موقف نصارى سورية ، ونصارى الغرب ، من الثورة السورية !

الثورة السورية قامت ، للدفاع عن حرّية الإنسان ، وكرامته ، وحقوقه في وطنه ! وقد رفعت أكثرية القوى السياسية ، وأكثرية الفصائل المقاتلة ، في الجيش الحرّ ، هذه الراية ، باستثناء بعض االفصائل القليلة ، (مثل : جبهة النصرة ، وداعش ، التي تريد حكماً إسلامياً ، الآن .. وفوراً ! بصرف النظر، عن واقع الشعب السوري - داخلياً - والواقع الدولي - خارجيا -  وواقع هذه الفصائل ، أنفسها ، من حيث : إمكاناتها ، ومؤهّلاتها ..!) .

 فلو حَملت مجموعات ، من نصارى سورية ، البندقية ، مع إخوانها في الوطن ، دفاعاً عن هذه الراية - راية الحرّية والكرامة ، والحقوق الإنسانية والوطنية -.. هل كان موقف القوى الغربية ، سيبقى على ماهو عليه : في خذلان الثورة السورية ، وتفضيل النظام النصيري الأسدي ، المعروف بفساده وإجرامه ، على شعب سورية الثائر!؟

 ( وبالطبع ، نصرف النظر،عن ساسة النصارى ، الذين شاركوا ، في الثورة الكلامية - السياسية والإعلامية - وهم قلة قليلة، معروفة بأسمائها، وهي لا تمثل نصارى سورية ، بأكثريتهم ، ولا تمثل حتى أقلية منهم !) 

فهل كان إحجام النصارى، عن المشاركة في الثورة المسلحة ، ناجماً، عن:

 خوف ، من حكم الأكثرية السنية ..!؟

أم عن اقتناع ، بأن النظام الأسدي ، هو حامي الأقليات ..!؟

أم عن تخبّط وعجز، في قيادات الثورة ، من الساسة والعسكر، في إقناع النصارى ، واستقطابهم ، ضدّ النظام الأسدي ..!؟

أم عن هذه العوامل كلها ، ومعها عوامل إضافية ، لا نعلمها..!؟

ويبقى السؤال الأهمّ ، مطروحا : هل فات الأوان ، اليوم ، ولم يعد ثمّة إمكانية ، لمحاورة النصارى، حول موقفهم ، عبر رؤسائهم - في الدين والسياسة - !؟

 نحسب أن ثمّة فرصة ، للمحاورة والضغط ، عبرالإقناع ، والترغيب والترهيب ..لإعلان موقف نصراني مقبول ، ونقله إلى كبارهم ، في الخارج - الدينيين والسياسيين - لتعديل مواقفهم ، تجاه الثورة السورية ، والشعب السوري ؛ وإلاّ فستنتهي النصرانية ، في الشرق كله ؛ لأن الشعوب تحرّكها المشاعر، لاالسياسات .. والشعوب الإسلامية ، لاتخرج عن هذه القاعدة ! وقد عرف شعب سورية ، المذبوح بسيوف الطائفية ، أن النصارى كانوا عوناً للنصيرية ، في ذبح أهل السنة ، وعليهم تحمّل نتائج أفعالهم ؛ إن لم يعدّلوا مواقفهم ، بشكل عملي ، جادّ ، لا بالنفاق ! فالحيلُ الكلامية ،لا تسوّغ إهدار دم طفل، أو انتهاك كرامة امرأة ، من أهل السنة!

وكلّ قادر على الحوار، من أهل السنة السوريين ، مندوب ، لتحمّل مسؤوليته ، في محاورة من يستطبع محاورته ، من نصارى سورية ، عبر وسائل مختلفة : مشافهة ، أو مكاتبة .. وعبر وسائل التواصل المتنوّعة !

فالقضية قضية الأمّة ، بأسرها، لا قضية هيئات سياسية، أو قيادات حزبية، وحسب !

على أن يكون الحوار، باللطف والإقناع ، وتبصير النصارى ، بمستقبلهم الغامض، الذي يعجزون، اليوم ، عن رؤيته ! وهو مستقبل مخضّب ، بدماء أهل السنة ، الذين ذبحهم النصيريون وأعوانهم، بالتعاون مع نصارى سورية ، أو بإعلان الولاء، للمجرم، بشار الأسد، وزمرة حكمه!

لقد ارتكب مجرمو داعش، جرائم بحقّ نصارى العراق، وما حماهم أحد! فهل يعتقد نصارى سورية ، أن يحميهم نظام الحكم النصيري ، اليوم ، أو أيّ نظام يأتي بعده ..من إجرام بعض الموتورين ، الذين ذبح أهلوهم، على أيدي أسد وزمرته، بالتعاون مع نصارى سورية،وبفتاوى من قساوستهم!؟

وسوم: العدد 765