إلى متى سيغض الغرب والأنظمة العربية الطرف عن اغتيال المخابرات الإسرائيلية الأدمغة الفلسطينية

إلى متى سيغض الغرب والأنظمة العربية الطرف عن اغتيال المخابرات الإسرائيلية الأدمغة الفلسطينية خصوصا والعربية  عموما ؟

امتدت يد الغدر إلى العالم الفلسطيني الدكتور فادي البطش ،فاغتالته في منزله بدولة ماليزيا قبل يومين . وبالرغم من أن السلطات الماليزية فتحت تحقيقا في ظروف وملابسات الاغتيال مع تصريحها  بأن الجهة المعتدية لم تترك في مكان الجريمة ما يساعد على الكشف عن هويتها ، فإن الكيان الصهيوني قد أقام على نفسه حجة اغتيال الشهيد فادي على لسان الإرهابي ليبرمان الذي طلب من النظام المصري عدم السماح بمرور جثمان الشهيد عبر معبر رفح ليوارى الثرى بقطاع غزة مسقط رأسه . وإذا كان الكيان الصهيوني لا يسمح حتى بدفن جثة حيث خلقها الله عز وجل ضاربا عرض الحائط كل الأعراف الإنسانية ، فإنه لن يتردد في إزهاق روح صاحبها بطريقة جبانة .

ولقد دأب الكيان الصهيوني على اغتيال  عناصر مخابراته الإجرامية العقول العربية وعلى وجه الخصوص الفلسطينية منها في إطار حربه القذرة ضد الشعب الفلسطيني . وأخوف ما يخافه الكيان الصهيوني العقول العربية التي من شأنها أن تنهض بالوطن العربي في مجال العلم والمعرفة . ويستهدف الكيان الصهيوني العقول الفلسطينية بالدرجة الأولى من أجل إجهاض المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء  . ولقد فاق عدد ضحايا الإجرام المخابراتي الصهيوني الآلاف دون أن يتحرك ما يسمى بالضمير العالمي خصوصا في البلدان الغربية التي تفخر بأنها ترعى الحضارة الإنسانية ، والديمقراطية ،وحقوق الإنسان ... ولقد قامت دنيا الغرب ولم تقعد عندما اغتيل جاسوس مزدوج روسي فوق الأراضي البريطانية ، واتهمت روسيا بتصفيته ، وطرد ديبلوماسييها من عدة دول غربية ، واتخذت ضدها عقوبات ، إلا أن هذا الغرب لم يحرك ساكنا حين اغتال الصهاينة الشهيد البطش باعتباره عقلا وعالما ، ولم يعامل  حتى معاملة الجاسوس المزدوج .

فإلى متى سيظل الغرب والأنظمة العربية يغضون الطرف عن اغتيال المخابرات الصهيونية الأدمغة العربية وخصوصا الفلسطينية ؟ وإلى متى ستبقى هذه الجرائم دون متابعة ودون محاسبة ؟  وماذا لو فكر الفلسطينيون والعرب عموما في القصاص ، واستهدفوا العقول الصهيونية ردا على اغتيال علمائهم ومفكريهم؟ أراهن على أنه لو حصل هذا القصاص لقامت دنيا الغرب ولم تقعد شجبا واستنكارا ومتابعة ، ومعاقبة .

إن اغتيال العقول العربية وخصوصا الفلسطينية يعتبر أكبر خسارة تلحق بالعرب ، وهي خسارة لا تعوض . وإذا كان عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد كما جاء في الأثر ، فإن عالما واحدا أشد على الكيان الصهيوني من ألف مقاوم لأن العلم هو أفتك سلاح يهدد هذا الكيان الغاصب والمحتل .

وعلى الأشاوس من أبطال فلسطين ، وأبطال الوطن العربي أن يلقنوا الكيان الصهيوني درسا قاسيا يمنعه مستقبلا من التفكير في المساس بعقول وأدمغة أبناء فلسطين خصوصا ، والوطن العربي عموما .   

وسوم: العدد 769