فهمي هويدي متشائم

ما رأيت المفكر المصري المعروف الاستاذ فهمي هويدي متشائما كما رأيته أمس.

هويدي كان يعلق على ورقة قدمها استاذ العلوم السياسية المعروف الدكتور حسن نافعة حول آفاق المصالحة في مصر، في مؤتمر عقده مركز دراسات الشرق الأوسط بعنوان «العالم العربي من الانقسامات إلى المصالحات».

هويدي بدا متشائما جدا وقال بالحرف الواحد «لا يوجد أمل، لا يوجد أفق»!

هويدي لخص الأزمة في مصر بكلمة واحدة «الاستبداد».

يرى هويدي أن اختزال الأزمة في مصر بين النظام والإخوان، أو بين العسكر والإخوان، أو بين القوى المدنية؛ الليبرالية والعلمانية والإخوان، أو بين القوى السياسية والإخوان، ما هو إلا تبسيط شديد لما تعاني منه مصر هذه الأيام.

الأزمة في نظر هويدي هي أزمة مستبد يريد أن يبقى البلد تحت الاستبداد كائنا ما كان الذي يواجهه؛ سواء كان الإخوان أم الوفد أم الناصريين أم الليبراليين أم العلمانيين.

رسم هويدي مشهدا غاية في القتامة لمصر هذه الأيام؛ «هذا البلد الكبير جرد من كل حصاناته، لا يوجد فيه مؤسسة مستقلة؛ لا قضاء ولا إعلام ولا جامعات ولا تعليم».

مصر من وجهة نظر هويدي سائرة نحو الفوضى؛ الفوضى المجتمعية «التي نرى بوادرها الآن» كما يقول.

لا يبرئ هويدي القوى الخارجية مما جرى لمصر الكنانة؛ سواء إسرائيل أم أموال الخليج التي تصب صبا لصالح الحرب ضد الإسلام السياسي، إلى القوى الدولية.

يخلص هويدي إلى أنه لا بد من استعادة مؤسساتنا، لا بد من استعادة المجتمع المخطوف، لا بد من استعادة الحرية والكرامة.

وسوم: العدد 800