حروب الكلمات ، أشدّ تأثيراً ، في الأمّة وأجيالها ، من حروب السيوف والطلقات !

العقائد الصحيحة ، تُنقل عبرَالكلمات : تنزل بها الملائكة ، على الأنبياء ، فيُخبرون مَن حولهم ، بها ، ومَن حولهم ينقلها ، إلى مَن يليه .. وهكذا تنتشر، في شعب ما ، ثمّ تصل ، عبر الكلمات ، إلى شعوب مختلفة ، بعيدة عن مهبط الوحي !

العقائد الفاسدة ، تُنقل عبر الكلمات : هذه العقائد الفاسدة ، سواء أكانت متفرّعة ،عن عقائد صحيحة، أم كانت اختراعاً بشرياً، تُنقل من شخص إلى أخر، ومن جيل إلى جيل، عبر الكلمات!

الأخلاق الحسنة ، قديماً وحديثاً ، تُنقل عبر الكلمات ، من خلال توجيهات العقيدة الصحيحة، وحِكَم الحكماء ، وبلاغة البلغاء ، وأدب الأدباء ؛ فتؤثر في حياة الناس ، الذين يسمعونها ! وقد يحفظها الكثيرون منهم ، وينقلونها إلى مَن حولهم ، ومَن بعدهم .. وهكذا !

الأخلاق السيّئة ، قديماً وحديثاً ، تُنقل عبر الكلمات : وهذه الأخلاق السيّئة ، غالباً ماتكون مؤطّرة ، في أطر فكرية وأدبية ، فتُنقل أطرُها ، إلى الناس ، من شعر ونثر، فتؤثر فيهم ، تأثيرها السيّء ، الذي ينقله مَن يصاب به ، إلى مَن حوله ، ومَن بعده !

أحداث التاريخ ، وما فيها ، من معلومات وتأثيرات وعِبَر، تُنقل عبر الكلمات : معلوم أن التاريخ ، سلسلة متوالية الحلقات ، بعضها مترابط ، وبعضها منفصل ، وإنّما تُنقل أحداث التاريخ ، عامّة، عبر الكلمات ، التي يرويها مَن شهد الأحداث ، شفهياً أوكتابياً، فتُنقل من جيل، إلى الجيل الذي يليه ، عبر الزمان والمكان !  

علوم العلماء وتأثيراتها ، تُنقل عبر الكلمات :علوم العلماء ، عبر التاريخ الإنساني ، تنقلها الكلمات المدوّنة في كتب ، غالباً ، إلى الأجيال المتعاقبة ! بَيدَ أن وسائل التواصل الحديثة ، مكّنت البشر، من تداول العلوم ، باساليب كثيرة متنوّعة مختلفة ، ليست مقصورةعلى النقل ، عبر الألسنة والاوراق !

الآداب الجيّدة والسيئة ، القديمة والحديثة ، وأفكار المفكّرين وآراؤهم، وما لهذه ، كلها، من تأثيرات ، صالحة وفاسدة ، في أمّة معيّنة ، وفي سائر الأمم ، التي تَبلغها : تُنقل عبرَ الكلمات !

نماذج :

عقائد اليهود والنصارى ، وصراعها مع العقيدة الإسلامية ، قديماً وحديثاً ، وتأثيرات الصراع المستمرّة ، في القديم والحديث : لايزال الصراع مستمرّاً ، بين العقائد اليهودية والنصرانية ، وبين العقيدة الإسلامية ، منذ بعثة النبيّ محمد ، إلى اليوم ! والراجح ، أنه سيمتدّ طويلاً، حتى يأذن الله ، بأمرٍ مِن عنده ! وهذا الصراع ، بين أتباع الديانات ، ذات الأصل السماوي، اليهودية والنصرانية ، وبين الإسلام ، يشتدّ  حيناً ، ويَفتُر حيناً ، حسب تغيّرات الظروف والأحوال !

دين الرافضة وأثره ، في حياة الأمّة ، قديماً وحديثاً : أُسّس دينُ الرافضة ، في القرن الأوّل، للهجرة النبوية ، على يد يهودي اسمه : عبدالله بن سبأ ، الملقّب ، بابن السوداء ! وكان الهدف من تأسيسه ، هدم الدين الإسلامي ، عبر تشويهه ، من ناحية ، وعبر تمزيق الأمّة الإسلامية ، من ناحية ثانية ! ولم يكن للرافضة تأثير كبير في البداية ، إلاّ أن بعض المجموعات ، المتفرّعة عن دين الرافضة ، مرّت عليها ظروف ، استغلت فيها ، ضعف الدولة الإسلامية ، ففعلت الأفاعيل ؛ كالقرامطة ، والحشاشين ، والنصيرية ، وغيرها ! ثمّ قهرها الله ، وانحسرت ظلالها، قروناً ، وعاد بعضها ، اليوم ، ليستغلّ ظروفا دولية معيّنة ، وليبدأ بالتآمر، على الإسلام وأهله! وما يزال الصراع قائماً ، بين أتباع هذه العقائد الفاسدة ، وبين أبناء الأمّة الإسلامية ، الضعيفة الممزّقة .. ولا يعلم أحد ، غير الله ، متى ينتهي هذا الصراع ، وكيف !

الحروب الدامية ، بالسيوف والرماح ، قديماً ، وبالرصاص والصواريخ والطائرات ، حديثاً، هي ليست أدوات نقل ، كالكلمات ، وتأثيراتُها الدامية مؤقتة ، في حياة الأمم والشعوب ، وأغلب هذه التأثيرات نفسية ، تصيب الأسَر التي تفقد بعض أفرادها ، وتصيب الأفراد ، الذين يشوَّهون في الحرب ، أو يفقدون بعض أطرافهم ! لكنّ أخبارَها ، وأخبار نتائجها ، وتأثيراتها السلبية والإيجابية ، تُنقل عبرَ الكلمات ، من جيل إلى آخر!

وسوم: العدد 849