ماذا وراء التصعيد الروسي الأسدي على الشمال السوري ؟!

لعبة الدم أحب إلى قلوب القتلة وأهون على عقولهم ...

" خلا لك الجو فبيضي واصفري " ولأن قوى الشر العالمي المتواطئة على سورية وطنا وشعبا وحاضرا ومستقبلا قد تركت الحبل على غاربه للقاتل المبير بوتين وحليفه بشار الاسد أن يقتلا السوريين عندما يريدان ، وكيفما يريدان وبالسلاح الذي يريدان فقد تابع السوريون خلال الأيام العشرة الماضية تصعيدا في عمليات التقتيل والتهجير شملت أربعين بلدة في القطاع الشمالي من سورية وبشكل خاص ريفي حماة وإدلب . أودت الجريمة المتتابعة التي تغاضى عنها المجتمع الدولي ومجلس الأمن الموقر إلى استشهاد قرابة ثمانين مدنيا غالبيتهم من النساء والأطفال ..

إن الحقيقة المرة الفاجعة في عالم يتجلبب مواثيق حقوق الإنسان هي أن قتل السوريين لم يعد جريمة عند أحد . وأن المرور على أخبار حروب الإبادة على خلفياتها : الدينية بالنسبة لبوتين ، والمذهبية بالنسبة لإيران وبشار ، والعنصرية بالنسبة للميليشيات المتحالفة مع الولايات المتحدة على الأرض السورية لم تعد جريمة حرب لا في المواثيق الإنسانية ولا في القوانين الدولية .

لعبة الدم التي يستسهلها الروسي والإيراني والأسدي ويندفعون فيها لأهون الأسباب غالبا ما تأتي إشباعا لنهمة سادية متجذرة في نفوس المجرمين نادرا ما يستطيع قارئ لمسار الأحداث أن يجد لها تفسيرا ..

مشروع القتل للقتل الذي يرعاه عمليا محور الشر العالمي ضد الشعب السوري يستعصي على عقل العقلاء وفهم ذوي الألباب !!

لماذا هذا التصعيد العبثي ؛ ؟! ما سره وما خلفيته وأبعاده ؟! ولماذا يقتل هذا العدد الكبير من السوريين ؟!!!!

سيقول لك أبله وهو يفتح فمه ضاحكا : إنها حلقة في معركة الحرب على الإرهاب !! ولكن متى كان أصحاب العقول والقلوب في هذا العالم يفجرون طائرة بركابها لأن بضعة من الخاطفين قد سيطروا عليها والجواب للتمثيل الجدلي وليس للتحقيق العلمي او العملي..

ربما أصدق ما يمكن أن يقال في تفسير فعل الشر الصريح القبيح في استهداف السوريين هو أن عمليات القتل المبرمج في صور أشكال القصف الروسي - الإيراني - الأسدي ما هي إلا محاولات قاصرة، فعلَ كل مرضى النفوس من المجرمين لإثبات الوجود وتأكيد الدور ولو بالانتقام من لحوم الأحياء من النساء والأطفال ..

لن تخيف عمليات القتل الشعب السوري ولن تثنيه عن مطالبه الحقيقية في دولة للعدل والحريّة وحقوق الإنسان ..

ولن تعرقل عمليات القتل المبرمج مشروع المنطقة الآمنة التي ستكون بإذن الله قاعدة انطلاق لبناء سورية موحدة قوية منيعة مزدهرة ..

ولن تقطع عمليات القتل المستمرة - على عنفها وآثارها الإنسانية على سورية الدولة والإنسان - الطريق على بناء سورية واحدة موحدة مجتمعا وإنسانا ..

الْخِزْي والعار لكل القتلة والمجرمين وحلفائهم وداعميهم

والرحمة والرضوان لشهداء سورية الأبرار

وإنه لجهاد حتى تحرير الأرض والإنسان

والله أكبر ولله الحمد

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 813