فكرة شيطانية لتسويق الخمور الإسبانية بالمغرب بيافطة عليها كلمة " حلال"

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي نقلا عن موقع رقمي فيديو مصور من داخل المعرض الدولي للمنتوجات الفلاحية الذي أقيم بمدينة مكناس ورد فيه أن المغرب قد رخص لتسويق خمور شركة إسبانية دون كحول، وهو ثالث البلدان العربية والإسلامية المرخصة لها بعد السعودية والإمارات . وشوهد بعض زوار المعرض وهو يحتسون الخمرة الإسبانية المعبأة في قنينات لا تختلف عن قنينات باقي الخمور إلا بكلمة "حلال" ،هذه الكلمة الشرعية  التي سبق أن ابتذلت من قبل  في الأسواق الأوروبية لتسويق مختلف المنتوجات المستهدفة للزبائن المسلمين على ما فيها مما يحرمه الإسلام من مشتقات شحم الخنزير، ومستخلصات الكحول، ولحوم المواشي المصعوقة .  

ومعلوم أن  كلمة " حلال " حيلة تستعمل من طرف المسوقين الأوروبيين ومن يحذو حذوهم من المحسوبين على الإسلام لاستدراج عوام المسلمين لتناول وشرب المشتبه في حليته من مأكول ومشروب .

وتسويق خمور يقال أنها دون كحول  بنفس تعبئة الخمور المسكرة يعتبر حيلة شيطانية  ماكرة من المصدر الإسباني لتطبيع  علاقة المستهلك المغربي بذلك المنتوج المشبوه . ومعلوم أن الخمور معروفة بطريقة تعبئتها المختلفة عن طريقة تعبئة أنواع عصير الفواكه المختلفة ، والحرص على تقديم عصير عنب قيل عنه أنه دون كحول  في قنينات شبيهة بقنينات الخمر المسكرة  مظنة  اتهام ، ذلك أنه لو أريد تسويق عصير عنب دون كحول كما ادعى مسوقوه لتجنبوا تعبئته تعبئة المسكرات وهم يعلمون أن المغاربة بحكم انتمائهم الإسلامي  يتحرون الحلال من الحرام ، ويعملون بالحديث النبوي الشريف :

 " إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع الحرام كالراعي  يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب "  

فتسويق مشروب مستخلص من فاكهة تعتصر منها الخمر بنفس تعبئتها  يقتضي اتقاء شبهة التباس الحلال بالحرام استبرأ للدين ، واحتساء هذا المشروب  يوقع في الحرام لا محالة ، ذلك أن مستهلكه ـ  والشيطان حي كما يقول المغاربة وهو يجري من الإنسان مجرى الدم ـ  قد يفضي به الأمر إلى ما يقع للراعي الذي يرعى حول الحمى فيقع فيه  لا محالة .

ومعلوم أن الشركة الإسبانية المسوقة لهذا المنتوج المشبوه إنما تهدف إلى تسويق الخمور المسكرة بالدرجة الأولى مع التمويه على هذا الهدف الخبيث والماكر بالدعاية لتسويق شراب مكتوب عليه لفظة  "حلال"  ودون كحول  وهو بنفس تعبئة المسكر .

ومن المثير للسخرية أن يقدم بين يدي الدعاية لهذا الشراب المشبوه بالقول أن السعودية حيث القبلة  المشرفة وقبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قد رخصت لتسويقه  ، وهذا  ضحك على الذقون كما يقال خصوصا وأن هذا البلد يمر اليوم  بظرف تطبعه رغبة  نظامه في إضفاء صبغة عليه غير الصبغة  الدينية المعروفة عنه .

ويجدر بالجهات الوصية على الدين عندنا  أن تنبري لمثل هذه الحيل الماكرة والخبيثة  التي تستهدف النيل من تدين المغاربة ،علما بأن الإسلام صار مستهدفا في كل البلاد الإسلامية  على عدة أصعدة باستغلال كل ما يمكن أن يمرر عبره إفساد تدين  المسلمين عن طريق التلبيس بما في ذلك  استغلال المأكول والمشروب والملبس ، فضلا عن أمور أخرى لا داعي لسردها في هذا المقال المخصص للتنبيه إلى موضوع مشروب مشبوه يراد تسويقه بيننا بطريقة ماكرة ومكشوفة .     

وسوم: العدد 843