نستطيع القول (لا) لأمريكا وإسرائيل

clip_image002_c24fb.jpg

clip_image003_80425.jpg 

موقف أردني لافت وحازم بعد 25 عاما على إبرام معاهدة «وادي عربة» للسلام مع إسرائيل، حيث قرر الأردن استعادة أراضيه المؤجرة للإسرائيليين بموجب هذه المعاهدة، وهي أراض كانت مؤجرة لهذه المدة، وكان من المتوقع أن يتم تجديد تأجيرها للمدة نفسها، وهذه كانت واحدة من المآخذ والانتقادات على المعاهدة، التي اعتبر كثيرون أنها تنتقص من سيادة الأردن على أراضيه.

قرار الأردن باستعادة منطقتي الباقورة والغمر من الإسرائيليين بالغ الأهمية ويحمل الكثير من الدلالات التي يتوجب التوقف عندها، وأهم هذه الدلالات:

*أولا: العلاقة المتوترة بين عمّان وتل أبيب، تؤدي بالضرورة إلى تكبيد الإسرائيليين الكثير من الخسائر، وليس صحيحا أن الأردن فقد دوره الإقليمي، كما ليس صحيحا بالمطلق أنه يمكن لإسرائيل أن تستعيض بعلاقاتها مع دول الخليج عن علاقتها بالأردن.

*ثانيا: لدى أي دولة عربية أو غير عربية، سواء كانت حليفا لأمريكا أو عدوا لها، لديها هامش ليس قليلا من أجل المناورة السياسية، وتستطيع أن تقول لواشنطن لا، وهذا ما فعله الأردن برفضه قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ورفضه «صفقة القرن» وقراره الأخير باستعادة منطقتي الباقورة والغمر، وإلغاء الملحق الخاص بهما وبوضعهما الاستثنائي.

*ثالثا: المزاج الشعبي العام في الأردن له دلالة بالغة الأهمية، فبعد 25 عاما من إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، والجهود المحمومة للتطبيع، فإن الأردنيين يحتفلون بعودة تلك المناطق، على اعتبار أنها «أراضٍ محررة من الاحتلال»، وهذا على الرغم من كون النسبة الساحقة من الأردنيين، إن لم يكونوا جميعا، لم يسبق أن زاروا تلك المناطق، أو عرفوها، فضلا عن أن الأغلبية من الأردنيين، ليس لديها الكثير من المعلومات عنها، لا بل الكثير من الأردنيين الشباب ولدوا بعد اتفاق السلام، أو خرجوا إلى الحياة والعلم الإسرائيلي يرفرف في سماء بلدهم.

*رابعا: انسحب الإسرائيليون من جنوب لبنان عام 2000، وانسحبوا من قطاع غزة في 2005، وها هم ينسحبون من الإراضي الأردنية المحتلة، وهذا كله يعني أن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، ومهما تقلبت موازين القوى، لأن شعوب هذه المنطقة أصيلة على أرضها، وموجودة هنا منذ آلاف السنين، وهي الأجدر بهذا الحق.

أما الخلاصة الأهم هنا فهي أن دولة صغيرة بحجم الأردن تتقاضى مساعدات امريكية تعادل نحو 12% من موازنتها السنوية استطاعت أن تقول (لا) لإسرائيل وأمريكا، ورفضت المشروع الأمريكي في القدس، ورفضت تجديد عقد الإيجار لمنطقتي الباقورة والغمر، وكانت وما زالت ترفض الإذعان لصفقة القرن، وكل هذا يفتح الباب امام السؤال الكبير: ماذا عن العرب الباقين؟

وسوم: العدد 850