مقترح لعقد اجتماعي

الشعب السوري المتعدد الاديان والطوائف والقوميات... يريد بناء وطن يقوم على الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية يحتكم الى دستور عادل يقره الشعب بارادته الحرة ويعتمد فصل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ويتبنى الإعلان العالمي لحقوق الانسان المنسجم مع ثقافته وأعرافه، ويدعو جميع المواطنين للمساهمة في الحياة السياسية من خلال احزاب وطنية مسجلة حسب قانون احزاب وطني حيادي عادل يقره ممثلو الشعب ويتبنى النهج البرلماني المدني في الحكم ليقطع الطريق على النهج الاستبدادي العسكري التسلطي والفساد المزمن الذي ينتج عنه. 

هذه الاحزاب الوطنية لا تقوم على الاديان والقوميات والعشائرية والمناطقية والطبقية... وهي تتبنى الاتجاهات المختلفة المعروفة في عالم السياسية: اليمين (المحافظين) واليسار (الليبراليين) والوسط... 

ويحق لهذه الاحزاب ان تشكل رؤاها من الاديان والفلسفات والاديولجيات والأفكار المتوفرة في العالم وتحاول إيصال برامجها وأطروحاتها بالنهج الديمقراطي وليس بالتغلب. 

فلو استفاد المحافظون من الثقافة الاسلامية او المسيحية... فلهم ذلك، ولو استفاد الليبراليون من سارتر وفولتير وروسو والثقافة الغربية فلهم ذلك... ولو استفاد اليساريون من ماركس ولينين فلهم ذلك. على أن تُطرح هذه الأفكار في البرلمان للنقاش والحوار واستخراج القوانين المناسبة بالتصويت حسب الأصول ووفق الدستور ودون اعتساف ومساس بثوابت الوطن الحرية والعدالة والمساواة التي يرعاها الدستور المُقَر من الشعب ...

وعليه سيكون في سورية المستقبل احزاب محافظة تستقي من الثقافة الاسلامية وأحزاب ليبرالية تستقي من الثقافة الغربية العلمانية وأحزاب وسط وأحزاب تهتم بالتخلص من الفقر والجهل والمرض... كل ذلك بالديمقراطية  دون انقلابات او تغلّب...

ومن الآن على جميع هذه الاطياف والاتجاهات وأحزاب المستقبل ان تلتقي على بناء الوطن بما تلتقي عليه من أسس عامة أصبحت واضحة وتؤجل الخلاف الحزبي المحافظ والليبرالي واليميني واليساري والاشتراكي والرأسمالي لحين الوصول الى الحياة الحزبية البرلمانية الديمقراطية. 

وسوم: العدد 786