صحّ النوم، لمن بدأ يرى ، ويكتشف ، ويعرف .. مايجري في بلاده !

في المسلسل السوري : (صحّ النوم) المنتَج ، في بداية السبعينات، من القرن المنصرم : مَن أراد ، أن يعرف مايجري ، في إيطاليا، عليه أن يعرف ، مايحصل ، في البرازيل ! ومن أراد ، أن يعرف مايجري ، في البرازيل ، عليه أن يعرف مايحصل ، في إيطاليا !

وينتهي العمل بالمسلسل ،  من سنين ، ويكاد يطويه النسيان .. وتظلّ الحكمة فيه ، قائمة ، وتظلّ تتحدّى ، وتزداد عمقاً ومأساوية ؛ حين يصبح ، واجبُ مَن يرغب ، بمعرفة أيّ شيء ، في أيّة بقعة، في العالم، مرتبطاً، بمعرفة مايدور، في أيّة زاوية ، من زوايا أيّة غرفة ، من غرف الاستخبارات الأمريكية ، في واشنطن !

صحّ النوم :

 لمَن استيقظ ، من نومه ، وبات يعلم ، أن كبار تجّار السلاح ، في أمريكا .. وأصحابَ الشركات الأمريكية الكبرى ، فيها ، هم ، أنفسُهم ، صنّاع القرارات : السياسية ، والعسكرية ، والأمنية ، والاقتصادية ..في أمريكا! وهم ، أنفسهم ، الذين يفتعلون الصراعات البَينية الدامية ، في أيّة دولة ، من الدول الإسلامية..ويزوّدون كلّ طرف ، من الأطراف المتصارعة ، فيها، بالسلاح، الذي يَقتل به، أبناء بلده! وهم ، أنفسهم، الذين يتحكّمون، بعقول صناع القرارات السياسية والعسكرية، المتصارعة في هذه الدول ، بصور مباشرة، أو عبر الوسطاء المحلّيين والدوليين .. ويمكرون بهم : شدّاً وجذباً ، يميناً وشمالاً ، بين المؤتمرات، واللقاءات المستمرّة ، في هذه الدولة ، أو تلك .. وتحت كلّ اسم برّاق ، من أسماء الخداع والتضليل ؛ ليظلّ الصراع مستمرّاً ، وضارياً ، ويزداد ، كلّ يوم ، ضراوة ، حتى يأتي على الدولة ، وبائسيها ، جميعاً ، أخضرهم ويابسهم ! ودموعُ التماسيح تهطل ، من عيون السادة ، صنّاع القرار، تجّار السلاح .. على الأبرياء المساكين ، الذين يُقتلون ، بلا ذنب ، أو جريرة !

صحّ النوم :

للحالمين ، الذين استيقظوا ، في فندق صحّ النوم ، والذين يحتاجون ، قرناً آخر، كي يستيقظوا !

صحّ النوم :

 لمن أثلجَ صدورهم ، قلقُ (بان كيمون) على مآسيهم! ولمن نفضوا رؤوسهم ، من خدَر الدوّامات والمؤتمرات، التي صنعها ديمستورا ، للحالمين ، المتأرجحين ، المترنّحين ، بين : المطارات ، والفنادق ، والوعود الوردية الديمستورية ، البديعة !

صحّ النوم :

لمن صحّ نومه ، ولمن لم يصحّ نومُه بعد .. ولمَن صحّت يقظته ، ولمَن لم تصحّ يقظته ، بعد ! وصحّ الخَدَرُ، والبَلَه ، والتَبالُه ، والاستغفالُ ، والتعافُل .. وسائر أنواع التداهي : الفجّ ، والمسطّح ، والبليد .. التي تمارسها القيادات البائسة ، للشعوب البائسة ، على البائسين من شعوبها !

وسوم: العدد 815