تساهل الجهة المسؤولة عن الدين مع المشكك في صحة صحيح الإمام البخاري شجعه على التشكيك في وجود الصدّيق والفاروق

مرة أخرى طلع علينا  الموقع الذي يصنفه أصحابه الأول في البلاد بمقال يقدم نكرة لا يتعدى مستواه الثقافي المرحلة الإعدادية كباحث في زمن صارت فيه صفات البحث والخبرة والاختصاص ... توزع مجانا ، ويشهد بها  غالبا من يوقعون مقالاتهم  المنشورة على هذا الموقع بصفة صحفيين متدربين ، وقد زبّبوا ولمّا يحصرموا  في مجال  الإعلام .

ولقد جاء في  هذا المقال أن الذي شكك سابقا في صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى قد شكك في وجود الصحابيين الجليلين الصدّيق والفاروق رضي الله عنهما ، ولا شك أنه سيتمادى في تشكيكه ، وربما أوعز إليه شيطانه أن يشكك في نهاية المطاف في كتاب الله عز وجل ، وذلك غير مستبعد من نكرة مغمور يبحث عن شهرة الأعرابي الذي تبوّل في زمزم في موسم الحج فنالته اللعنة إلى يوم الدين.

لوا يعنينا ما يصدر عن هذا النكرة من هرطقة ، وإنما يعنينا أن تسكت الجهات المسؤولة  عن الدين على ما يهرطق به  وعلى رأسها الوزارة الوصية على الشأن الديني  التي لا تتساهل في العادة مع خطباء جمعة ،وقد توقف بعضهم لأسباب لا تستوجب ذلك لمجرد انتقادهم ما يجب أن ينتقد أو ما يقتضي ذلك  بموجب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما قد يشوش على تدين الأمة و على قيمها الأخلاقية وهويتها الإسلامية .

 إن هذه الوزارة لم تحرك ساكنا  على ما يبدو عندما تجاسر النكرة المحسوب على البحث، وهو أبعد ما يكون عن هذا الوصف، فشكك في إمام  الصحاح للإمام البخاري، وخاض فيه خوض ماخر عباب بحر بلا سفين . ولا شك أن مجرد منع نشر زبالته المتعلقة بالتشكيك في صحيح البخاري  لم يكن قرارا كافيا لردعه عن هرطقته  ، الشيء الذي جعله يتمادى في غيه ، ويأتي ببائقة أخرى وهي التشكيك في وجود الصدّيق والفاروق رضي الله عنهما ، وهو مساس متعمد بمشاعر الأمة الدينية نظرا لمكانة الصحابيين الجليلين لديها .

ولا بد من التذكير مرة أخرى بأن هرطقة هذا النكرة تدخل ضمن ما صار يروج عن الإسلام من عدة جهات مشبوهة ومأجورة  وظّفت من طرف من يقفون وراء الإجهاز على ثورات وحراكات الربيع العربي لطمس معالمه بعدما كشف عن رهان الأمة العربية من محيطها إلى خليجها على الإسلام للخروج من وضعية ما بعد نكبة فلسطين والنكسات التي تلتها . ولقد بات من المؤكد أن رهان الأمة العربية على الإسلام صار يفزع أعداءه وعلى رأسهم الكيان الصهيوني المحتل الذي يسهى لتمرير ما يسمى بصفقة المخزية التي يراد  بها طمس القضية الفلسطينية التي هي قضية إسلامية قبل كل شيء ، ويراهن هذا الكيان والغرب الذي يدعمه  بزعامة الإدارة الأمريكية على أنظمة عربية فاسدة نافقة لتمرير تلك الصفقة  المخزية ، وهي تهرول من أجل ذلك في انبطاح غير مسبوق .

وإذا كانت صفقة العار التي تهرول الأنظمة العربية الفاسدة لتبوء بعارها عبارة عن محاولة يائسة لطمس معالم القضية الفلسطينية  الدينية أساسا من خلال مساومة الشعب الفلسطيني بالمال المدنس ومراودته عن استرجاع حقه  ، فلا يستغرب من جهات  مشبوهة و مأجورة أن تشن حملات مسعورة على كل ما يمت للإسلام  بصلة سواء كان مقدسا أو لغة أو تاريخا أو رمزا  لتكريس فكرة نزع القداسة عنه طمعا في حصول فتور في مشاعر الأمة الدينية الشيء الذي تظن تلك الجهات المشبوهة أنه سيمهد لقبول تمرير صفقة القرن المشئومة.

وتعتبر زبالة النكرة المشكك في رمزين من أعظم رموز الإسلام نموذجا من نماذج زبالات أخرى تستهدف رموزا إسلامية  أخرى ، وقد دأبت مواقع  إعلامية مشبوهة و مأجورة  أيضا على نشرها.

وعلى الوزارة الوصية على الشأن الديني عندنا أن تحزم أمرها لمواجهة كل من تسول له نفسه المساس بمشاعر الأمة الدينية وبمقدساتها ، وألا تجعل همها تصفية الحساب مع خطباء ودعاة وتهديدهم بالعزل حين يضعون أصابعهم على كل داء يهدد الأمة في قيمها الإسلامية  ، وهو ما يجعل الجهات المشبوهة والمأجورة والمستهدفة للإسلام  تصريحا أو تلميحا تشمت بهم ، وتنتشي بإقصائهم، مستفيدة من ذلك لتتمادي في استهداف الإسلام  . ويجدر بهذه الوزارة وقد قلّدت مسؤولية جسيمة أن تقاضي النكرة المتجاسر  صحيح البخاري وعلى الصحابيين الجليلين ، كما تقاضي أيضا من يسوق لزبالته إعلاميا ، وإلا ستكون قد أخلّت بواجبها وبمسؤوليتها التي قلّدتها إمارة المؤمنين حامية حمى الملة والدين .   

وسوم: العدد 830