ثوراتنا العربية المشروعة .. وخطر العدو بركوب موجتها

اعزائي  القرّاء ..

منذ الحرب العالمية الاولى وحتى الان والمؤامرات على الامة العربية مستمرة وبأشكال مختلفة، ولكنها طفت على السطح فور مطالبة الشعوب العربية بنيل حريتها بداية عام ٢٠١١ فمطالب الشعوب العربية التي نادت بها كانت مشروعة وحاجتنا اليها اكثر من حاجتنا لرغيف الخبز ، فالشعوب تحركت غريزياً ولم يدفعها اليها احد.  كل الشعوب كانت مخنوقه ومكبلة ومقطعة الألسن  والأوصال ومازالت تكابد من حكامها حتى الآن .اذن الفوضى المرافقة للثورات ليست بسببها ،ولكنها تكمن في ركوب الاعداء والمندسين موجتها والاندساس بين صفوفها ثم تطويعها لصالح اعدائها وهذا ما برع به الغرب فسخر حكام من العرب في خدمة المؤامرة  .

اخواني ..

هذه هي مشكلتنا اليوم.

فثورة تونس طوعوها واعادوها الى عهد أسوأ من عهد بن علي وعهد سلفه فكل ما فعلوه اليوم انهم أضافوا لسلطة( فتح السين وفتح اللام ) الحكم الجديد شوية عصير ليمون ونقطتين من الزيت التونسي .

وفِي مصر ثارت كل التيارات على نظام مبارك لرفع الظلم ونيل الحرية  وتأسيس الديموقراطية وعدم التنازل عن القضية الفلسطينية وكانت المطالَب إسلامية وعلمانية حزبية وفردية ، فهي مطالب مشروعة ولم يمض عام او عامين حتى تم تطويع الثوره فركب موجتها الاعداء باموال عرب الخليج ثم انحرفوا بها الى عكس كل المطاليب المشروعه التي قامت من اجلها الثورة .

خذوا العراق ايضاً ، فما ان وضع رجله على سلم التقدم فأنتج التكنولوجيا وصنع العلماء وقضى على التمييز وأزال الفساد وحجم(بتشديد حرف الجيم) دور الملالي في المنطقة، حتى انقض عليه الفرس وحكام العرب والغرب والشرق ورأس حربتهم إسرائيل . فأتوا بحكم الشعوبيين والطائفيين والفاسدين بدل الحكم الوطني الذي وضع نصب عينيه الدفاع عن قضايا العرب ووضع العراق على قائمة الدول المتقدمة، وبعد احتلال التحالف الاجرامي للعراق العربي رموا بحكام العرب المتآمرين معهم الى وراء ظهورهم رغم انهم فرشوا لهم ارضهم قواعد وبحارهم مرافئ وسماؤهم  مدارج. 

 وفِي  سوريا، فما ان ثار الشعب السوري وسارت الملايين في شوارع المدن والبلدات والقرى مطالبة بحقها بالعيش الكريم حتى ركب كل الاعداء الموجه فصنعوا لها داعش لتزايد بالباطل على مطالب الشعوب فقلبوا المطالَب المشروعه الى مطالب لاتمت للثورة كل ما عرف عنهم انهم اصحاب اقنعه ! اشترك في المؤامرة عميلهم الصغير وريث ابيه في مؤامرة الصمود الكاذب واشترك حكام عرب باموالهم الرخيصة من اجل ان يرضى عليهم اسيادهم واشترك فيها الفرس الروس والامريكان والتاج الاسرائيلي على رؤوسهم جميعاً كل ذلك ليقلبوا اتجاه الثورة وليحولوها الى فوضى عارمة.

واليوم هناك بوادر مؤامرة على الاردن يشترك فيها حكام عرب خليجيون بقيادة الطاقم التآمري المعروف . فالأخبار تشير الى انتفاضة مطالبها مشروعه ولكن كما اسلفت الخوف ليس من الثورة ، ولكن الخوف على الثورة من ان يحرفها اعداء الشعب الأردني، فليست خشيتنا على الملك عبد الله من خلعه ، ولكن الخوف كل الخوف من تحويل مسارها الى اقتتال الاشقاء الفلسطيني ضد الأردني من اجل استكمال تصفية القضية الفلسطينية بجعل شرق الاردن الوطن الفلسطيني فإن حصل فهذا سيكون بهمة ( نشامى العرب ) .

   

اعزائي القراء 

 ثوراتنا عادله والاستمرار فيها حق،  وعلينا استكمالها حتى النهاية  ولكن الحذر من ركوب العدو  لموجتها وتحويل خط سيرها فهذا هو الخطر الاكبر.

  كلمة اخيرة لشعوبنا : ايتها الشعوب المظلومه حافظوا على خطكم الثوري دون انحراف ودون التنازع بينكم ، فان اختلفتم وتم التلاعب افي أهدافكم... فقد سمحتم بدخول العدو بينكم  فتحولت  ثوراتكم الى فوضى عارمة ، فهل انتم بعد كل هذه الشواهد  واعون .. ام على قلوب إقفالها ؟  

مع تحياتي ..

وسوم: العدد 775