إضاءات

لا تقل أصلي وفصلي أبدا إنما أصل الفتى ما قد عمل

أحمد الجربا بعد افلاسه السياسي والمالي يخطط للعودة لحضن الوطن

عشيرة الجربا فرع من شمر التي هي ثاني أكبر قبائل العرب بعد الجبور ويقدر عددها ب 11  مليون معظمها في العراق والسعودية،  أما في سوريا فلا تتجاوز المئة ألف ... شـمّـر قبيلة عربية مساكنها حائل في السعودية، وتتواجد القبيلة أيضاً في عدة دول الكويت العراق سوريا الأردن وسلطنة عمان نزولاً إلى قطر وشرق المملكة العربية السعودية والإمارات، والعديد من الدول العربية والقليل من الأجنبية. تكونت قبيلة شمر من حلف قبلي قبل خمسة قرون شمل قبائل زوبع والأسلم وعبدة من طيء أما من بقي في نجد فقد  شاركوا الحركة الوهابية ثم أسسوا حكم آل الرشيد في حائل التي سقطت عام 1921 بيد آل سعود عند تأسيس المملكة السعودية ، ولكي يستتب حكمهم قاموا بمصاهرة معظم القبائل الكبيرة التي هزموها ، وهكذا جرت العادة في مملكة عبد العزيز أن يتزوج الأمراء والملوك من نساء تلك القبائل . 

أما في سوريا فقد وزع المستعمر الفرنسي أراضي الجزيرة (التي بقيت خالية من السكان حتى عام 1926 ،طيلة ستتة قرون بعد غزو هولاكو وتدمير واحراق حاضراتها فهجرت وخوت من أي عمران ) ، وزع تلك الأراضي الشاسعة على  شيوخ القبائل العربية البدوية وزعامات المهاجرين الأرمن والكرد الفارين من تركيا مصطفى كمال ... ولكن شيوخ العشائر هناك سجلوا الأرض بأسمائهم ولم يوزعوها على أفراد قبيلتهم ، وهذا سبب الغنى الفاحش لآل الجربا والمسلط وبقية شيوخ العشائر العربية والكردية والأرمنية هناك ، ولكن عبد الناصر أيام الوحدة قام بما سمي بالإصلاح الزراعي فصادر  قسم من تلك المملكات الكبيرة جدا ووزعها ، وهذا ما يشير إليه الجربا على أنها أموال أبوه التي صادرها البعث ( بمعنى أنهم قبيلة معارضة ) ... 

