يا أيها السوريون لوموا أنفسكم ، قبل أن تلوموا بشار المجرم

إن بشار وزبانيته .. وشبيحته وأعوانه .. من السوريين على اختلاف عقائدهم وأفكارهم .. ومن غير السوريين أيا كانت جنسياتهم .. قد أوغلوا في الإجرام وقتل الأبرياء .. وسفك الدماء لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلاً ..

إن المجرم مهما أجرم .. ومهما طغى وبغى .. ومهما قتل وسفك الدماء .. غير ملام .. لأن جبلته وطبيعته .. وغريزته التي نشأ عليها تقتضي منه أن يكون مجرما .. وإلا لما سُمي مجرماً ..

معادلة سهلة وبسيطة جدا .. لا تحتاج إلى فلسفة ولا حذلقة .. ولا تتطلب تحليلا نفسيا ولا إجتماعيا.

ولهذا أخبرنا الله البصير العليم .. بأن المجرمين هم أهون .. وأحقر على الله من أن يسألهم عن ذنوبهم .. وأتفه من أن يلومهم على إجرامهم:

( وَلَا يُسْـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ ).... القصص الآية 78

وحتى لا يلتبس الأمر على بعض القراء الذين ليست لديهم القدرة العقلية .. للتفريق بين اللوم والتبرير.. أسارع إلى القول : أن اللوم مختلف كل الإختلاف عن التبرير .. والفرق بينهما كما هو الفرق بين الثرى والثريا .. ولا يبرر الإجرام إلا مجرم ...

ولكن من هو الملام ؟؟؟

أنتم .. نعم أنتم ...أيها السوريون ..

ألم تسألوا أنفسكم يوماً .. لماذا ثرتم على المجرم الأسد ؟؟؟

أليس لأنه طاغوت مستبد .. ديكتاتور يرفض الاستماع إلى أي رأي يخالفه أو ينتقده .. ويتهمه مباشرة بالخيانة والعمالة .. والتآمر على الوطن وكل أخواتها ...

أليس لأنه يسب ويشتم .. ويلعن كل من يعترض عليه أو ينصحه ؟؟؟

أليس لأنه يُذل ويُهين .. ويسجن ويعدم .. ويقتل ويعذب كل صاحب رأي حر ؟؟؟

أليس لأنه هو المسيطر والمتحكم .. والمهيمن على مقدرات البلد .. يستخدمها لحسابه الخاص كأنها مزرعة له .. ويستخدم الشعب كله عبيداً وخدماً عنده ؟؟؟

أليس لأنه ظالم متجبر .. فاسد مفسد .. يعامل الناس باستعلاء وغطرسة وتكبر .. ويقرب إليه الراكعين الساجدين المنبطحين له .. ويبعد ويُشقي .. ويُفقر كل من يرفض الخنوع له ؟؟؟

ستقولون بالتأكيد نعم .. نعم .. لهذه الأسباب وأكثر ..

إذن لماذا تبذلون الأرواح والدماء .. والأموال والمتاع .. والأعراض رخيصة في سبيل التحرر من العبودية للأسد .. لتقعوا في عبودية أخرى ..

لماذا تعاملون أهلكم وعشيرتكم .. وقومكم وإخوانكم .. بنفس المعاملة التي عاملكم بها الأسد ؟؟؟

لقد أدهشتم العالم بتضحياتكم وبطولاتكم .. وصبركم وصمودكم .. وإصراركم على نيل الحرية مهما كلف الثمن .. ولكن للأسف العميق .. لا يزال قسم غير قليل منكم .. يتصرف مع رفقاء الدرب ويتعامل مع عشيرته .. بنفس الأسلوب الذي يتعامل به الأسد معكم ..

يسبون .. ويشتمون .. ويلعنون .. ويخونون .. ويقذفون الآخرين المخالفين لهم بالرأي .. ويتهمونهم بكل الإتهامات التي كان يتهم بها الأسد الآخرين ..

ثقافة السب والشتم التي نشأ وتربى عليها السوريون، خلال العهود البائدة .. والتي يتفنون بها أيما تفنن .. ويبدعون فيها أيما إبداع .. بل هم الأخصائيون الأول في عالم السب .. والشتم .. واللعن والدعاء بالقتل والحرق .. وإنزال كل أنواع المصائب على الخصم .. لا يبزهم أي شعب آخر في الكرة الأرضية !!!

 حتى إنهم وهم يداعبون أطفالهم أو نساءهم أو أصحابهم .. يداعبونهم بالسب والشتم .. والتحقير والاستهزاء والسخرية .. ومسلسلاتهم التلفزيونية العاهرة .. التافهة .. ملأى بكل هذه الأصناف والأنواع!!! ..

وللحسرة واللوعة .. أنها تلقى رواجاً عند العرب !!!..

ليس إلا .. ليضحكوا عليهم ويتلذذوا بالسخرية منهم ..

