تنبيه هام لكل السوريين الأحرار في تركيا

الهدف المتقدم لشبكة الأعداء اليوم

إحداث الوقيعة بين الشعبين السوري التركي....فاحذروا

لقد ظل استهداف إعلام بشار الأسد وحلفائه للدور التركي ، ولحكومة العدالة والتنمية، ولشخص الرئيس أردوغان بالذات بالتشكيك والتشويه قائما ومستمرا ولم يتوقف للحظة منذ انطلقت هذه الثورة المباركة . ومنذ محاولات الدولة التركية الأولى لتجنيب سورية والسوريين هذه المخاضات ، بتقديم النصح وعرض الوساطات ولكن يبدو أن طريق بشار الأسد في قتل السوريين وتدمير سورية كانت مرسومة خطواته واضحة معالمه. ولذا فقد سار فيه واثقا آمنا مطمئنا وما يزال يتابع مهمته المريبة حتى اليوم .

ولكن الذي نتابعه هذه الأيام ، ونتيجة لتطورات الأحداث ، وصيرورتها إلى المواقف الفاصلة ولا سيما فيما يتعلق بشمال سورية وشرقها ، واختلاط الأوراق فيها على نحو غير مسبوق : صهيوني وأمريكي وروسي وإيراني وأسدي وعنصري ؛ الذي نتابعه هذه الأيام هو التصعيد الإعلامي ضد الدور التركي في سورية والمنطقة تصعيد يشترك فيه أطراف وأطراف وأطراف حتى بدا هذا التشكيك يتسرب على ألسنة بعض السوريين الأحرار الشرفاء ، يرددونه وهم لا يشعرون..

المشتركون في تشويه الدور التركي أو التشكيك فيه في هذه المرحلة هم أولا :

الأمريكيون الذين يكيدون لقيام كيان عنصري ، شمال سورية - جنوب تركية ؛ يستكمل دور الكيان الذي أقاموه جنوب سورية - شمال مصر ؛ لتمزيق عرب المشرق عن عرب المغرب ، وعرب آسيا عن عرب أفريقية . كيان يفصل تركية جغرافيا عن عمقها المسلم العربي ، كما رفضوا حتى الآن الاعتراف بها كامتداد للاتحاد الأوربي .

كما يشارك في عملية التشكيك المريبة الروس وقد وصلت اتفاقات بوتين مع أردوغان في فضاء آستانة إلى العقدة الأخيرة ، التي يبدو أن بوتين يريد أن يتملص من استحقاقاتها بأي ثمن . وهو يلعب مع أردوغان لعبة عض الأصابع بصمت ليفرض بالتالي حلوله على السوريين أولا ولو استطاع لفعلها من خلال الدور التركي .. ولا تزال تسمع من الإعلام الروسي تصريحات وأقوال تحاول جهدها التشكيك بالدور التركي وإلحاق الأذى بشخص الرئيس أردوغان ..

ثم يشارك في العملية بعض دول الإقليم التي ترى في الدور التركي منافسا بدلا من أن ترى فيه مساعدا ومكملا في إطار ما يرفعون من شعارات معركة مزعومة مع الولي الفقيه ومشروعه المريب .

ثم الدور الصفوي بسياساته الباطنية الخفية الذي يحسن توظيف اللحظة بكل معطياته ، ويتقدم بخطاب موحد ، ويعمل على مشروع هيمنة ونفوذ واضح الأبعاد مرسوم الخطوات .

ثم الإعلام الأسدي بكل غثائيته وزيفه وكذبه وادعائه ...دون أن ننسى في هذا السياق بعض العنصريين الذين ارتضوا أن يكونوا أداة بيد الأمريكيين ضد أوطانهم وشعوبهم ، وهم يرفعون بطريقة مضحكة شعارات الحرية والديموقراطية وما يسمونه زورا تقرير المصير .

ولن ننسى في السياق الحديث عن دور بعض التجمعات والفئات في المجتمع التركي المتضررة من مشروع العدالة والبناء بأبعاده الوطنية التركية والحقوقية الإنسانية . هذه الفئات التي نزعت عن تنافسها الذي لها كل الحق فيه صفة الوطنية لتجعله شكلا من أشكال الكيد ضد الوطن ومصالحه .

إن الذي يجب أن نحذره نحن السوريين الأحرار هو الانسياق مع هذه الموجة من التشويه والتشكيك . بحيث نخدم مشروع أعدائنا ونحن لا ندري ..

إن علينا في كل كلمة نلقي بها في هذا الفضاء الإعلامي أن نلتزم بوصلتنا الثورية ، ومصلحتنا الوطنية العليا بعيدا عن الصغائر والعنعنات والطروحات الساذجة التي تقوم في فضاء المثاليات التي لا ارتسام لها في واقع سياسي محموم ...

للحديث عن المنتظر من الدور التركي علينا أن نفهم بشكل جيدا مفهوم " الحليف السياسي "

 لا يمكن للأخ أن ينتظر من أخيه الشقيق أن يضر نفسه لينفعه . ولتبقى قاعدتنا الأولوية : الاستفادة من جميع الحلفاء . والقبول منهم . وإعذارهم . ورفض الانجرار إلى معاركهم البينية إن كانت . ومن ثم التوقف عن إلقاء أعبائنا عليهم :

ما حك جلدك مثل ظفرك .. فتول أنت جميع أمرك

لا نشك حقيقة بنصاعة الدور التركي من قضية الشعب السوري . وكذا في موقف العديد من دول المنطقة من الأشقاء العرب الذين حاولوا جهدهم أن ينصروا وأن يعينوا ؛ ولكن علينا دائما أن نميز بين المواقف المطلقة في الضمائر والقلوب وبين المواقف العملية على أرض الواقع ، المواقف المحكومة بشبكة معقدة من العوامل والمؤثرات . التي تملك أصحابها في كثير من الأحيان ولا يملكونها . لا الأب ولا الأم ولا الأخ الكبير قادر على كل شيء كما يظن الأطفال الصغار ..

إن إعلام بشار الأسد وحلفائه بعد أن عمل طويلا على تشكيك السوريين في بعضهم، وتشويه صورهم في مرآي بعضهم ، وأشرك في ذلك أقواما باسم الثورة وباسم الطهورية وباسم الدين ..يعمل اليوم جاهدا على التشكيك في دور حلفاء الثورة والشعب عامة وفي دور الجار التركي الشريك الوفي القوي بشكل خاص ..

علينا أن نكون حذرين ..

وأن ننظر إلى مآلات كل كلمة نقولها فقد حصحص الحق ..

وأن نحرص على استدامة الشعرة بيننا وبين الناس جميعا ، والحلفاء منهم خصوصا فكيف بنا إذ نقطع ما بيننا وبين أهل الثقة من حبال وثيقة كالتي بيننا وبين الحليف اتركي . " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ "

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 821