لم يكمل أحمد دراسته الثانوية ورسب في امتحان البكالوريا بحسب شهادة حسن السعدون مدير المدرسة التي كان يدرس فيها في الحسكة ، وبعكس ما يدعيه على أنه مجاز جامعي من جامعة بيروت ، التي انكرت أنه من خريجيها ردا على استفسار رسمي أرسل إليها ... وكان يعاني على ما يبدو من مرض اختلاجي عصبي في شبابه ، فتوقف عن التعليم وغادر الحسكة للسكن في دمشق ، وهناك توطدت علاقته مع أبناء المسؤولين وأهمهم أكثم بن علي دوبا ، ومنه تعرف على محسن بلال .. وكان أحمد مهندس سهرات الفن والكيف والاستمتاع ، وبسببها تعاطى وتاجر بالمخدرات وغيرها من أدوات الكيف والمجون، مما تسبب في توقيفه عدة مرات بتهم مختلفة ( تسهيل دعارة ، حيازة وتعاطي وترويج المخدرات ... لكن معارفه النافذين كانوا ينقذونه ، إلى أن أوقفته أمن الدولة بناء على طلب من الانتربول والأسرة الحاكمة في الكويت بتهمة بيع مسروقات تعود للعائلة المالكة سرقها الجنود العراقيون أثناء احتلال الكويت (تحف وهدايا وسيوف) ... وتوسط أهله كثيرا لاخراجه لكنهم لم ينجحوا فتواصلوا مع أحد زوجات الملك عبد الله من عشيرة الجربا ، وكان يومها وليا للعهد ، وبدوره اتصل بنائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام وطلب منه العمل على اطلاق سراحه ، وهكذا وبتدخل شخصي من خدام تم اقفال الضبط وإطلاق سراح الجربا ، وكل ذلك بحسب ضابط أمن الدولة  أبو رسلان الذي حقق معه ، وأشرف على عملية اطلاق سراحه ، وهو الآن منشق ولاجئ في ألمانيا .  ثم أرسل أحمد رسالة للسلطات في قطر عبر السفارة في دمشق يدعي فيها اكتشافه لمخطط انقلابي يعمل عليه أحد أفراد العائلة المقيم في دمشق وهو من الموالين للأمير الأب المعزول الذي عزله ابنه حمد ... وهكذا صار أحمد مقربا من السلطات القطرية . وبعد اندلاع الثورة سافر أحمد للسعودية وقطر حيث كلفته قطر بالإشراف على توزيع السلاح الذي كانوا يرسلوه للثورة عبر الدول المجاورة ، وهكذا انخرط في العمل بتكليف من قطر وكمندوب عنها ومن خلال عمله هذا بنى مجموعة علاقات مع مسؤولين وقادة فصائل مما جعله طامحا للمناصب السياسية ، بما يدعيه من الدعم الخليجي الكامل له ... وقد بقي مجرد عضو صامت لا يتكلم في المجلس الوطني الذي ضمه بسبب وظيفته كوسيط لتسليم الدعم وليس لكونه سياسي أو معارض ، وحتى بعد تأسيس الائتلاف ... ، لكن السعودية طلبت من الائتلاف أن يكون أحمد في مكان مناسب لعمله في توزيع السلاح لكي تطمئن أن دعمها العسكري يوزع على من ترغب هي في دعمهم ... أي في الدفاع ... واستغل أحمد ذلك وتقاسم الكثير من المنافع مع سعد الحريري وعدد من أعضاء الديوان الملكي وعلى رأسهم التويجري الذي كان يغطي على نهب مال الثورة وبيع السلاح المرسل بدل توزيعه للثوار بطريقة منضبطة ، مستغلا مرض الملك عبد الله يومها وكذلك الأمير سعود ، ومرض وانشغال الأمير بندر المكلفين بالملف ... ولكونه شخصية تحظى بالقبول القطري أيضا . فقد كان يتمتع بحصانة من أي مراقبة أو تدقيق ، وعندما أرسلت أمانة الائتلاف رسالة للسعودية تطلب فيها ابلاغها بالمبالغ التي سلمتها للجربا ... كان الرد نحن نتفاهم مع ولدنا ؟ 

لذلك عندما تسلم أحمد رئاسة الائتلاف قبض من السعودية مبالغ لم يصرح عنها كلها واحتفظ لنفسه على الأقل ب 65 مليون دولار ... أودع قسم هام منها في بنوك اربيل ... يضاف إليها ما كان قد اختلسه من تمويل الثورة وبيع السلاح قبل تسلمه الرئاسة ... ويعند تسلمه الرئاسة استأجر طائرة خاصة ليتنقل بها ... سافر معه بها عدة سفرات أعضاء من قيادة الائتلاف  وبشكل خاص ميشيل كيلو و طيفور وسهير  الأتاسي وبدر جاموس فقد كانوا فريقا جوالا على الدول وبحسب رواياتهم بعد ظهور خلافاتهم، كانت تكلفتها لا تقل عن 100 الف دولار للسفرة الواحدة ... وللوصول لرئاسة الائتلاف تحالف الجربا مع الإخوان بشخص طيفور وأحمد رمضان ، واتفقوا على تقاسم المناصب والحكومة التي كلفوا أحمد طعمة بها ، بالرغم من كونه منخرط في الكلتة العلمانية بقيادة ميشيل كيلو ... طبعا توزيعه المال على أعضاء الائتلاف وشراء الأصوات كانت وسيلته في الاستمرار والتجديد ، ويذكر أن سعر الصوت بيع بخمسة آلاف دولار ، وأن نصر الحريري لكي يترك الصباغ ويصوت للجربا قبض 15 الف بينما اعترف ولدي العمري بقبض خمسة من الطرفين ( الصباغ والجربا ) أما أعضاء كتلة الأركان الذين يأتمرون بأمر الجربا فقد وزع عليهم 3 آلاف لكل واحد ، بينما دفع خمسة لكل عضو بالكتلة الديموقراطية ، وكان قاسم الخطيب القواد الآخر  هو يده اليمنى في توزيع المال ، وكذلك فايز سارة الذي حصل منه على رأسمال لفتح قهوة في استانبول سميت تندرا مقهى الائتلاف والتي تم اغلاقها بعد تورط عمالها بترويج الحشيش والدعارة ، بينما كان منذر آقبيق مدير أعماله الفندقية واللوجستية ... وهكذا ساهم أحمد ليس فقط في الفساد بل في افساد مؤسسات الثورة وافساد الناس مستغلا طمعهم أو حاجتهم ... فهو معروف بالكيس الذي يضعه بين قدميه تحت الطاولة والذي يوزع منه رزم الدولارت ... وقد استعان بقريبه علي ( العاصي ) الجربا في معظم المهمات القذرة ، وكذلك تعاون لفترة طويلة مع عامر صقر اللبناني المقيم في بروكسل ( عم  عقاب صقر )  والمقيمين  يومها في فندق شيراتون ومنتجع مارينا في منطقة أتاكوي في استانبول و الذي عمل معه وساعده في تبييض الأموال وادخالها للنظام المصرفي كون عامر لديه شركة بيع سيارات في أوروبا ، ولكن شهيته على المال تفتحت بشراهة جعلته ينخرط ليس فقط في لحوسة مال الدعم الخليجي كما فعل عقاب مندوبا عن سعد وشريكا لأحمد ، بل المشاركة في العديد من صفقات بيع السلاح المرسل  للثورة ، بالتعاون مع الجربا ورئيس الأركان ، ولكل من يدفع ، ومن هب ودب ، والذي ذهب لداعش والنصرة في النهاية بينما ذهبت الأموال لحساباتهم في البنوك ... 

