قمة "العجز العربي"

عام على قمة الظهران  الدورة التي اطلق عليها اسم "قمة القدس"  والتي اكدت على مركزية القضية الفلسطينية واكدت ان القدس فلسطينية عربية مهما حاولت امريكا انتزاعها من جسد الدولة الفلسطينية واكدت على اهمية تحقيق السلام الشامل ليتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة  ,  واكدت على بطلان وعدم شرعية القرار الامريكي بشأن الاعتراف  بالقدس  عاصمة لدولة الكيان  ورفض العرب كل العرب قبول هذا القرار الامريكي الذي لم يتعدي على شرف العرب فقط بل  انتهك حرمة ديانتهم باعتبار ان المسجد الاقصي اولي القبلتين وثالث الحرمين فلا يجوز ان يتحدث في هذا احد لان القدس بقرار الهي للمسلمين ,   واكد البيان الختامي على ان القدس ستبقي عاصمة فلسطين العربية وحذر العرب في بيانهم من اتخاذ اي اجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس لان ذلك سيؤدي الي تداعيات مؤثرة على الشرق الاوسط باكمله . فقط احببت ان اذكر المؤتمرون بالقمة العربية بتونس الدورة الثلاثين بما قرروه واتفقوا عليه واردت ان اذكرهم بان حال القدس بات في خط ما قبل النهاية المفجعة  والمسجد الاقصي يقتحم وتنتهك حرماته في اليوم عشرات المرات واليهود يرتكبوا كل الموبقات في باحاته بل وصعدوا فوق قبة الصخرة المشرفة ونفخوا في "الشوفار" لانهم يعتقدوا ان القدس باتت لهم وحرروها من المسلمين ويحق لهم الاعلان ذلك عبر الشوفار .

اليوم تاتي القمة العربية الثلاثين على وقع اعلان ترامب الجولان الارض العربية المحتلة عام 1967 ارض اسرائيلية واعترف بفرض السيادة الاسرائيلية عليها في اشارة واضحة المعالم ان الادارة الامريكية تقطع وتفتت كافة اراضي العام 1967 كما يحلوا لها ليس من اجل منع قيام دولة فلسطينية فقط وانما من اجل تكريس الحقائق على الارض لتستكمل اسرائيل الدولة الهودية و تجسدها ما بين البحر الى النهر .لا اعرف ماذا سيقول العرب في بيانهم هذه المرة او ماذا سيقولوا عن القدس التي باتت قضيتها في خبر غير الخبر الذي سيبلغه لهم الرئيس الفلسطينين محمود عباس في كلمته . لا اعتقد ان يصدر عن القمة العربية شيئا يعيد للقدس كرامتها وشرفها الممزق ولا اعتقد ان يعيد العرب الجولان لسوريا التي لم توجه لها دعوة  لحضور القمة العربية كدولة عربية  تسلب اراضيها بفعل قانون الغاب الامريكي على الاقل ليعيدوا الاعتبار لها ويهنئوها على نصرها على تلك المخططات التي كانت ومازالت تستهدف وحدة اراضيها وترابها وهويتها السورية . يلتقي العرب اليوم في تونس والامة العربية تقطيع اطرافها واراضيها وتهدي لدولة الاحتلال وبيدهم ان يوفقوا كل هذا الا انهم عاجزون ان يتصرفوا كالزعماء والقادة التاريخين المدافعين عن عزة  امتهم وشرف اوطانهم .

تغلل الاستعمار الي قصور الحكام وبات ينام  في الفراش يضاجع الاميرات  ويكتب تواريخ السفالة على اسوار تلك القصور ,ويفتخر بان العرب لم يحركوا ساكنا , فهل سيغار العرب على الجولان و هل سيحشدوا جيوشهم للدفاع عن المسجد الاقصي الذي يدنس يوميا و يحرروه ويعيدوا الجولان لحضن الدولة  السورية, وهل سيدفع العرب الاموال للفلسطينين ليبقوا صامدين في ارضهم بعدما  سرقت اسرائيل اموالهم وباتت تهدد وجودهم وكيانهم الوطني , كل هذه اسئلة لنا الحق في توجيهها لهم وهم هناك يلبسوا الحرير ويناموا على ريش النعام وياكلوا ما لا تعرفة افواه الشعوب, يجتمعوا لايجاد حلول لمشاكل العرب التي تضاعفت واصبحت اكبر منهم لان صانعيها باتوا في قصورهم  يخططوا من داخلها  وما العرب سوي منفذين لما يحبك جيدا لاوطانهم , ليس امام العرب سوي ان يندبوا حظوظهم ويلطموا خدودهم على ما حل بهم من هوان وعجز مركب ينذر بمزيد من الضياع والتشتت , وما على العرب سوي ان يشكوا كلهم لكلهم ضعفهم في موجة مفتوحة وعلي الهواء مباشرة لتعرف الشعوب الحقيقة   , او علىهم  ان يكذبوا ما حل بهم ويعتبروا تشتتهم قوة وانتصار وحربهم على بعضهم اقتدار وكشف للمؤامرات والدسائس  ,  عليهم ان يصفقوا بحرارة لكل الكلمات الثورية التي تقول ان  العرب لن يسمحوا بضياع القدس ولن يسمحوا بضياع الجولان ولن يسمحوا بجوع الفلسطينين وتمكن اسرائيل من ارضهم ومصادرتها والاستيطان فيها على مراي ومسمع من الجميع  , على العرب ان يصفقوا بحرارة لمن سيقول  ان "صفقة القرن " لن تمر ولن يقبل العرب بها لانها لا تنصف الفلسطينين ولا تعترف بحقهم التاريخي في وطنهم ولا تحرر ترابهم من الاحتلال الغاشم .

ايها العرب لا نريد منكم سوي التصفيق لبعضكم والاعلان ان الجولان عربية وقرارا ترامب باطل و لن يمر  ,لا نريد منكم الا ان تكرروا ما جاء في قمة الظهران بخصوص القدس العربية الفلسطينية الاسلامية والاستمرار بمطالبة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية  "مجلس الان والامم المتحدة " الصادرة بهذا الخصوص , ما نريد منكم فقط ان تحذروا اسرائيل من المساس بقدسية الاماكن المقدسة وتغير طابعها الاسلامي ... ايها العرب لا نريد منكم قرارات تغضب امريكا واسرائيل  تزعج ترامب وتسبب الحمرة لوجه اللعين , لا نريد منكم ان توقفوا دفع الاموال لترامب وابنته الشقراء  وشراء سلاحهم الذي يحمي عروشكم ,لا نريد منكم وقف دفع الاموال لصفقة القرن ومتطلبات تحقيقها   , لا نريد منكم الطلب من الامريكان والاسرائيلين  بلرحيل عن اوطاننا و وقف الاستعمار فيها ...لانريد منكم كل هذا لانكم عاجزون عن ذلك قولا وفعلا , لا نريد منكم وقف تصددير النفط او وقف زيادة انتاجه يوميا  لانكم لاتملكوا شيئا منه فقد ملكوه حتي قاع القاع  , ما نريده منكم ان تاخذوا صورا جماعية وتكتبوا بحبر الخزي والعار ما وصلت اليه الحالة العربية من انحطاط  وتردي تاريخي وعجز غير مسبوق في عصوركم وان تستمروا  في الشجب  والاستنكاروعدم الاعتراف  بما يعلنه ترامب والمطالبة بمراجعات امريكية قبل فوات الاوان ,عفوا الاوان فات فلعل القمة القادمة ستاتي ولن يبقي من القدس وفلسطين شيء ولا حتي عواصمكم سوي الاسماء .

وسوم: العدد 818