الإعمار الإيراني للمراقد الشيعية في سوريا، والعراق

مركز أميه للبحوث والدراسات الإستراتيجية

"اتركو سوريا! حلوا مشاكلنا ... خبز ، عمل، حرية "!

كانت هذه واحدة من الشعارات التي أطلقتها الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ ديسمبر الماضي في أكثر من / 120 / مدينة إيرانية.

 تسير إيران بخطى حثيثة في مشروعها الطموح والقائم على إستراتيجية الوصول إلى دولة إقليمية عظمى 2030 م ، والذي وضعه مجمع تشخيص مصلحة النظام، وترجمت دولة الولي الفقيه ذلك عندما بدأت إيران بتعزيز نفوذها في المنطقة انطلاقاً من العراق، والإيغال بالتورُّط في الصراع السوري واللبناني واليمني ....

 طرحت طهران، وروَّجت لشعارات مذهبية عنصرية قائمة على أساس أن وجودها هناك هو لحماية "الأضرحة الشيعية المقدسة في عموم سوريا " ضد هجمات " السلفيين والوهابين، والتكفيرين، والمتطرفين.... السُّنة.... يزيدي العصر " وسرعان ما أصبح يُنظر إلى إيران باعتبارها الضامن لأمن المقدسات من الرجس والدنس والاحتلال، ثم باتت إيران بقدرة قادر وبغطاء غربي وروسي وإسرائيلي المدافع الرئيسي عن نظام بشار الأسد، وهو هدف إستراتيجي كما حاولت طهران أن تعطي تدخلها المدمر في سوريا بعداً أخلاقياً وإنسانياً وأمنياً، كما حاول خامنئي، وروحاني، ولاريجاني ... ومن لفّ لفيفهم من الحرس الثوري الإيراني والجيش وأجهزة المخابرات الزعم بأن إيران تُظهر درجة عالية من الإيثار من خلال مواجهة "الإرهاب" "ومساعدة السوريين بشكل عام والشيعة بشكل خاص " واعتبارها القيم على شيعة الشتات أينما حلوا

 منذ اندلاع الثورة السورية وإيران تكرر في إعلامها يومياً اسطوانة "حماية المراقد المقدسة الشيعية " المشروخة ..... ، وخرجت علينا منذ أيام قليلة بمشروع يتحدث عن خطة طموحة كبيرة تستهدف حملة اعمار واسعة للمراقد الشيعية في العراق وسوريا، وإنشاء مؤسسة إعمار تتبع لمكتب الولي الفقيه مباشرة، وترجمة لذلك أعلن رئيس اللجنة الإيرانية لإعمار العتبات المقدسة، إنه تمّ إعداد مشروع لتوسعة مرقد السيدة زينب، والسيدة رقية بنت الإمام الحسين، وسيتم بناء مضيف للزوار في مرقد السيدة زينب، والمثير للسخرية أن إيران قامت بالتنسيق مع منظمة اليونسكو حول هذه المشاريع نظراً لوجود ابنية تاريخية في المنطقة، وكأنه لا يوجد هناك شعب سوري، وحكومة مسؤولة، كيف لا ونظام بشار سلم " الجمل بما حمل " لإيران ومرتزقتها ولصوصها ...

 إلى جانب ذلك فإن أعلنت إيران أن لديها خطة طموحة لتعمير أضرحة جديدة في حلب وحمص والنبك وحوران والعديد من المدن السورية الأخرى.... ، والحبل على الجرار .... لاستكمال مسيرة تدشين الكردوار الإيراني المذهبي ، والسياسي، والعسكري ...سمي ما شئت ...

 الموضوع لم يتوقف عند هذا التطور في سوريا؛ فقد أعلنت إيران إستراتيجية لإعمار العتبات المقدسة في العراق، حيث سيتم خلال العام الجاري إنجاز صحن الزهراء بمرقد الإمام علي بالنجف الأشرف، والذي تمّ البدء به قبل ستة أعوام حيث زادت مساحة المرقد من 11 ألف متربع إلى 300 الف متر مربع لاستيعاب الإعداد الكبيرة من الزوار، كما تمّ الإعلان أن الأعمال جارية لبناء صحن العقيلة (زينب) بمرقد سيد الشهداء الإمام الحسين بمدينة كربلاء المقدسة بمساحة 160 ألف متر مربع ، وأعلنت إيران أن الأولوية الثالثة للجنة المباشرة هي لإنجاز توسعة مرقد الإمامين الجوادين في مدينة الكاظمية إذ أن المباشرة بمشروع التوسعة بدأ منذ عامين، وسيتم افتتاحهما في المستقبل القريب.

 أشارت إيران إلى أن صحن إمام الزمان، وصحن الإمام الرضا في الكاظمية سيتم الانتهاء من إنجازهما في السنوات الخمس المقبلة، كما أن الأعمال متواصلة لتوسعة مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، ووضعت في جدول أعمالها مشاريع لإضافة أكثر من 600 ألف متر مربع إلى مساحة العتبات المقدسة .

 إلى جانب ذلك فإن لدى إيران خطة لتوسعة مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي في مدينة بلد (شمال بغداد)، وكذلك مرقد طفلي مسلم بن عقيل في مدينة المسيب بمحافظة بابل ومناطق عراقية أخرى عديدة .

 إذاً هي حرب بلا هوادة لتشيّع المكان، والزمان، وتزييف التاريخ، والجغرافيا السورية، والعراقية من خلال سياسة تمدد قبوري غير مسبوقة، خدمة للمشروع ، والهوس الإيراني لتغيير معالم بلاد الشام، والعراق .....وصح النوم يا عرب ...

وسوم: العدد 769