أقوال وتصريحات حول مؤتمر المنامة وصفقة القرن

هنية للمجتمعين في البحرين:

مؤتمركم سيتبدد على صخرة صمود ووعي شعبنا

وجه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية رسالة للمشاركين في مؤتمر البحرين المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة قائلاً لهم: "إن مؤتمركم وهم سيتبدد على صخرة صمود الشعب الفلسطيني ووعيه".

وقال هنية في كلمة له خلال مشاركته في المؤتمر الوطني الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن ورفض مؤتمر البحرين الذي عقد مساء اليوم في مدينة غزة: *إن مؤتمر البحرين مؤتمر سياسي بغطاء اقتصادي وإغراءات مالية، هدفه العمل والتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء الضوء الأخضر للعدو الصهيوني ليبسط احتلاله وسيطرته على كامل الضفة الغربية.* 

وأضاف هنية أن هدف هذا المؤتمر هو فتح باب التطبيع بين الدول العربية وبين الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة تركيب مصفوفات ما يسمى بالأعداء على قاعدة دمج الاحتلال في المنطقة العربية وتنصيب عدو من داخل الأمة لشعبنا وأمتنا.

وشدد على أن صفقة القرن ومؤتمر البحرين ليسوا قدرا على الشعب الفلسطيني، فشعبنا أفشل كل المؤامرات والصفقات والمخططات سابقا، وهو قادر على إفشال هذه الصفقة وتمريغ أنف من وقّع عليها في تراب أرض فلسطين".

وتابع هنية أن صفقة القرن ومؤتمر البحرين ولدا ميتين لأنهما يحملان بذور الفشل، ولأن شعبنا يقف موحداً في موقف هو الأول من نوعه منذ 13 عاماً في وجه هذه الصفقات والمؤتمرات التي تريد أن تفرط بأرض فلسطين.

وأردف أن أمريكا التي فشلت في كل سياساتها، وفي تطويع المنطقة لن تستطيع تمرير هذه الصفقات، مشيراً إلى تصاعد اللهيب في المنطقة وروح التحدي لأمريكا ولمن يقف في صفها.

*منعطف تاريخي* 

وأكد هنية أن الشعب الفلسطيني يقف اليوم في منعطف تاريخي، داعياً إلى نسيان أوجاع الماضي وآلامه، وإلى بناء استراتيجية وطنية تقوم على أولوية التمسك بثوابت القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

وأعرب عن جهوزية حركة حماس لعقد لقاء مع الأخ أبو مازن وقيادة حركة فتح في مدينة غزة أو في أي مكان، كما دعا إلى عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت الذي تم الاتفاق عليه بموجب اتفاقية القاهرة عام 2005م.

وأضاف هنية أنه آن الأوان لاجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، متسائلاً إذا لم يجتمع الآن فمتى سيجتمع؟ فالضفة الغربية تهود، والاستيطان يبتلع الأرض، وغزة محاصرة، واللاجئون مشتتون في المنافي والشتات.

ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤون الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة وقطاع غزة، ترعى أبناء شعبنا في كل مكان.

وأوضح أن مهمة هذه الحكومة هو التحضير لإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.

وجدد هنية المطالبة بالعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تضم كل الفصائل الوطنية والإسلامية لتشكل مرجعية وطنية موحدة تتبنى الاستراتيجية الوطنية والعمل الفلسطيني الموحد في إطار وطني شامل.

وقال إن الشعب الفلسطيني يقف اليوم في لحظة تاريخية استثنائية فاصلة ليقول بكل وضوح: إن أرض فلسطين ليست للبيع، ولا للصفقات ولا للمؤتمرات التي تبحث تكريس الاحتلال على أرضنا.

ولفت إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني –الذين يستشعرون التهديد الاستراتيجي غير المسبوق الذي تتعرض له القضية الفلسطينية- لم يفوضوا أحداً كائناً من كان للتنازل أو المساومة أو التفريط بحقهم في فلسطين.

وتوجه هنية بالتحية إلى الشعوب العربية التي تقف اليوم لتؤكد مركزية القضية الفلسطينية، وأن القدس هي بوصلة الأمة، مشيراً إلى أن مواقف الأنظمة التي توافق على صك التنازل لا تمثل ضمير هذه الأمة.

