تطفيش ممنهج للكفاءات في كل المجالات..

clip_image002_39cc0.jpg

الصورة هي من تكريم وشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للطبيب السوري عفيف عفيف في حفل رسمي، وذلك بعد العملية الجراحية الدماغية التي أجراها لمريض وأنقذته من الموت.

الدكتور عفيف ممنوع من العمل في مشافي الدولة السورية بسبب منظومة الفساد والمسؤولين في وزارة التعليم العالي، وجامعة دمشق الذين أضاعوا جهوده لفتح مركز جراحي طبي متخصص بالجراحة العصبية، ومنعه من تقديم خبرته العالية في اختصاصه للسوريين بشكل كيدي وممنهج واتهامه بالهروب من الوطن.

الطبيب الذي عاد من فرنسا بداية الأحداث السورية، مستغنياً عن كل الإغراءات المادية والعلمية لكي يساهم في علاج المرضى، ويتكفل بعلاج الضحايا السوريين الفقراء، وضع كل خبرته تحت تصرف وزارة التعليم العالي، وحمل مشروعاً ضخماً في إنشاء مركز جراحي عصبي متخصص يستقبل المرضى من الشرق الأوسط كله، بالإضافة إلى تكفله بتدريب جراحين سوريين كون اختصاصه نادر جداً، إلا أن الأمر لم يرق للمسؤولين الغيورين على كراسيهم، فقد أجهض المشروع، وتم محاربة الطبيب حتى من إجراء العمليات المجانية في مشافي الوزارة.

عضو الهيئة التدريسية السابق في كلية الطب بجامعة دمشق الذي لم يعط أي محاضرة ولم يستطع دخول مشافي الوزارة لإجراء عملية واحدة.

يقول إن اختصاصه يُعدُّ من الاختصاصات القليلة في العالم، وهو غير موجود في سورية. "جراحة الصرع، باركنسون، الشلل التشنجي، الأمراض النفسية بالإضافة لجراحة الآلام المعنِّدة على العلاج الدوائي". 

هو الوحيد في المنطقة الذي نال شهادة hdr ، وهي أعلى شهادة في الجراحة العصبية بالعالم، أو ما يطلق على صاحبها سوبر اختصاص.

ويضيف: تمَّ تعييني عضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق للاختصاص جراحة عصبية مجهرية ولكن لم يتم ندبي إلى أي مشفى، ولم يتم تكليفي بأي نشاط تدريسي أو علاجي. 

طرقتُ كل الأبواب عن طريق قسم الجراحة، الكُلية، رئاسة الجامعة، مجلس التعليم العالي، ووزير التعليم العالي في حينه إضافةً إلى مسؤولين في قطاعات أخرى من الدولة، وكان طلبي الوحيد هو أن يتم ندبي إلى مشفى أمارس فيه اختصاصي وأؤدي واجباتي الوظيفية فيه، لم أستطع الحصول على هذا الشرف بسبب معارضة عميد كلية الطب.

...

وأصبحتُ عضو هيئة تدريسية عاطلاً عن العمل، وأخلاقي لا تُبيح لي أن أقبض راتباً دون أي عمل.. فتقدمتُ بطلب لمنحي إجازة بدون أجر حيث تعاون الجميع على هذا القرار تسهيلاً لخروجي من الجامعة ومن كل سورية، وتمَّ استثنائي من شرط التأصيل بقرار من مجلس التعليم العالي، ومن ثم منحي إجازة بلا راتب لمدة عام.

..............

هوامش:

1- راتب الدكتور عفيف في سوريا كان 16500 ليرة سورية عندما تم تعيينه.

2- الأجهزة التي جلبها معه كانت على حسابه الشخصي، ولم يكلف الدولة أي قرش سوري.

3- في 48 ساعة أجرى الدكتور عفيف 3 عمليات معقدة جداً تمت بنجاح كامل في طرطوس.

4- في كل سفرياته كان يجلب معه أجهزة إلكترود للاختبارات الأساسية للمرضى دون أن يكلف المريض قرشاً واحداً، حيث يبلغ ثمن الجهاز الواحد 200 يورو.

5- حلم المركز الطبي للجراحة العصبية ما زال ينتظر، فآلاف من السوريين الذين أصيبوا بالشلل والأمراض العصبية المستعصية هم بحاجة ماسة له، فهل من مجيب، يتساءل ما تبقى من السوريين بخير في وطنهم الجريح؟.

وسوم: العدد 826