هل قطع السيسي خطوط تلاقي المعارضة المدنية والإخوان؟

في رؤية سياسية، يرى مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية باسطنبول الدكتور ممدوح المنير، أن "نظام عبدالفتاح السيسي يعيش ويتنفس على تفرقة المصريين جميعا وليس المعارضة فقط".

المنير، أضاف لـ"عربي21"، أن "خطته لتفريق المصريين والمعارضة معا بدأت بمعركة التعديلات الدستورية عام 2011، ثم أغنية (أنتم شعب وإحنا شعب) وقت الإنقلاب في 2013، وانتهت بما وصلنا إليه".

وأكد الباحث السياسي، أن "سر بقاء النظم السلطوية هو ضعف المجتمع والشعب، ولكي يبقى النظام طويلا يستثمر بإضعاف المجتمع سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا"، مشيرا إلى أن "تفكيك المجتمع وتحزيبه وزيادة العداوات بين فئاته، وصفة الديكتاتورية التي لا تتغير لضمان بقائها وسيطرتها على الشعوب".

ويعتقد المنير، أن "المعضلة لم تكن في الرئيس الشهيد فحسب، ولكن بأزمة الثقة بين القوى التي تسمي نفسها مدنية وبين الإخوان وباقي الإسلاميين؛ فالثقة تكاد تكون منعدمة إلا بحالات فردية".

وتابع: "فضلا عن أن نظام السيسي يستخدم عصا التخويف مع من يفكر بتوحيد الصف الثوري سواء بالاعتقال والتهديد؛ ما يمنع الكثيرين من مجرد التفكير بهذا الإجراء ".

وأضاف الباحث المصري، "لكني لا أُحَمّل المسئولية للنظام وحده فهو يقوم بدوره المعتاد الذي يتماشى مع طبيعته كنظام فاشي مستبد؛ ولكني أحملها كذلك للمعارضة التي اختارت العيش بهذا التشرذم وغياب الرؤية والقيادة وإفلاس الأفكار والمشاريع".

وأكد أن "محنة الثورة المصرية ليست بالسيسي ونظامه فحسب؛ ولكن بالنخب المتصدرة للمعارضة"، مطالبا إياها بـ"الإستقالة بعد فشلها بتحقيق أي إنجاز بالسنوات الست الماضية".

وسوم: العدد 831