حول تفجيرات سيريلانكا المستنكرة والمدانة

أكتب مستنكرا للجريمة ، متعاطفا مع الضحايا ، رافضا لكل أشكال العدوان على المتعبدات والعابدين فيها ، مهما كانت أديانهم أو معتقداتهم ، أكتب مستنكرا للعدوان على المعابد وعلى المدارس والمستشفيات والأحياء السكنية والمدن الآمنة .. بالبراميل الغبية أو بالأسلحة الذكية أو بمتفجرات الغدر والغيلة ..

أكتب مستنكرا للجريمة في سيريلانكا وفي آراكان وفي أفغانستان وفي نيوزلندة وفي العراق وفي الشام وفي فلسطين وفي ليبية وفي كل مكان رفع فيه لله بيت يذكر فيه كثيرا ..

أكتب متعاطفا مع الضحايا مهما تكن أديانهم وأجناسهم وأوطانهم ومعابدهم ، مدينا للقتلة المجرمين مهما تكن راياتهم أو عناوينهم أو ذرائعهم أو أديانهم أو أعراقهم أو مظلومياتهم التي بها يتذرعون ...

 إن استسهال الهجوم على دور العبادة فعل الجبناء . وقد علموا أن دور العبادة لا تخص الطغاة ولا المستبدين ولا الحاكمين ولا المتحكمين . إن دور العبادة هي الخاصرة الرخوة في كل المجتمعات وهي الثغرات التي لا يبالي بحمايتها ..الطغاة والمستبدون . بل كم جعلوا منها ومن مرتاديها كبش الفداء . ومن أراد شاهدا فليتذكر ما فعله حبيب العدلي بكنائس مصر ، وما أعده الوزير اللبناني ميشيل سماحة بالترتيب مع بشار الأسد وعلي مملوك للبطركين : الراعي وصفير وبقية أرباب الكنيسة المارونية في لبنان .

 ندعو لأن نجتمع نحن البشر المكرمين بآدميتنا وبقول ربنا : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) على استنكار العدوان حيثما وقع ، وكيفما وقع ، ومهما كانت ذرائع المعتدين سواء كانوا إرهابيين أو ممن يزعمون أنهم يحاربون الإرهابيين .

 وإن على الطغاة والمنحرفين وأعوانهم الذين يتحدثون اليوم حديث الريبة والإفك والزور والبهتان عن فكر " جماعة الإخوان المسلمين " أن يعلموا بل أن يذكروا أن هذه الجماعة المباركة التي ظلت تمثل روحية الإسلام العظيم وعقيدته المتسامية ، وشريعته السمحة ، على مدى قرن من الزمان لم تهاجم في أي يوم معبدا لا مسجدا ولا كنيسة ولا كنيسا ، ولم تهدم مزارا ولا ضريحا ولا مرقدا لا باسم محاربة الشرك ولا باسم محاربة البدع ولا باسم محاربة الإرهاب والإرهابيين .

وكانت الكلمة سلاحها الأول وما زالت تنادي بنداء القرآن ويا شقاء من انحرف عن القرآن : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).

محاربة الإرهاب والغلو والتطرف لا تكون بممارسة الإرهاب كما لا تكون بالإفك والزور والافتراء على الناس وظلمهم .

والحق والحقيقة خير لهم لو كانوا يعلمون ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 821