وأشار إلى أن توقيت مؤتمر البحرين تزامن مع ذكرى عملية أسر المقاومة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006م في عملية الوهم المتبدد، في رسالة للمجتمعين في البحرين أن مؤتمركم متبدد.

ووجه هنية رسالة للأسرى في سجون الاحتلال، قائلاً: رغم انشغالنا أقول لكم إن المقاومة تعاهدكم أن تحرركم مهما بلغت التضحيات.

*تعزيز العلاقات* 

ودعا هنية إلى تعزيز وتعميق العلاقة والتنسيق مع الدول العربية والإسلامية، خاصة في ظل المواقف المشرفة لكثير من الدول، لا سيما تلك التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين كلبنان الذي رفض المشاركة في مؤتمر البحرين.

وتوجه بالتحية كذلك إلى الدول كافة التي ترفض التطبيع والانصياع للإدارة الأمريكية الظالمة، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى دحر الاحتلال.

وأشاد هنية بموقف رئيس البرلمان الكويتي الذي أعلن بكل وضوح رفضه للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا إلى المقاومة الشاملة بكل أنواعها الشعبية والسياسية والمالية والإعلامية والكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

وجدد رفض حركة حماس للوطن البديل، قائلاً: لا للوطن البديل، ولا لمشاريع التوسعة، ففلسطين هي فلسطين، والأردن هو الأردن ومصر هي مصر، ولن نتمدد جغرافيا إلا باتجاه بقية أرضنا الفلسطينية المحتلة.


مشعل:

ورشة البحرين مشروع مشبوه وقادرون على فرض إرادتنا

أكد رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل أن صفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية صفقة مشبوهة ومسمومة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وقال مشعل في كلمة له اليوم الثلاثاء، إن شعبنا الفلسطيني مجمع على رفض الصفقة، ولن يسمح لها أن تمر، ولا مستقبل لها، وستفشل بإذن الله، مضيفاً: كفلسطينيين لدينا رؤيتنا واستراتيجيتنا رغم فارق الإمكانات وميزان القوى المختل، وقادرون على أن نفرض إرادتنا.

وتابع: هذا المحتل لا بد أن يرحل، وحقوقنا لا بد أن تستعاد، ونحن قادرون على المضي في نضالنا بعد كل العقود الماضية، وواثقون أننا سننتصر.

ونوه مشعل بأن شعبنا سيحقق تطلعاته في الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال وبناء دولة فلسطينية حقيقية ذات سيادة حقيقية، ننتزعها بإرادتنا وتضحياتنا، لا أن يتفضل بها أحد علينا.

وشدد على أن الثوابت الفلسطينية خطوط حمراء يتمسك بها شعبنا، ولن يقبل المساومة عليها، ولا رؤية بدونها، وهي الأرض والقدس وحق العودة والسيادة والاستقلال الحقيقي وحق شعبنا في المقاومة والتخلص من الاحتلال وحرية أسرانا في سجون الاحتلال، وهي ثوابت لا مساومة عليها.

واعتبر مشعل أن محاولة حل القضية الفلسطينية بسياسة العصا والجزرة والبدء بالجزرة وهي مسمومة، أو ما يسمى بالحل الاقتصادي ورشوة المنطقة بمال يؤخذ من أموال العرب لتباع جوهرة العرب هي فلسطين والقدس، أمر لا يقبل به أحد.

وحول ورشة البحرين، أكد مشعل أنها مرفوضة منا كفلسطينيين ونقاطعها، قائلاً: كان على العرب ألا يشاركوا فيها، ونحيي كل من قاطعها وكل البرلمانات التي أدانتها.

ودعا مشعل العرب إلى مقاطعة ورشة البحرين، والتراجع عن قراراتهم بالمشاركة فيها، مبيناً أنها لن تأتي لنا بالخير، بل هي انخراط في مشروع مشبوه تقف على رأسه أمريكا والكيان الصهيوني.

ولفت إلى أن من كان لديه أزمات داخلية أوأجندات في المنطقة ويريد أن يضحي بفلسطين من أجلها أو استرضاء للإدارة الأمريكية أو غيرها فهو مخطئ، بل يرتكب جريمة بحق فلسطين، مضيفاً: "من أن أراد أن يقامر فليقامر بما يملك لا بما لا يملك".

