أسئلة مشروعة : حول الثورة السورية ، وسفينتها المضطربة ، وطاستها الضائعة!

الثورة السورية ثورة مَن ؟ أهي ثورة : شعب ، أم فئة ، أم طائفة ، أم عرق ، أم حزب؟

مَن يقود سفينة الثورة السورية ، ويوجّهها ، ويحافظ عليها ، كيلا تغرق ، إذا كانت لها سفينة؟

طاسة الثوة السورية الضائعة : بيد مَن ؟ ومَن يغرف بها الماء ، ليصبّه على أجسام المستحمّين، إذا كان ثمّة ماء ، يُغرف منه ، ويُصبّ على الناس ؟

إذا قيل : إن الثورة السورية ، هي ثورة الشعب السوري ، كلّه ، نَظرَ كلّ سوريّ ، من زاويته ، ليرى الشعب المقصود:

 نَظرَ دينياً ، أهلُ السنّة ، أكثرية سكّان البلاد ، من زاويتهم !

 ونظرَ الدروز، الذين يشكّلون الأكثرية السكّانية ، في محافظة السويداء ، من زاويتهم!

ونظرَ العلويون ، الذين يشكّلون نسبة كبيرة ، في محافظتي اللاذقية وطرطوس ، من زاويتهم!

ونظر الإسماعيليون ، الذين يشكّلون نسبة لا بأس بها، في مدينة السلمية، التابعة لمحافظة حماة ، من زاويتهم!

 ونظر النصارى ، الموزّعون في سائر المحافظات السورية ، من زاويتهم!

 ونظر اليزيديون ، الذين يشكّلون أقليّة صغيرة ، في شرق البلاد ، من زاويتهم!

ونظر- عِرقياً – الكرد ، الأقلية العرقية الأكبر، من زاويتهم ؛ زاوية أحلامهم وطموحاتهم!

 ونظرت سائر العرقيات ، الصغيرة المتنوّعة ، كلّ عرقية ، من زاويتها:

نظر التركمان من زاويتهم ,, ونظر الشركس من زاويتهم .. ونظر الأرمن من زاويتهم!

فهل للأكثرية العربية – عرقياً- المسلمة- دينياً – أهمّية ، في النظر والحساب ؛ كما هو سائد، في سائر دول العالم ، وكما كان سائداً في سورية ، نفسها ، طوال مئات السنين .. أم يودّ كلّ فريق ، أن يأخذ من القرار السوري ، حجماً كسائر أحجام الآخرين؟

أم تريد كلّ فئة، أن تقتطع، من الجسم الجغرافي السوري، بما يناسب حجمها: العرقي، أو الديني، أو الطائفي.. مستغلّة ظروف الاحتلالات الراهنة ، للدولة السورية ، من قبل : الروس والفرس والامريكان .. فتكون لكلّ فئة ، صغيرة أو كبيرة ، سفينتها ، وتكون لها طاستها، وتكون لها دولتها ؟

أسئلة شتّى ، لا بدّ من طرحها ، على عقلاء الشعب السوري ، بسائر دياناته وأعراقه وطوائفه، ليجيب عليها كلّ عاقل، لديه أدنى إلمام بالسياسة ، أو بعلم الاجتماع السياسي، بطريقته، وحسب قدرته ، على استيعاب التاريخ، ودروسه الملأى بالعظات والعبَر!

وسوم: العدد 832