اغتيال الرئيس مرسي رحمه الله تعالى إخراج غبي لجريمة زكية على طريقة المحقق كولمبو

موقفنا :

clip_image002_704e9.jpg 

لا شك أن الذين خططوا لجريمة قتل الرئيس الشهيد محمد مرسي هم من مدمني مشاهدة حلقات مسلسل كولمبو المحقق الأمريكي الشهير .

الجريمة المحبوكة التي تقوم على توفير كل معطيات الدفع ببراءة المجرم بتوفير الغطاء اللازم لاستبعاده والحكم ببراءته .

فأي جريمة ترتكب بحق الرئيس الشهيد في سجنه الانفرادي ستثير المزيد من التساؤلات والشكوك والاتهامات ؛ ولكن أن يسقط الرئيس الشهيد على الهواء مباشرة، وأمام أعين الناس في قفص المحكمة ، وبعد أن يلقي كلمته أمام القاضي؛ فكل هذه المعطيات المحبوكة مسبقا ستكون عامل دفع في براءة المجرم الغبي كما يتوقع ..

كلنا نعلم أن الموت حق . وانه لا تدري نفس بأي أرض تموت ؛ ولكن كلنا نعلم أيضا أن المجرم لا يؤتمن على تحقيق . وأن الطريق إلى الحقيقة أمام واقعة الاغتيال التي يقف وراءها أكثر من دافع أهمها أن يزيح السيسي عن طريقه شبح الرئيس الشرعي المنتخب الذي وصف السيسي يوما بأنه مثل الذهب فخانه ، ونكث باليمين الذي أقسمه أمامه، والذي ما يزال يشكل الأمل الجميل لأحرار مصر ورجالها فهذا أمر ما يزال مطلبا ملحا على أجندة السيسي الذي وطد دستوره ليحكم مصر إلى الأبد.

لقد وعد الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله تعالى شباب مصر وصباياها أن يحافظ على الشرعية ولو كلفته حياته ، وها هو قد وفى بوعده ليترك للشباب المصري الاستمرار في تحمل الأمانة ، والدفاع عن شكل الحياة التي يريد .

الجريمة الغبية التي ارتكبت بحق الرئيس الشهيد ليست لغزا ولا هي طلسماً صعب التفسير حيث يستطيع أي طبيب مختص بالطب الشرعي أن يقدر ويقرر الأسباب الحقيقية للوفاة سواء فيما دس في دواء الرئيس الشهيد أو فيما كان في قفص المحكمة الزجاجي أو فيما استعمله المجرمون عندما انفردوا بجثمان الرئيس في سيارة الإسعاف ..

ندرك نحن المسلمين أن قوى الشر حول العالم متواطئة جميعا على جريمة قتلنا منذ دمروا العراق وأعدموا الرئيس صدام حسين واغتالوا الرئيس رفيق الحريري وهاهم اليوم جميعا " كهنة محاكم التفتيش" تمتد أيديهم إلى حياة الرئيس الحر المنتخب من قبل شعبه والذي لم يحاسب صحفي على كلمة بالرغم من كل ما صدر عن العملاء والمأجورين ..

وإذا كنّا نعتقد أن قضية الحرية في العالم واحدة . وأن قضية العدالة في العالم واحدة ؛ فإننا ما زلنا نؤمن أن في العالم بشرا أحرارا سيقفون إلى جانب الأحرار في عالمنا العربي المنكوب بعسكره الذين سخروا أنفسهم لمآرب كل المجرمين .

وسيكون فكفكة لغز اغتيال الرئيس الشهيد محمد مرسي أسهل كثيرا من فكفكة لغز اغتيال الرئيس الحريري ؛ هذا إذا كان في عالم القرن الحادي والعشرين بشر يهمهم أمر العدل وأمر حقوق الإنسان بغض النظر عن هوية الإنسان ..

ورحم الله الرئيس محمد مرسي والثائر البطل عمر المختار وأحمد شوقي الذي قال :

يا ويحهم نصبوا منارا من دم    يوحي إلى جيل الغد البغضاء

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 829