وبيّن رئيس المكتب السياسي السابق أن القرار الفلسطيني واضح، وأن العرب كانوا في الماضي يقولون نقبل بما يقبل به الفلسطينيون، واليوم الفلسطينيون موحدون على رفض صفقة القرن.

ودعا مشعل العرب والمسلمين وأمتنا العظيمة إلى الوقوف موقفاً قوياً يساند حقنا لا أن يتماهى مع السياسة الأمريكية وأن يخطط أو يهرول إلى التطبيع مع إسرائيل.

وشدد على أن إسرائيل ليست جزءاً من الحل وليست جزءاً من المنطقة، وهي عدو وكيان مغروس في قلب أمتنا، ومن يستقوي بها يستقوي بالشيطان وبعدو الأمة.


الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة:

إنه ليوم مشهود أن يقف الشعب الفلسطيني وقفة واحدة ومعنا كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم في مواجهة صفقة القرن

النخالة: من ملامح صفقة القرن اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني

النخالة: من ملامح صفقة القرن أن لا دولة فلسطينية وضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني

النخالة: ارتفع صوت الذين ينادون بقبول "دولة إسرائيل" حتى أصبح هو الصوت الأعلى الذي يجد صداه رسميا في المنطقة العربية والعالم

النخالة: ارتفع جدار وهم "السلام" بيننا كشعب فلسطيني لدرجة العداء والاقتتال لصالح المشروع الصهيوني ودفع بتعزيز ذلك الظروف الصعبة لشعبنا والضعف العربي

النخالة: ارتفع جدار وهم "السلام" بيننا كشعب فلسطيني لدرجة العداء والاقتتال لصالح المشروع الصهيوني ودفع بتعزيز ذلك الظروف الصعبة لشعبنا والضعف العربي

النخالة: الذين يدركون ماذا تعني القدس وفلسطين يعلمون أن هذه المنطقة قيمتها ليست بحجم مساحتها ولكن بجوهرها

النخالة: لم يكن الغرض من إقامة وطن لمجموعة دينية مضطهدة في فلسطين هو سبب إنساني وأخلاقي ولو كان كذلك لفعلوا ذلك في أي مكان في العالم

النخالة: نسمع ونقرأ أصوات المحبطين رغم أن العالم كله يرى كيف يحيط العدو نفسه بالجدر ويتراجع

النخالة: أقول للمحبطين ألم نجرب السلام مع العدو؟ ألم نوقع على سلام مع العدو؟ لقد فعلنا ذلك وأكثر وما زال البعض منا يفعل ذلك

النخالة: لم نجن من تجارب السلام إلا ما ترونه من الاستيطان ومصادرة الأراضي وملاحقة الناس في كل شيء وقتلهم وتدمير بيوتهم

النخالة: صفة القتل هي صفة ملازمة للمشروع الصهيوني وهي صفة للاحتلال

النخالة: فوق كل القتل يحدد الاحتلال لنا من يجب أن يأخذ راتبا ومن لا يأخذ ومن يتلقى العلاج ومن يُمنع من ذلك


عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابومرزوق :

الخطة الامريكية تستهدف اللاجئين الفلسطينيين وهناك تسهيلات لتسفيرهم الى أوروبا .

ابومرزوق : على الفلسطينيين ان يتوحدوا ويتكاتفوا لمواجهة صفقة القرن واعتماد خطط بديلة لدعم صمود الشعب.


د. مصطفى البرغوثي :

خطة كوشنر لتحسين الاقتصاد تمثل خدعة كبرى،

وستة نقاط تكشف معالم الخدعة

قال د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن ما نشر من تفاصيل حول الخطة الاقتصادية التي ستقدم إلى ورشة البحرين والتي يروج لها كوسيلة لتحسين معيشة الفلسطينيين تؤكد أن الخطة ليست سوى خدعة كبرى للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية برمتها، والجميع يعلم أنه ما من بديل اقتصادي أو غير اقتصادي لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وأضاف أن من المهم تحليل حقيقة الأرقام التي تم إيرادها وتضخيمها، و كذلك فهم المغزى السياسي الحقيقي للمشاريع التي ذكرت.

