"صفقة تبادل كبري" قد تكون في الطريق؟

منذ ان اعلنت كتائب القسام عن وجود اسري لديها بعد الحرب الاخيرة في العام 2014 لم تتوقف محاولات اسرائيل  في البحث عن  ادني خيط  للوصول  الى اي معلومة حتي ولو كانت صغيرة وتافهة عن اسراها لدي حركة حماس الا ان كافة محاولاتها بائت بالفشل الذريع واحدة بعد الاخري .  ولعل محاولة اسرائيل ارسال قوات خاصة داخل قطاع غزة وانكشاف امرها  في خانيونس وفشل مهمتها بعد الاصتدام برجال المقاومة ومقتل قائد الوحدة في عملية كانت من اكثر العمليات تعقيدا اوجعت اسرائيل  لدقة المهمة التي كانت تقوم بها تلك الوحدة الاسرائيلية دون ان يكشف احد عن ماهيتها . هذا شكل لاسرائيل حالة مختلفة من العمل باتجاه التوصل لاتفاق ما مع حماس لاستعادة جنودها الاسري , ولعل فشل الوحدات الخاصة بالوصول الى معلومات عن اسري اسرائيل داخل القطاع وانكشافهم جعل من المستوي الامني الاسرائيلي يغير من خطته التي يعمل عليها والانتقال الى الخطة رقم (2) وهي تسوية المسألة باتفاق  عبر وسطاء للحصول على اي معلومة حول ماهية اسري اسرائيل اذا ما كنوا جثث , جرحي او احياء ,المهم ان اسرائيل كانت تعطي المستوي الاستخباري الاولوية للحصول على معلومات  وكانت اسرائيل تراوغ في كل مرة يفتح فيها ملف اي صفقة لتبادل الاسري وحاول وسطاء مختلفين اجراء  مفاوضات لصفقة جديدة  مثل المانيا والنرويج   الا ان مصر لم تترك هذا الملف وكانت تطبخ على نار هادئة وبسرية تامة .

اليوم بات هنا دليل على وصول السيد اسماعيل هنية الي اتفاق لصفقة تبادل كبير عبرالقاهرة ونجاح مساعي حماس و وفدها الذي مكث اكثر من شهر في القاهرة  تنالوا في عدة ملفات وكان ملف صفقة لتبادل الاسري الاهم  واقفت حماس على فتح المف مقابل فتح ملف المختطفين الاربعه من كتائب القسام  ولعل موافقة القاهرة فتح هذا الملف باعتباره محفز لفتح ملف الاسري و ملف التهدئة ومسيرات العودة. اليوم عاد ثمانية معتقلين فلسطينين من القاهرة بعد يوم واحد من عودة  السيد اسماعيل هنية الى القطاع وانهاء زيارته للقاهرة التي استمرت اكثر من شهر وبعودة هؤلاء الشبان بات امامنا دليل على توصل السيد اسماعيل هنية لاتفاق صفقة كبيرة لتبادل الاسري بين حماس واسرائيل تقضي بتسليم حماس مصر من هم لديها من اسري وجثث لتفرج اسرائيل عن 1500 اسير فلسطيني منهم 500 اسير من ذوي المؤبدات وهذا ما كان قد اكدة الصحفي الاسرائيلي "يوني بن مناحم" للقناة السابعة قبل فترة . "صحيفة العربي الجديد" كانت قد نقلت عن مصادر فلسطينية ان مشاورات متقدمة جرت في القاهرة بين وفد من حركة حماس برئاسة السيد اسماعيل هنية و رجال المخابرات المصرية حول صفقة تبادل واسعة ربما تكون الكبري وقد تكون "ثلاثية الابعاد" اي بمعني ان  الصفقة لن تقتصر على الاتفاق على اطلاق سراح اسري فلسطينيين او تلبية اسرائيل لشروط حماس باطلاق سراح محرري اسري شاليط الذين اعتقلتهم اسرائيل مقابل معلومات عن اسري اسرائيل لدي حماس .

الصفقة التي قد يكون توصل اليها السيد اسماعيل هنية مع مصر هي صفقة ثلاثية تتجاوز الوساطة حيث تفرج مصر عن اعضاء من القسام كانت اعتقلتهم اجهزتها الامنية في 2015 كمحفز لما بعد ذلك  صفقة التبادل و ملف التهدئة ومسيرات العودة  والمصالحة وتتعهد مصر باستخدام ما لديها من علاقات قوية بالسلطات الليبية والطلب من السلطات هناك  اطلاق سراح اربعه اخرين يقبعون بالسجون الليبية  والغاء الحكم الصادربحقهم واعادتهم الي غزة . وما استطعنا حصره من دلائل تشير الى ان الصفقة انجز الاتفاق حولها  وخاصة ان مصدر في حركة حماس كان قد افاد للاعلام قبل اسبوع ان قوائم الاسري المنوي طلب اطلاق سراحهم في صفقة التبادل جاهزة لكن ذات المصدر اكد  ان الملف معلق بسبب عدم موافقة اسرائيل على شروط حماس بالافراج عن محرري صفقة شاليط دون حسابهم من العدد المطلوب الافراج عنه في الصفقة الكبري , الصحفي الاسرائيلي "يوني بن مناحم"  عاد وذكر للقناة السابعة ايضا ان الشاباك التقي مؤخرا ب 30 اسير من محرري صفقة شاليط داخل سجون الاحتلال بهدف ترتيب الافراج عنهم في صفقة تبادل . هذا يعني ان اسرائيل استوفت كافة الاجراءات للبدء الفوري بالصفقة  وقبلت بما يطرح  من قبل الوسيط المصري و وافقت على شروط حماس وما هي مسألة وقت وتطلق سراح محرري اسري شاليط  لتحديد الوقت لبدء اجراءات اتمام المرحلة النهائية من صفقة التبادل الكبري  ان لم تحدث تدخلات دراماتيكية على الخط ويلغي الاتفاق وتفوز حماس باعادة ابنائها الاربعه فقط من مصر .

القاهرة باتت معنية بشكل كبير اتمام الصفقة وازالة اي عوائق تحول دون انجازها ولعله بات واضحا ان القاهرة  تسعي لتوظيف كافة الملفات للحفاظ على حالة الهدوء والاستقرار في المنطقة ولن يتحقق الهدوء الا اذا حققت حماس انجاز كبير يرفع اسهمها بالشارع الفلسطيني ويخرجها من امام الحائط الذي وصل وجهها اليه بعد انغلاق الافق امام  تحسين وضعها في غزة وحل الازمات التي جاءت نتيجية ادارة قطاع غزة لاكثر من 10 سنوات . وهنا تستخدم  القاهرة كل ما تمتلك من علاقات مع اطراف المعادلة , حماس واسرائيل وليبيا والسلطة الفلسطينية التي لن تمانع ايضا باتمام  هذه الصفقة , وتامل القاهرة من وراء انجاز الصفقة الكبري بان تثبت تفاهمات هدوء طويل الامد بين اسرائيل وحماس  في غزة يتنتهي معها مسيرات العودة  والاحتكاك بالجيش الاسرائيلي على الحدود , وتقبل اسرائيل مقابل ذلك برفع الحصار عن قطاع غزة تدريجيا وتساهم دول الاقليم  والامم المتحدة بحل ازمات غزة حتي بدون وجود السلطة الفلسطينية.

وسوم: العدد 814