه الله عز وجل في الذكر الحكيم حيث قال : (( ولوطا إذا قال لقومه أتأتون الفاحشة )) . وعلى غرار ذلك يسمون الخمر التي وصفها الله عز وجل برجس من عمل الشيطان ، وهي أم الخبائث بالمشروبات الروحية  نسبة إلى الروح رمز الطهر عوض أن تنسب إلى الشيطان رمز الدنس .

 ولا يخفى ما تريده الجهات الماكرة التي تقف وراء العبث بهذه المسميات من استدرار العطف على الزناة والشواذ جنسيا  والسكارى ، وتقديمهم كأشخاص أسوياء لا يستحقون الإدانة ، ووراء ذلك ما وراءه  من خبث ومكر لتمرير السلوكات الشاذة والمستهجنة المتفشية في المجتمعات الغربية، والتي أريد لها أن تعولم، وتنقل  إلى مجتمعات  أخرى خصوصا المجتمعات المسلمة التي  تستقذرها .  ومن غير المستبعد أن تعوض مستقبلا  أسماء جرائم أخرى  بأسماء بديلة لا توحي بالجرم ، فيصير القاتل سافك الدم ، وقاطع الطريق ، واللص ،والمرتشي ، والمرابي ، والغاش، والمزور والظالم والمستبد والديكتاتور... أناس شرفاء وأكثر من ذلك ضحايا يستحقون العطف والرعاية . ومن غير المستبعد أيضا أن تغير أسماء  الفضائل والفضلاء بأسماء توحي بالإدانة والتجريم، علما بأنه توجد بالفعل اليوم  نماذج متداولة منها ، وهي في طريقها إلى التكاثر والتداول مع تفاقم الغزو العولمي العلماني  لنقل الأمة من قيمها الإسلامية السامية  إلى قيم العولمة المنحطة .  

وسوم: العدد 759