إن السب والشتم .. هي فاكهتم المفضلة المحببة إلى نفوسهم .. وبضاعتهم التي يتاجرون بها .. ويجاهدون بها كل من يخالفهم الرأي .. حتى ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو أزواجهم أو عشيرتهم ..

وللحق والعدل والإنصاف .. ليس كل السوريين سواء .. ولكنها الغالبية العظمى منهم .. ولا يزالون كذلك إلى حد كبير .. بالرغم من كل هذا القتل والذبح الذي يمارسه أعداؤهم معهم ..

بل والأغرب من ذلك .. والأنكى والأبشع .. والأجرم .. أن بعضهم يتوعد الآخرين بالقتل والتصفية قبل تصفية مجرمي الأسد !!!

يا لغرابة هذا الزمان ولعجائبه التي لا تنقضي !!!

والذي يزيد الطين بلة .. ويدمي الفؤاد .. ويفتت الكبد غماً وألماً .. ويقطع الأحشاء إرباً .. إرباً !!!..

أن قسماً من الذين يمارسون هذه التصرفات الجاهلية أيضاً .. أناس يزعمون أنهم مسلمون .. مؤمنون .. مجاهدون .. مقاتلون .. ثوار .. أحرار .. شرفاء .. حريصون على الوطن .. وحريصون على تطبيق شرع الله .. وهم المساكين .. جاهلون .. أنهم هم أول من يجب تطبيق حكم الله فيهم .. بتطبيق حد القذف ثمانين جلدة لكل كلمة إتهام .. لا دليل عليها ولا برهان !!!..

ولكنهم لا يفقهون .. ولا يعلمون .. ويظنون أن الإسلام ما هو إلا شعارات .. ولافتات سوداء أو بيضاء .. يُكتب عليها إسم الله .. وكفى .. ويدخلون الجنة بلا حساب .. ولو ارتكبوا كل الموبقات .. فالله غفور .. رحيم ..!!!!

هل أحد يصدق هذه التناقضات العجيبة .. الغريبة ؟؟؟!!!..

هل يصدق أحد .. أن بشراً أسوياء يقدمون أرواحهم رخيصة في الحرب مع الأعداء .. وفي نفس الوقت ينهشون في أعراض المسلمين .. ويصفونهم بأوصاف قبيحة .. سيئة .. ويتهمونهم إتهامات باطلة ليس عندهم من الله برهان !!! مستهينين بكلام الله تعالى :

( يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۢ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوٓا۟ أَن تُصِيبُوا۟ قَوْمًۢا بِجَهَـٰلَةٍۢ فَتُصْبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَـٰدِمِينَ) الحجرات الآية 6

ولا يكتفون بهذا .. بل يتوعدونهم بالقتل .. والذبح .. والسحل .. قبل أن ينتهوا من عدوهم اللدود الأول بشار ..

فهنيئاً لك يا بشار على هذا الشعب .. الذي رباه أبوك .. وصنعه على عينه .. ليكون أنموذجاً للسفاهة .. والفجور في الخصام والتنازع .. والتراشق بالألقاب والإتهامات ..

وهنيئا لك يا بشار بن أنيسة على هذا الشعب سيئ الأخلاق .. غريب الأوصاف .. بارع في الطعن والسب والقذف .. مبدع في العداوة والخصام والفجور .. مستأسد على جيرانه وإخوانه وأقربائه .. خانع ذليل منكسر لأعدائه .. لسانه أطول من جسمه .. يضرب ذات اليمين وذات الشمال .. لم يسلم أي شخص كان موقعه .. إلا وشُرح تشريحا كاملا من كل صغير وكبير .. من المتفيقهين والمستعلمين !!! ..

وأبشر يا بشار بطول عمر مديد لأربعين سنة أخرى .. حتى يظهر جيل جديد من بعد هذا التيه والضياع ... كما فعل الله تعالى ببني إسرائيل :

( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةًۭ ۛ يَتِيهُونَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْفَـٰسِقِينَ ) المائدة الآية 26

لاتلوموني على هذه الصراحة المريرة .. وهذه المكاشفة السافرة ..وتقولوا: إن هذا الكلام .. يوهن من عزيمة الأمة .. ويُضعف من قوتها .. كما كانت تقول العصابة الأسدية بحق كل من ينتقدها !!!..

لأن الأمر جلل .. والخطب مدلهم !!! ..

وأعلم ما لا تعلمون .. وأستشف من وراء الغيب – ولا أعلم الغيب – أن كوارثاً ومصائباً ستترى على سورية .. لا تبقي ولا تذر .. لواحة للبشر .. وأن عصابة الأسد وحلفاءها .. مصممون على النصر .. كما أنتم مصممون .. ويمتلكون ما لا تمتلكون .. وليس لكم من الله ناصر .. لأنكم لا تزالون بعيدين عن طريقه .. وتعصونه كما هم يعصونه ..

وقد يسأل بعضكم : إذن ما هو طريق النصر ؟؟؟

وهذا يحتاج إلى مقالة أخرى .. سأبينها لكم إن شاء الله تعالى فيما بعد ...

وسوم: العدد 819