سرعان ما فاحت رائحة نتن الجربا خاصة بعد تبنيه للورقة الفيدرالية التي تحذف اسم العربية من سوريا ، وبعدها دفعه الرشاوي لتمرير قرار قبول التفاوض في جنيف ، من دون الشروط الأربعة التي كانت مبادرة جامعة الدول العربية قد وضعتها ... وسرعان ما خرجت قصص الفساد والرشاوى والتحرش الجنسي .. ومنها قصة تحرشه بموظفة في مكتب الائتلاف عند زيارته واشنطن حيث تستر عليه نجيب الغضبان سفير الائتلاف يومها ، ودفع أحمد 30 ألف دولار ثمن اسكاتها ومنعها من تقديم ادعاء ضده ... فقد طلبها لغرفته في الفندق بحجة أمر هام ، وراودها عن نفسه كعادته مع كل من يقع تحت يديه ، ولم يتوقع أن تكون ذات حشمة وشرف ولا تخاف من رفع صوتها عندما يمس شرفها ، لافتقار الوسط الذي يعيش فيه لأمثال هكذا نساء ... 

سلم أحمد رئاسة الائتلاف بعده لصبيه هادي البحرة الذي فهم أحمد وعرف كيف يستغله أفضل استغلال ، لكونه ضفدع خطير دسه النظام ، مهمته التسويق للتفاوض معه بلا شروط ، وهكذا صار هذا الضفدع كبير المفاوضين وكبير المتنازلين ، وقد زار لبنان ومنها عرج على دمشق حيث تنتظره حماته الشبيحة المقربة من القيادة القطرية لحزب البعث ومكتب الأمن القومي ، للتوافق مع مخابرات النظام على الخطوات القادمة  ، وهادي اليوم عضو في اللجنة الدستورية التي أجزم أنه ليس فيها معارض حقيقي واحد ، بل هي لجنة ضفادع النظام  بالكامل ، بل إنني أعلن هنا أنني مستعد للقسم على ذلك  وتقديم الأدلة عليهم جميعا ... 

في عهد الجربا خسرنا القصير و حمص وبدأت الثورة بالتراجع جنوب دمشق وفي ريفها ، وانتشرت داعش والنصرة بشكل هائل في الشرق والشمال وفشلت قيادة الأركان ، وسرقت مستودعاتها أيام سليم ادريس ، وتبخرت أموال وحدة تنسيق الدعم بقيادة سهير المقربة من الجربا وطيفور ، وفشل طعمة المعتوه  في أداء أي دور كان على الحكومة فعله ، وكل ذلك بسبب غياب دور الائتلاف كمظلة مراقبة ومتابعة وقيادة لكل مؤسسات الثورة ومعترف به ممثلا عن الشعب السوري من قبل 123 دولة ... وهكذا كان وجه أحمد  وفعله  نذير شؤم على سوريا وشعبها وثورتها وسببا من أسباب مأساتها ... 

