الأستاذ هيثم خليل مالح يوجه رسالة مفتوحة للملك سلمان بن عبد العزيز

الأستاذ هيثم المالح

الأستاذ هيثم خليل مالح يوجه رسالة مفتوحة للملك سلمان بن عبد العزيز :

بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي

أصحاب المعالي والفخامة والسمو

السلام عليكم ورحمة الله....

ثماني سنوات مرّت ومازال القتل والتهجير والتدمير عناوين بارزة لسورية، ولم يقتصر الإجرام على عصابة الأسد بل دخل شركاء جدد للمشاركة في أكبر مجزرة حصلت لشعب آمن عبر التاريخ، مأساة يتابع فصولها العالم المتحضر غير آبه بما يحصل لهذا الشعب من مصائب.

لقد قاتل العالم "داعش" الذي قتل 3% من قتلى  الشعب السوري وهو تنظيم إرهابي جاء منقذًا للنظام الطائفي، ولكن هذا العالم صمت وبارك ما يحصل للشعب السوري الذي قدّم مليون شهيد، بل تغاضى عن "دواعش" كثر في سورية، فقد صمت عن نحو سبعين فصيلاً طاثفيًا يدعمون النظام الطائفي، وصمت عن غزو إيراني ولبناني وعراقي وروسي، نعم هؤلاء غزاة فقد تدّخلوا بالشأن السوري وجاءت جيوشهم أو مليشيات تتبعهم لقتل الشعب السوري، وقد دخلوا دون تفويض رسمي أو دولي، فقد سقط نظام القتل بالشرعية الثورية وانعدم وجودًا بعد جرائمه ضد الشعب السوري، وتم سحب التفويض الشعبي منه بوصف الشعب هو مصدر السلطات، ثم انتهى دوليًا بعد تأسيس الائتلاف بوصف الإئتلاف ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب السوري.

إننا أمام جرائم بشعة، جرائم ضد الإنسانية ارتكبت ولاتزال تُرتكب في سورية، وكل هذا ماكان ليتم لو كان هنالك دعم عربي وإسلامي للثورة السورية والشعب السوري، نعم قدّمت دول عربية مشكورة دعمها للشعب السوري ولكن ماحجم ماقُدّم أمام ما تقدمه إيران وحلفاء النظام اللاشرعي من دعم لامحدود؟ 

لقد تغولت إيران في المنطقة، وباتت خطرًا يهدد الأمة العربية ككل، فهاهي بلدان المشرق العربي تسّاقط وتتهاوى تحت سلطانها سواء بدعم حلفائها أو بخيانة أبناء جلدتنا أو بالمكر الذي أتقنه حكّام إيران لكننا صحونا بعد غزو العراق وتحطيم الدولة العراقية لنجد أنفسنا أمام نفوذ إيراني يمتد من طهران حتى بوابة فاطمة في الجنوب اللبناني، نفوذ ماكان ليتم لولا أن لمن له قيادة العالم رغبة بذلك على حسابنا نحن العرب، وهانحن قد خسرنا العراق وسورية ولبنان واليمن، وبات شراذم وأتباع الولي الفقيه في اليمن يهددون بصواريخهم الأماكن المقدسة، وفي سورية هجرّ أهلها وأغلقت دونهم الحدود

العربيه والمسلمه مع الحسره.....

إلا من بعض  الدول  الاوربية التي استفادت منه وباتوا في مخيمات لا تصلح لسكنى البشر. 

  ولا يخفى عليكم حال لبنان، ودويلة حزب الله التي ابتلعت الدولة اللبنانية !

لقد كان إخوانكم السوريون قادرين على تجنيبكم وتجنيب المنطقة ككل هذا الوباء، وهذا التنافر المجتمعي والصراع السني الشيعي الذي بات يفت في عضد أوطاننا لو أن العرب سارعوا لدعم تطلعات الشعب السوري بإسقاط نظامه الطائفي المجرم ودعمه بقليل من الصدق وبعض الأسلحة التي كانت كفيلة بإسقاطه

و لتم قطع يدّ إيران، وتعافى لبنان، وعادت الروح للعراق.

لقد قدّم شعبنا ومازال تضحيات جمة، وينتظر منكم أن تسارعوا لدعم ثورته، وأن يعمد العرب لرفع قضية الشعب السوري إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة "الاجتماع من أجل السلم" تأسيسًا على الحالة الكورية بعد تعطل مجلس الأمن، تفاديًا للفيتو الروسي، كما على قادة العرب والمسلمين اعتبار الروس والإيرانيين غزاة، وهذا يكفل حقّ المقاومة للشعب السوري.

إنّ ما تقوم به ايران الملالي من جرائم قتل وجرائم ضد الإنسانيه في سورية ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم، لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض، وقوله لهدم الكعبة أهون عند الله من قتل امرئ مسلم، وبالتالي فإن تعليق عضوية إيران في منظمة التعاون الاسلامي هو الرد الطبيعي على الجرائم التي ترتكبها في سورية والمنطقة العربية.

والسلام وعليكم ورحمة الله .

المحامي هيثم المالح

وسوم: العدد 826