نفعُ العدوّ ، وضررُ الصديق .. وفَضلُ الشدّة !

نفعُ العدوّ:

وقيل : عدوّ عاقل ، خيرٌ من صديق جاهل !

وقال الشاعر:

فلربّما انقلبَ الصديقُ ؛ فكان أعلَمَ بالمَضَرّهْ

نفعُ الصديق :

الأصل ، في الصديق ، أنه نافع ، وأنه يقدّم لصديقه ، مايقدر عليه ، من المعونة والنصح والإرشاد ، ويدافع عنه ، حين يتعرّض لأذى ، في حضوره أو غيابه ، ويتفقّد حاجاته ، وحاجات أهله في غيابه ! وممّا قيل في الصديق :

الصديق وقت الضيق ! وقد سُمّي الصديق أخاً ، فقال الشاعر:

وقد قيل الكثير، في المحافظة على الصديق ، وتحمّل زلاّته !

قال بشّار بن بُرد :

وقال الشاعر، أيضاً ، في نصحه ، للمحافظة على الصديق :

ضررُ الصديق :

الصديق المنقلب عدوّاً، تقدّم ذِكرُه ! أمّا الصديق الضارّ، الذي لايزال صديقاً، فهو أنواع ، منها:

الصديق الجاهل : الذي لايعرف الخير من الشرّ ، ولا يَميز المعروف من المنكر! فهذا يسبّب لصديقه ، الأذى والضرر، في حالات كثيرة ، ومواقف قد لاتكون ، في الحسبان !

الصديق الأحمق : وهو الذي يسبّب الأذى ، بحماقته ، لصديقه ، حتى حين يريد نفع الصديق؛ لأنه مغلوب بحرارة الرأس ، كما يقول أبو حيّان التوحيدي ! فقد تغلبه حرارة رأسه ، فيؤذي بعض الناس ، دفاعاً عن صديقه ، في مسألة ، تحتاج إلى التروّي والحكمة ! وقد يَظنّ بصديقه ، السوء ، في أمر، أراد به صديقُه الخير له ؛ فيسبّب مشكلة ، في موقف يقتضي الشكر، بدلاً من الغضب !

أمّا أنواع الأصدقاء ، الآخرين الضارّين ، كالصديق الخبيث ، والصديق الماكر المتلوّن ، وغيرهما .. أمّا هؤلاء ، فأمرهم معروف للعقلاء ، جميعاً، ولا يُتوقّع ، أن يَتّخذ عاقل، صديقاً منهم ، إلاّ مَن كان على شاكلته !   

فَضلُ الشِدّة .. قال الشاعر:

فمعروف ، أن أكثر الناس ، يُقبِلون على صداقة الإنسان العظيم ، والإنسان صاحب الشهرة، والإنسان الثريّ .. وغير هؤلاء ، ممّن يرجو الناس نفعَهم ، المادّي أو المعنوي ! أمّا الإنسان الفقير، ومن لاشيء لديه ، ممّا يأمله الناس.. فلا يَحرص على مودّتهم، أو التقرّب منهم، أحد! لكن المؤلم ، هو أن ينفضّ عن المرء ، في أيّام شدّته ، أصدقاؤه ، الذين كانوا يلازمونه ، في أيام رخائه !

وسوم: العدد 845