وأوضح البرغوثي في تصريح نشر اليوم ستة نقاط تتضمن الحقائق الرئيسية التي تكشف جوهر الخداع في الخطة المطروحة:

1- رقم خمسين مليار دولار الذي ذكر هو لمدة عشر سنوات أي بمعدل خمسة مليارات سنويا فقط.

2- رقم خمسين مليار كما ذكر كوشنر يحتوي افخاخا خطرة فنصف المبلغ المذكور حسب تصريحات كوشنر، أي خمسة وعشرون مليار دولار سيكون قروضا بفوائد وليس منحا، وهذه قروض ستثقل كاهل الفلسطينيين ان نفذت الخطة  بمزيد من الديون التي ترهقهم أصلا.

وبالاضافة الى ذلك فان 11 مليار دولار من المبلغ المذكور ستكون من رأس المال الخاص الذي سيسعى للربح و ليس لدعم الاقتصاد الفلسطيني و من المشكوك فيه اصلا ان يمكن جمع هذا المبلغ.

3- أربعة و أربعون بالمئة أي حوالي نصف الخمسين مليار( 28مليار) لن تعطى للفلسطينيين بل ستصرف في الدول العربية المجاورة ( مصر و الاردن و لبنان) بهدف توطين اللاجئين وتصفية حقوقهم الوطنية في العودة، ولإنهاء وجود وكالة الغوث الدولية، وهي في الواقع محاولة لسلب التبرعات التي تقدم حاليا لوكالة الغوث لدعم اللاجئين الفلسطينيين و تحويلها إلى أموال في خطة كوشنر لتصفية حقوق اللاجئين بعد تدمير وكالة الغوث و خدماتها الصحية و التعليمية.

4- بالتالي فان المنح المقترحة للفلسطينيين لن  تتجاوز ثمانية مليارات دولار لعشر سنوات، اي بمعدل 800 مليون سنويا وهو ما تدفعه في المعدل الدول العربية والأوروبية للسلطة الفلسطينية حاليا، أي أن المساعدات الموعودة هي نفس المساعدات الموجودة و لكن سيتم تقييدها 

ب جعلها مشروطة بتنازل الفلسطينيين عن القدس وعن حقهم في دولة وعن فلسطين بكاملها بقبولهم لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية لإسرائيل.

5- ما طرحه كوشنر من مشاريع مقترحة لغزة موجه لفصل غزة بالكامل عن فلسطين، ولربطها بالكامل بجزيرة سيناء المصرية وهذا يستدعي يقظة فلسطينية ومصرية إزاء محاولات تحويل غزة الى مشكلة مصرية وفصلها بالكامل عن فلسطين.

6-  مصدر معظم الأموال المذكورة الدول العربية، ولكن ان كانت الدول العربية تنوي دعم فلسطين فلماذا تحتاج أن تجعل دعمها مشروطا بتنازل الفلسطينيين عن حقوقهم الوطنية بما في ذلك حقهم في القدس وحقهم في دولة ، وحق اللاجئين في العودة، ولماذا تحتاج الدول العربية ان توجه مساعداتها عبر الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي الخلاصة قال  د. مصطفى البرغوثي أن هذه خطة ليست لتحسين حياة الفلسطينيين أو معيشتهم أو حل مشاكلهم الاقتصادية، بل خطة لتدمير مستقبلهم الوطني و قدرتهم على البقاء في وطنهم فلسطين، وهي تمس بمصالح الفلسطينيين والشعوب العربية،و تسعى لدق اسفين بين الفلسطينيين والعرب، ولذلك يجب على الفلسطينيين والعرب رفضها جملة وتفصيلا.


تصريح صحفي

صرح الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأستاذ فوزي برهوم بما يأتي:

ما كشفه كوشنير حول التفاصيل الاقتصادية لصفقة القرن:

 هذا التفاف على القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الفلسطيني، ومقايضة رخيصة بالمال والمشاريع الاقتصادية مقابل الحقوق الفلسطينية.

