ألا تجد أنظمة الخليج ما تصنعه بعائدات النفط سوى تمويل الحروب في بلدان عربية

ألا تجد أنظمة الخليج ما تصنعه بعائدات النفط سوى تمويل الحروب في بلدان عربية والإجهاز على انتفاضات الشعوب العربية للتخلص من الفساد ؟؟؟

لقد بات من المؤكد أن أنظمة الخليج التي أطغتها عائدات النفط تقف وراء ما كل حل ببلدان العالم العربي من ويلات بعد اندلاع ثورات الربيع العربي نهاية سنة 2010 وبداية سنة 2011  حيث  موّلت الانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية في مصر ، وهو انقلاب عسكري بإيعاز ومباركة من الغرب الذي كان يخطط لتمرير ما بات يعرف بصفقة القرن المشئومة التي يراد بموجبها تقديم أرض فلسطين بمقدساتها الإسلامية هدية على طبق من ذهب للكيان الصهيوني العنصري المحتل .

ولقد كانت سوريا بعد العراق  ميدان صراع  تلك الأنظمة الخليجية التي موّلت أطراف الصراع فيها  فخرب البلاد ودمرتها تدميرا، وأهلكت الحرث والنسل  ، وقتّلت وهجّرت وشرّدت شعبها الأبي .

 ولقد كان اليمن السعيد أيضا مضمار صراع تلك الأنظمة التي أشعلت فيه حربا أهلية  ضروسا لا تبقي ولا تذر مهلكة للبشر .

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل عمدت الأنظمة الخليجية التي طغت لأنها رأتها استغنت بعائدات النفط إلى الجنرال المتقاعد في ليبيا والذي لم يقعده تقاعده لتجعل منه طاغية خلقا لطاغية  هلك ، وهو من زمرته التي عثت في أرض ليبيا فسادا وذلك من أجل تكرار سيناريو مصر، وليعلب الجنرال المتقاعد حفتر  دور السيسي في ليبيا .

 وبعد ليبيا جاء دور السودان حيث انقلبت تلك الأنظمة على ديكتاتورها المتشبث بالسلطة لعقود وهو يرقص طربا أمام آلام شعبه العظيم  الذي يعاني من ضائقة خانقة بعدما كان أداة طيعة في يدها ، فدبرت انقلابا عسكريا عليه أو بالأحرى مسرحية انقلاب من أجل خلق وضع كوضع ليبيا لينتقل بعد ذلك إلى مثل وضع مصر بعد تنصيب ديكتاتورا  من الجيش كديكتاتور مصر .

ولا شك أنه لأنظمة الخليج يد خفية توشك أن تظهر فيما يحدث في الجزائر، وقد بدأ الجنرالات المستبدون فيها يحاولون تكرار سيناريو سنة 1994 ، وهو السيناريو الذي تم فيه الإجهاز على ثورة الشعب الجزائري ، وعلى أول تجربة ديمقراطية فيها أعقبتها عشرية دموية يقف وراءها هؤلاء الجنرالات الذين ارتكبوا الجرائم البشعة في حق الشعب الجزائري ونسبوها لما سموه الإرهاب .

ولقد بات من المعلوم أن أنظمة الخليج وبإيعاز من الغرب بزعامة الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين قد مولت الإجهاز على ثورات الربيع العربي لخلق الظرف المناسب لتمرير صفقة القرن المشئومة . ولقد باتت لعبة هذا الإجهاز مكشوفة حيث مزق الوطن العربي  تمزيقا بعد تدمير العراق وسوريا  وليبيا واليمن ، وبدأت عملية تنصيب حكام ديكتاتوريين من العسكر كان أولهم ديكتاتور أو فرعون مصر ، وبعده الجنرال المتقاعد وهو في الطريق إلى كرسي الاستبداد ، ولا شك أن السودان  أيضا على وشك أن ينصب فيه شبيه بالسيسي  وحفتر لخلق محور أنظمة مستبدة  في مصر والسودان وليبيا والجزائر تأتمر بأوامر الغرب، وتقوم بدور قمع شعوبها التواقة إلى العدالة لتمرر صفقة القرن  المشئومة بسلام .

ولقد كان من المفروض على أنظمة الخليج  المتنافسة والمتصارعة في مجال تمويل الشرور والدمار الشامل في الوطن العربي بعائدات النفط  أن تمول مشاريع بناء هذا الوطن والنهوض به، ولكنها اختارت السفاهة  عوض الرشد ، وهي أنظمة صرح الرئيس الأمريكي أنها قابلة للزوال في أيام  أو ساعات  لعجزها عن حماية نفسها .

ومن المؤسف الأسف الشديد  أن تساوم جيوش بلدان عربية من طرف تلك الأنظمة الخليجية ،وتصير دمى في أيدها عوض أن تصطف إلى جانب شعوبها الحالمة بالانعتاق من الاستبداد والحكم الشمولي .

وأخيرا نقول إن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله ، وفوق كل مكر ماكر مكر الله عز وجل وهو خير الماكرين .    

وسوم: العدد 820