هل نجح مؤتمر البحرين؟

ابتداء، لم يكن مؤتمر البحرين للتطبيع بل للتركيع..

لم يكن المؤتمر أو الورشة للتطبيع بين الفلسطينيين وبني صهيون، فلم يُدعَ إليه الفلسطينيون أصلاً، وما حضروا.

إنما كان لمزيد من حشد المتصهينين العرب وتركيعهم إما بالمصالح أو الفضائح واستخدام كل الوسائل لمزيد من كفرهم بالمبادئ والثوابت والقيم والأخلاق والتاريخ والجغرافيا وذوبانهم عشقاً في مشروع بني صهيون وتبنيه أكثر من أصحابه وليكونوا هم رأس الحربة في معركة الخسة والنذالة، وأصحاب سوق النخاسة، ومعلني مزاد بيع الشرف والعرض والأرض، ودافعي جِزية الذل والهوان والصغار.

وليكونوا الساعين وكلاء عن أسيادهم بتحقيق مرادهم وإتمام صفقتهم، فمتى ينجح هؤلاء في مهمتهم؟

ينجح هؤلاء في مهمتهم إن استطاعوا نزع جينات الرجولة والبسالة والشهامة والمروءة من أطهر وأنبل وأشجع مَن عرفت البشرية من شباب وأطفال ورجال ونساء غزة وعموم فلسطين.

ينجح هؤلاء في مهمتهم إن استطاعوا جعل الجريء جباناً، والجسور خواراً، والمقدام قهقاراً، والمؤمن كفاراً.

ينجح هؤلاء في مهمتهم إذا جعلوا أخس وأجبن من عرفت البشرية مِن بني صهيون الذين (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) جُرَءاء، وأنهم من قضايا سفك الدماء واغتصاب الأوطان بُرءاء.  ينجح هؤلاء في مهمتهم عندما يهيلون التراب على التاريخ ويطمسون معالم السيرة ويمحون منها سبب إجلائهم عن المدينة.

ينجح هؤلاء في مهمتهم عندما يستطيعون تحريف الكلام عن مواضعه وإلغاء آيات من القرآن، أو الكتابة على وجه التلمود أنه المصحف العثماني.

ينجح هؤلاء في مهمتهم إن استطاعوا أن يثبتوا أن بني النضير وقريظة وقينقاع من أشراف العرب والمسلمين. 

ينجح هؤلاء في مهمتهم إن استطاعوا أن يجعلوا حماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة تسلم سلاحها وتعلن براءتها وتوبتها وتؤمن بالانبطاح ديناً وبترامب نبياً وبنتنياهو ولياً من الصالحين.

عندما ينجح هؤلاء المناكيد في فعل هذا أو بعضه فقل: لقد نجح مؤتمرهم.

وسوم: العدد 831