 نحن نعي خطورة هذه المخططات الأمريكية، وتساوق البعض معها، ومحاولات تجميلها وتمريرها لشطب القضية الفلسطينية وتصفيتها من البوابة الاقتصادية والمال المسيس، ولذلك شعبنا بكل مكوناته سيواجه كل هذه المخططات والمشاريع، ولن يسمح بتمرير مثل هذه الصفقات المشبوهة.

 نطالب كل الدول العربية بعدم المشاركة في هذا المؤتمر المشؤوم أو التساوق معه، وضرورة التعاطي المسؤول مع مواقف الحالة الفلسطينية الموحدة الرافضة لانعقاده وضرورة مواجهته.

فوزي برهوم

الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

السبت: 18 شوال 1440هـ

الموافق: 22 حزيران 2019م


منامات المنامة

clip_image001_0ed20.jpg 

الياس خوري

ماذا رأى النائمون على ذراع جارد كوشنر في منامهم الطويل؟

رأوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللباس الكاكي يقود الجيوش الجرارة، من أجل أن يسحق إيران، ويدمّر الحوثيين، ويفلح الصحراء بالنار.

رأوا الصواريخ الأمريكية تنهمر من الجو والبحر على طهران.

رأوا دونالد ترامب يسلمهم مفاتيح الخليج كي يحكموه على ذوقهم.

رأوا الجيش الإسرائيلي يجتاح لبنان ويسحق حزب الله، وينهي التمدد الإيراني في المنطقة، ورأوا حليفهم الإسرائيلي وهو يتنعّم بشرعية احتلاله لفلسطين، معلناً أن لا وجود لشعب اسمه الشعب الفلسطيني.

رأوا لعبة حرب يتفرجون عليها وهم يتنعّمون بمكيفات الهواء، ويقرعون طبول النصر.

سكروا وانتشوا، وقالوا لحلفائهم الصغار من عساكر الانقلابات أنهم أحكموا قبضتهم على التاريخ.

نظر محمد بن سلمان في المرآة فرأى نفسه حاملاً منشار النصر الذي يقطر دماً، وازداد إعجابه بذكائه المفرط الذي سمح له بأن يصير قائد الثورة المضادة، أي زعيم العالم العربي، بالشراكة مع صديقه الإسرائيلي.

هكذا فهم عرب هذا الزمن المنقلب صفقة القرن، مقايضة معلنة، اسمها الحرب مقابل الاستسلام. وعرب النفط يتميزون بذكاء التجار، فهم يعلمون أن التذلل وفقدان الكرامة لا يكفيان، بل عليهم أن يشتروا الحرب التي يريدون بالمال. ووجدوا في ترامب تاجراً أوحى لهم بأنه الزبون المنتظر.

لكنهم استفاقوا اليوم في المنامة على حقيقتين:

الأولى هي أن ترامب لم يذهب إلى الحرب، وأن الرد على إسقاط طائرة التجسس الأمريكية كان حرباً إلكترونية. فالرئيس يقبض بشكل حقيقي ويحارب بشكل افتراضي! وعلى العرب أن يدفعوا. مهمتهم هي تلبية طلبات أمريكا فقط لا غير، أما القرار فأمريكي ولا علاقة لهم به.

الثانية هو أنهم سيدفعون ثمن معادلة صاغها ترامب من خلال صهره المتذاكي اسمها «السلام مقابل الازدهار»، وهي معادلة غامضة الملامح. ما معنى السلام، وهل يعني التسليم لإسرائيل بكل مطالبها؟ هل الاعتراف بضم الجولان هو مقدمة للاعتراف بضم المنطقة «ج» والمستوطنات؟

استفاق القوم من نومهم ليجدوا أمامهم خريطة لجسر معلّق بين الضفة وغزة وكلفته خمسة مليارات دولار. لكن هذا الجسر سوف يربط ماذا بماذا إذا كان 60 بالمئة من الضفة سيضم إلى إسرائيل؟

نام حكام العرب على حلم الحرب مبدين استعدادهم لدفع 50 مليار دولار ثمناً لها، واستفاقوا في المنامة على كابوس الانتظار.

فهذا الرئيس الأمريكي يتميز بقدرة عجيبة على الثرثرة والهذر والتهديد.

