بعض الفصائل الفلسطينية ضلت بوصلتها الطريق

سورية الذبيحة على يد نمرودها وحش الشام أبى الإخوة الفلسطينيين إلا أن يكونوا خناجر مشرعة لطعن السوريين وذبحهم، وهم الذين كانوا الصدر الدافئ والحاني عليهم في وقت الشدة ووقوع الإحن، وهناك المئات إن لم يكن الآلاف ممن سقطوا شهداء على ثرى فلسطين، قبل النكبة وبعدها، فاقرؤوا التاريخ أيها الإخوة الضالين، فهل ضلت بوصلتكم الحقيقة، وشاركتم بحماقة من يذبح إخوتكم من الوريد إلى الوريد، دون أن ترف لكم جارحة أو رمش عين أو يتحرك لكم ضمير أو قليل من حياء أو وفاء، حالكم كحال الأنعام، وبعد كل عملية تطعنون بها أظهرنا تنحنوا ويتقبلون للقاتل الأقدام، فهل تغير عليكم وجه من ذبحكم يوم الثاني عشر من شهر آب عام 1976، إنه بشار صاحب الوجه القبيح ابن من ذبح آباءكم وإخوتكم في تل الزعتر قبل ثلاث وأربعين سنة، وقد انخرط عدد كبير من المنظمات الفلسطينية لتشارك مجرم الحرب في ذبحنا، بدلاً من أن تنضم إلينا، وقد عرف منها:

درع الأقصى (سرايا بدر)، وهي موالية لإيران. جيش التحرير الفلسطيني، لواء القدس، الجبهة الشعبية (القيادة العامة)، فتح الانتفاضة، قوات الصاعقة، جبهة النضال الشعبي، وهذا ما تمكنا من معرفته وما خفي قد يكون أمرّ وأقسى.

أيها الإخوة الضالين لقد مر أكثر من ثلاث وأربعين سنة على مذبحة مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، التي تصادف ذكراها الثاني عشر من آب الجاري، وما تزال مشاهد الحصار والقتل ماثلة في أذهان أهالي المخيم، الذين قدر لهم أن لا يقتلوا في المذبحة، ليعيشوا ويرووا صورا من الأهوال التي عاشوها.

وتمثل مذبحة مخيم تل الزعتر واحدة من أسوأ صفحات الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 واستمرت زهاء 15 عاما. وقد تعرض المخيم لحصار من المليشيات اليمينية المسيحية اللبنانية، المدعومة بالجيش العربي العقائدي السوري، الذي دخل لحماية المسيحيين من الفلسطينيين المتوحشين عام 1976، وتحت شعار وقف الحرب الأهلية اللبنانية، وانتهى الحصار بمجزرة مروعة طالت أبناء المخيم من مدنيين ومقاتلين.

ووفقا للمركز الفلسطيني للإعلام، فقد استمر حصار مخيم تل الزعتر شمال بيروت 52 يوما، ودكته خلال ذلك أكثر من 55 ألف قذيفة، وكانت حصيلة المذبحة 4280 قتيلا غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، وآلاف الجرحى، وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين، في مذبحة انتهت على إثرها المعركة يوم 12 آب 1976 باحتلال المخيم، وبعد ذلك وصلت الجرافات وأزالته.

وبعد مرور ثلاثة وأربعين عاما على مذبحة تل الزعتر، طويت صفحات تلك الحرب السوداء، لكن نتائجها لم تمحَ بالكامل: آلاف المهجرين والجرحى وذوي الإعاقة والعاهات ما زالوا إلى اليوم يعانون من تداعياتها.

لا يمكن للمرء أن ينسى تلك اللحظات العصيبة، ولم تعد هناك من ذكريات تروى عن مخيم تل الزعتر سوى المآسي وحكايات القتل والتهجير وروائح الدم، وذكريات الألم.

لقد كان سقوط المخيم بيد الكتائب المدعومين بالجيش العقائدي السوري يوم أسود وحزين، وكان يوماً يخيم عليه شبح التهجير الذي يلاحق أهله حتى اليوم، بسبب دعاوى قانونية بحقهم لإخلاء أماكن سكنهم، إضافة إلى أكثر من ألفي مفقود من أبناء المخيم ما زال مصيرهم مجهولا حتى اليوم.

الإخوة الضالين؛ أفيقوا من غفلتكم وتيهكم؛ وعودوا إلى رشدكم، وكونوا عوناً لنا وليس عوناً لمن يذبحنا؛ وهو من ذبح أخوتكم وآباءكم على مدار الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت نحو خمسة عشر عاماً؛ منذ بدايتها وحتى توقفها.

وسوم: العدد 838