بعد افتضاح أمره وتندر الناس عليه خاصة في تصريحه عن ثقافة الثقافة ، وتخلي معظم الناس عنه وتخلي الدول عن دعمه ، بقي الجربا يحاول الحصول على المال والجاه والدور ، فأسس تيار الغد في القاهرة بتشجيع من دحلان وسعد الحريري الذي أرسل عنه عقاب صقر ، والذين وجدوا فيه بوابة  لسحب المال الخليجي وتقاسم الهبات ، فكانوا يتقاسمون مخصصات مساعدة سوريا ويصرفونها على مؤتمرات وأحزاب  وبرامج وهمية ... و وسعد هو من عاد بسبب مطامع شخصية لرئاسة حكومة لبنان بدعم من حزب الله قاتل والده والشعب السوري ، ودحلان كما ذكر تقرير السلطة الفلسطينية هو المسؤول عن تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات بالتآمر مع اسرائيل ، وهو من تحتفظ به اسرائيل كولد مدلل في أبو ظبي ليلعب دورا في غزة في الوقت المناسب ، حيث تمكن بسبب الدعم المالي من شق فتح لفتحين (ضفة وغزة ) ويستعد للعب دور في غزة بعد المصالحة المنتظرة بين حماس واسرائل برعاية مصرية تكرس نهائيا انفصال غزة عن الضفة وموت القضية الفلسطينية ، برعاية مصرية خليجية ، كبديل عن صفقة القرن التي رفضتها السلطة في رام الله . 

... طبعا الجربا يحظى برضى المخابرات المصرية حيث يوزع الخرجيات على بعض ضباطها ... وأوهم الأمريكان أن لديه امكانيات عسكرية كبيرة في شمال سوريا لكن الفصيل الصغير الذي اشترى ولاءه سرعان من رفسه وتخلى عنه ... حتى قوات سوريا الديموقراطية التي حاول كثيرا التقرب منها والدخول معها كشريك عربي سرعان ما لفظته لأنها تعرف حجمه الحقيقي ودوره القذر ، وعدم قدرته على تمثيل أقرب الناس إليه .... وهكذا لم يعد للجربا أي دور عمليا وصار عليه أن يدفع من جيبه ، وبعد تسلم الأمير محمد ولاية العهد في السعودية وضمن حملته التطهيرية تم الكشف عن مستندات تسليم مالية للجربا بحدود 450 مليون دولار ... وبالتالي طلب منه تبيان آليات صرفهم فأصبح غير قادر على دخول السعودية التي طلبت الحجر على حساباته في اربيل ... وهكذا يتجه أحمد لاعلان افلاسه المالي ... ويسرع الخطى للعودة لحضن الأسد ، هربا من ملاحقة السعودية له ، وكل ذلك بحسب الأخبار التي وصلتنا في مركز الرصد والتوثيق وهذا نصها : 

* رسالة " واتس " وصلت صبيحة الأربعاء من ( وفاء حاج إبراهيم ) مديرة المكتب المالي في تيار الغد الذي يتزعمه الجربا لقيادات التيار وكوادره تبلغهم بأن راتب شهر آب هو آخر راتب يتلقونه ، لأن التيار يمر بضائقة مالية و رئيس التيار يدعوهم للإستمرار التطوعي .

* إيقاف الراوتب شمل كلاً من أعضاء المكتب السياسي ( مزن مرشد " فرنسا " - واصف الزاب " غازي عنتاب " - زكريا صقال " ألمانيا " محمد قنطار " السويد " - منذر آقبيق " الإمارات " - بهية مارديني " بريطانيا " - أيمن الأسود " فرنسا " - مالك الأسعد " السويد " وآخرين ) يبلغ عددهم ٣٢ عضو 

* أحمد الجربا كان قد استقبل ( ميس كريدي ) في القاهرة أول الأسبوع الماضي وبصحبتها عقيد في مخابرات الأسد يدعى ( حسان ) و ناقش معهم  إمكانية ترخيص التيار في دمشق 

* أحمد عوض " أمين سر التيار " و علي الجربا " إبن  عم أحمد ومساعده " يتواجدان في دمشق منذ أيام بعد عودة ميس كريدي ، وتقدما بطلب رسمي للترخيص 

* الجربا متهم بإختلاس  ٣٥٠ مليون دولار أمريكي خلال رئاسته للإئتلاف عامي ٢٠١٣-٢٠١٤ وهناك طلب سعودي للحجز على أمواله وحساباته .

عندما سئل أحد شيوخ الجربا في العراق ، وهو مقيم حاليا في عمان عن أحمد الجربا هل هو قريبهم : قال بالحرف( هذا ليس ولدنا ... ولاد الجربا ما بتبوغ ... أي ما بتسرق ... نحن لا علاقة لنا به ولن ندافع عن لص وبواغ قليل شرف وكرامة ...) 