المؤتمرون، سواء ذهبوا بإرادتهم أو مرغمين، سواء كانوا متحمسين للبيع والشراء أو لم يكونوا، أعلنوا بشكل واضح لا لبس فيه استعدادهم «المخلص» لإنهاء الموضوع.

فلسطين..خلص، لم تعد فلسطين أو الأقصى أو القدس جزءاً من الخطاب الرسمي العربي، العرب قرروا أن يشتروا بأموالهم فلسطين ولكن لحساب إسرائيل.

اكتملت معادلة المزج بين المال العربي والعبقرية اليهودية التي بشرونا بها بخجل وحياء في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

الآن اجتمعت ثلاث عبقريات، العبقرية العربية ممثلة بالمحمّدين بن سلمان وبن زايد، وعبقرية ترامب-كوشنر، وهو شريك إسرائيل الذي قبض سلفاً، وعبقرية نتنياهو ومعه اليمين العنصري الإسرائيلي الذي لا يكن للعرب جميعاً سوى الاحتقار، ولا يخفي نيته بابتلاع الضفة.

ثلاث عبقريات ملفوفة بالكاز والغاز والمال.

اجتمعت العبقريات حول آبار النفط، كي تعلن أمام الثروة التي تدفقت على جزيرة العرب أن القصة انتهت. فهؤلاء العرب لا علاقة لهم بالعرب إلا بصفتهم أسيادهم. ألا يحق للسيد أن يُقطع أحد أصدقائه أرضاً، أو أن يهديه عبيداً؟

هذا ما اقترحه ابن سلمان على الرئيس الفلسطيني، سأله كم تكلف «حاشيتك»، وتعهد بأن يدفع تكاليفها كلها. فسموّه يعتقد أن الشعوب مجرد حواشٍ، وهذا الاعتقاد الراسخ في الممارسة السياسية في جزيرة العرب أكده لهم عسكر الثورة المضادة في مصر والسودان، وقام الديكتاتور السوري بتحويله إلى طقس إبادة وتهجير لشعب رفض أن ينحني.

فوجئ العباقرة بالرفض الفلسطيني، فهم يُطاعون ولا يتشاورون مع أحد. وقرروا معاقبة الفلسطينيين، ودعم خطوات أمريكا وإسرائيل، والمضي في مشروع البيع والشراء حتى لو لم يكن هناك من يشتري.

قال الفلسطينيون ما يقوله السودانيون وهم يواجهون آلة القتل العسكرية التي يمولها الخليج، قالوا لهم: حلوا عنا.

واليوم نقول للنائمين الذين يلبسون المنامة الإسرائيلية في منامة البحرين، انتهت اللعبة.

أيها السادة، أنتم لا علاقة لكم.

هذه بلاد لها شعب لا يبيع نفسه، نقطة على السطر.

وإذا كنتم تعتقدون أن بعض السياسيين وضباط المخابرات السابقين وحفنة من صغار النفوس من بين المثقفين الذين يُشترون بالمال يمثلون الشعب الفلسطيني، فأنتم غلطانون.

العبوا مع أمريكا وإسرائيل كما تشاؤون، لكن ابتعدوا عن فلسطين. الشعب الفلسطيني يرجوكم أن تفكوا رباط «الأخوة» معه، آن أن نفترق.

هل يعرف ولي العهد السعودي حكاية سعود ولي عهد الملك عبد العزيز حين جاء إلى فلسطين عام 1947، فاستقبله الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود بقصيدة قال فيها بيتاً يلخص الحكاية كلها:

«المَسجِدُ الأَقصى أجئتَ تَزورُهُ أَم جِئتَ مِن قَبلِ الضَياعِ تُوَدِّعُهْ».

زمن الوداع انتهى ليحل في مكانه زمن البيع، ولي العهد السعودي يشتري عرشه ببيع فلسطين للإسرائيليين، وقصيدة عبد الرحيم محمود يجب أن تُستبدل اليوم بقصيدة الشاعر العباسي القديم، الذي وصف فيها حال الخليفة المستعين بالله أحمد بن محمد بن المعتصم، الذي تحول إلى ألعوبة في يد مماليكه:

«خليفةٌ في قفصٍ بين وصيفٍ وبَغا

يقولُ ما قالا له كما يقولُ الببغا»

وسوم: العدد 830