الرحمن . علم القرآن . خلق الانسان . علمه البيان ..

ومن علم البيان الذي تعلمناه أن التلميح يغني عن التصريح . وأن الإشارة تكفي عن العبارة . وأن اللبيب من الإشارة يفهم . وأن كثيرا من كلام العرب على طريقة : إياك أعني واسمعي يا جارة . 

وأن هذا كان من أساليب رسول الله في تربيته . وهو قبل ذلك من أساليب القرآن الذي عالج أدق العلاقات الإنسانية الحميمة مما نقرأه في بيوتنا أمام أبنائنا وبناتنا فلا نشعر بالحرج . وفِي فصول تعليمنا أمام تلاميذنا وتلميذاتنا فنجده عذبا سائغا لا حرج فيه .

هذا أيها الاخوة ليس غمزاً ولمزا كما يحاول ان يفسره او يسفهه البعض ، هذا أدب وسمو وترفع .

وقديما قالوا : 

العبد يقرع بالعصا 

والحر تكفيه الإشارة 

أرجو ان يجيب على سؤالي هذا الصباح الأحرار ، الذين فهموه.

نحن لا نعتب على أفراد . مع أننا نحفظ 

وللأوطان في عنق كل حر 

يد سلفت ودين مستحق 

ورحم الله فارس الخوري يوم خرج في ١٩٥٤ في مقدمة مظاهرة تستنكر إعدام شهداء الاخوان الستة . ليعلم الناس أن قضايا الحرية لا تتجزأ .

نعرف للناس حقوقهم وللسياسة ضروراتها . وكان مرسي قد جعل قضيتنا قضيته فهلا كافأنا أسرته الصابرة المحتسبة بكلمة عزاء؟!

في شريعتنا الاسلامية الجار مندوب لتعزية جاره الكتابي يهوديا كان أو نصرانيا ، و من هذه الشريعة يتخوفون ولا يحق لنا ان نتخوف من شرائع بوتين وترامب  الناطق باسم الأبيض مثل بَعضُنَا تماما لا تعليق عنده على جريمة قتل على الهواء ولا أدري هل هم تعلموا من قيادات معارضتنا أو هي تعلمت منهم ؟! .

يقول لي أحدهم أليس مرسي قد زار طهران  ؟!!

قلت له عجبا : سمعت ان مرسي قد زار طهران ولم تسمع ان مترجمي الملالي قد زوروا وحرفوا خطابه على الهواء مباشرة ؟! لأنه أحرجهم بما لم يتوقعوه ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 829