علماني يحاول استغلال حدث زيارة البابا لمعهد تكوين الأئمة للنيل من خصومه الإسلاميين وتحريض الدولة عليهم

طالعنا الموقع الإلكتروني الذي يصفه أصحابه بالموقع الإعلامي الأول في البلاد بمقال للمدعو سعيد لكحل المعروف بتوجهه العلماني والذي دأب على نشر مقالاته على هذا الموقع والتي ينادي فيها بمجتمع مدني  يكون فيه الإسلام  على الهامش يقتصر دوره على العبادات ، وتتولى فيه العلمانية أمر المعاملات .

عنوان المقال هو : " زيارة البابا تسقط القناع عن تطرف الإسلاميين "

والعنوان في حد ذاته يتضمن تحاملا مكشوفا  بل تجريما للإسلاميين ، وهو ما أكده مضمون المقال حيث صنف صاحبه من سماهم الإسلاميين إلى تيارين سمى الأول تيار الإسلام السياسي وجعل له فصيلين، فصيل إخواني ، وآحر سلفي ، وصنف في  التيار الثاني جماعة العدل والإحسان ، وما سماه التنظيمات الإرهابية . واتهم التيار الأول بأنه  يتظاهر بالولاء الكاذب للملكية ، وبتحريم الخروج عليها ، وهو على حد زعمه يفعل ذلك تقية فقط ، بينما وصف التيار الثاني بالمناهض لها .

وواضح من وصفه لما سماه التيار الإخواني والسلفي أنه يشكك في ولائه للملكية  ولإمارة المؤمنين ويخونه ، وهي تهمة خطيرة من حق  من اتهموا بها متابعته قضائيا أمام العدالة .

وتبريره لهذه التهمة هو ما أثير حول ما حدث في معهد تكوين الأئمة أثناء زيارة بابا الفاتكان حيث قدم نشاط  يرمز إلى التسامح ، وكان عبارة عن ترانيم يهودية ومسيحية صاحبها التكبير الذي يرفع في أذان للصلاة ، وهو ما أثار لدي بعض الجهات نقاشا حول مشروعية رفع الأذان مع تلك الترانيم . ولا يعدو هذا النقاش أن يكون ككل نقاش يثار عندما يتعلق الأمر بشأن ديني . ولا يمكن أن يؤول ذلك النقاش التأويل الذي ذهب به صاحب المقال  تعبيرا عن حقده على الإسلاميين إلى أبعد الحدود  حيث طعن في ولائهم لإمارة المؤمنين ، ونسب إليهم أنهم وصفوها بارتكاب محرم ، وحرضوا عليها الشعب ، وهو أمر لم يقصده من ناقشوا قضية مصاحبة الأذان للترانيم لا من بعيد ولا من قريب .

وعوض أن يترك هذا العلماني الرد على من أثاروا موضوع مخالطة نداء الصلاة للترانيم للجهة المخول لها الرد  شرعا ودستوريا ،وهي المجلس العلمي الأعلى ، تولى الرد  على ذلك بنفسه ، وهو غير مؤهل لذلك بسبب جهره بعلمانيته المتكرر  في كل ما يكتب وينشر .

ومعلوم أن المجلس العلمي الأعلى هو الهيئة العلمية المخول لها علميا وشرعا وقانونا  الرد على كل الهيئات العلمية من قبيل رابطة علماء المسلمين أو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أو غيرها من الهيئات أو الأشخاص . ولا شك أن رد المجلس العلمي الأعلى سيكون في مستوى ما يتمتع به  أعضاؤه من علم ودراية وخبرة بأمور الدين بعيدا عن تجريم من يحاورنه أو تخوينه أو الطعن في ولائه كما فعل العلماني بدافع الحقد الأسود على من يختلفون معه في علمانيته التي  يدعو إليها باستمرار وبتعصب شديد .

ويختم صاحب المقال مقاله بعبارة تلزم الدولة المغربية بالتعامل بحزم مع من وصفهم بدعاة الفتنة حفاظا على الأمن الروحي والفكري للشعب المغربي . وفي هذه العبارة  أيضا ما يشي بإدانته للدولة  حيث قال بالحرف : "  وأي تهاون  هو تشجيع للمتطرفين ولمخططاتهم التخريبية  التي تستهدف أمن الوطن والمواطنين " وكأن دأب الدولة عندنا هو التهاون مع ما يستهدف أمن الوطن والمواطنين . وهذا اتهام خطير من صاحب المقال لمن يستهدفهم يضاف إلى التشكيك في ولائهم لإمارة المؤمنين ، وهو ما يقتضي مقاضاته لما تضمنه مقاله من تهم ملفقة يتوخى من خلالها الإيقاع بمن يختلفون مع توجهه العلماني الذي لا محل له من الإعراب في بلد مسلم على رأسه أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين والذي بايعه من يتهمهم بيعة من مات وليست في عنقه مات ميتة جاهلية  كما يعتقد كل مسلم ، و لا يحق لأحد أن يطعن في أصحابها أو يشكك فيها ، ويحكم على نواياه التي علمها عند علام العيوب سبحانه وتعالى ، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه المرد والمساءلة والمحاسبة والجزاء .   

وسوم: العدد 818