لقد أساء أحمد الجربا ككل ولد عاق لقبيلته العربية الكريمة ذات التاريخ والتي تحترم القيم والعادات ولكل العشائر السورية باستخدامه المال الذي استلمه من اجهزة الدول وخصوصا المملكة لشراء ذمم اعضاء الائتلاف . واستطاع أن يكسب ويشتري ولاء الكثيرين ممن تنازلوا عن شرفهم لقاء ذلك، وقد أساء أيضا للمملكة وبقية الدول التي وضعت يدها بيده وظنت أن نسبه يحصنه ... 

أحمد الجربا خلط بين مهنة قواد وقائد ، وظن أن من يجيد الأولى يجيد الثانية ... لكنه وصل في النهاية لوضع سيضطر فيه للعودة لمهنته الأصلية ( قواد عند أولاد المسؤولين ) خاصة وأن النظام بشخص علي مملوك رفض نشر ملف الجربا الجنائي عندما كان رئيسا للائتلاف ، واكتفى بتوزيع نسخ عنه للدول بالطرق الديبلوماسية ، لقناعته بأنه سرعان ما سيعود لمستنقعه  كبقية الضفادع . 

فجيعتنا وفجيعة قبيلة شمر والشعب السوري بأحمد وبقية الشخصيات ، يجب أن تدفعنا لنفكر مليا في منظومة القيم والمؤسسات التي يجب أن نبنيها لكي لا ينتج مجتمعنا ويكرر هذه المظاهر ، فنحن هنا لسنا لنقول فلان سيء وفلان جيد بل لندرس البنية والتحولات والظروف التي تجعل من هذا الانسان جيدا أو سيئا ، من خلال نماذج عملية عايشناها ودرسنا ظروفها بموضوعية ومن دون تجني ، فليس كل الأفراد لديهم القدرة على مقاومة التيار والاغراءات المختلفة ، بل لا بد من منظومة قيم ، ومؤسسات تضبط سلوك الأفراد وتحصنهم من السقوط في الفساد والخيانة . فالثورة على النظام ليست لاستبدال شخص بشخص آخر يشبهه في كل شيء ، بل على نظام الفساد والافساد الذي يعمل أيضا في صفوف الثورة ، حتى أصبحت المعركة بينهما ليست ذات معنى ، فعادوا للتصالح والتشارك ... 

الشيخ أحمد أبو صفوك كما يناديه ميشيل كيلو ، أو السيد الرئيس كما أطلق عليه منذر آقبيق مدير مكتبه ، عام 2013 كان يقول أنا أفضل من بشار في كل شيء ، أعيش أفضل عيشة ، لدي طائرة أجوب العالم وألتقي قادته بينما هو محاصر في ربع سوريا مهدد بالقتل في كل لحظة ... وكل ما قاله يومها صحيح ما عدا كلمة أفضل ، فهو فهمها على مستوى نزواته الشخصية ، وليس على مستوى القيم والغايات التي عليه تحقيقها ... هو في الواقع أسوأ كثيرا من بشار لأنه أذكى منه ، ولأنه تربى في مجلس مشيخة عشيرة ملتزمة بالتقاليد الأصيلة ، بينما تربى بشار على يد الحجاب والمرافقة والهاملات المتملقين المنافقين ، ولأنه مدعوم من شعب ثائر مستعد لتقديم التضحيات ، بينما بشار مضطر لاستئجار المرتزقة ... ومع ذلك ورغم هذه الأفضلية الموضوعية لأحمد على بشار ، فقد سقط أحمد وبقي بشار للأسباب الذاتية بشخوص المعارضة ونظام عملها ، فمن هو الأفضل يا ترى  أحمد أم بشار ...  الضفدع أم التمساح ... يا أحمد لا تقل أصلي وفصلي ، فعملك ضيع كل ما كان بين يديك والصيف ضعيت اللبن  لذلك نقول لك وأنت تعود لمكانك السابق تصلح أرغيلة أكثم دويا وبحماية ميس كريدي

بدأ قواداً وعدت قوادا

  ما قاله الشاعر : 

فغض الطرف إنك من نمير    فلا كعبا بلغت ولا كلاب

هل هذا الكلام صحيح  وأقصد خاصة ماذكر عن الأخوان ؟

وسوم: العدد 784