مصر: انحطاط اللغة العربية والإعلام في ظل العهد الانقلابي

خطأ فادح

الخطأ اللغوي لوزيرة الاستثمار في المؤتمر الاقتصادي قبل يومين، تعتبره عبلة الرويني في «الأخبار»: «خطأ فادح ليس سهلا تجاهل الأذن عنه، لكن أفدح منه أخطاء الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وأستاذ القانون الدستوري، الذي يخطئ بين الجملة والجملة، جملة كاملة، وسبق أن رصدت جريدة «الأهرام» 165 خطأ لغويا ونحويا لرئيس البرلمان، في كلمته بمناسبة الاحتفال بمرور 150 عاما على الحياة النيابية في مصر. انحدار مستوى اللغة العربية، وتعثر التحدث بها بصورة سليمة، ظاهرة لا تخص المسؤولين وحدهم، لكن تخص مجتمعا بأكمله، لا يحسن اللغة العربية، ولا يعرفها، ولا يعبأ بها. أخطاء اللغة في وسائل الإعلام، المذيعين والمذيعات والصحافيين، تتجاوز حدود سلامة اللغة إلى تهشيمها. المعلمون في المدارس وأساتذة الجامعات يتعثرون في اللغة. مستوى لغة الطلاب وأخطاؤهم الإملائية مرعبة، في أوراق إجابات بعض الطلاب في الجامعة، تكررت كلمة (لاكن) والمقصود (لكن)، وكلمة (فعلن)، و(مهلن)، بدلا من (فعلا، مهلا).أمة في خطر بالفعل، لا تعرف كيف تتكلم لغتها، ولا تهتم، على العكس يتباهى البعض بتبادل الحوار باللغة الأجنبية، ليتضاعف الجهل باللغة العربية إلى ازدرائها! أخطاء اللغة في اللوحات الإعلانية والملصقات في الشوارع وفي لافتات مترو الأنفاق تحديدا، كانت سببا وراء مبادرة حسام مصطفى إبراهيم (أكتب صح) لإصلاح أخطاء اللغة العربية، وهو البرنامج واسع التأثير الآن على صفحات التواصل الاجتماعي. يحتاج الأمر إلى ضرورة تدخل الدولة بحسم، ومراجعة سياسات ومناهج تدريس اللغة العربية، ووضع قانون لحمايتها.

إعلام الضرورة

في «الأخبار» حرص صالح الصالحي على أن يعلي من قيمة الخطاب الإعلامي في اللحظة الراهنة: «الإعلام قاسم مشترك في جميع أمور الحياة، فهو ناقل للأخبار والمعلومات والبيانات بشفافية ومصداقية، وفي الوقت نفسه يقوم بدور تثقيفي وتنويري تجاه المتلقي، ويلعب دورا كبيرا في رفع الوعي الجمعي لدى الجمهور، بل يؤثر في تشكيل الوعي واتجاهات الرأي العام، ويلعب أيضا دورا مهما في ترسيخ القيم النبيلة، وتبادل المعارف والثقافات. وأصبح للإعلام دور بالغ الخطورة في مواجهة انعدام الوزن وفقدان الاتجاه لدى البعض، الناتج عن عمليات التضليل التي نشهدها الآن. كما أن الإعلام هو السلاح الأهم في عصر حرب الأفكار والعقول، فهو من يحمل الأفكار بكل سهولة ويسر في ظل التقدم التكنولوجي الرهيب. فالإعلام يلعب دورا خطيرا في حياة الناس، باعتباره بما يملكه من أدوات قادرا على الوصول إلى العقول والقلوب، فالناس يتلقون من خلال الإعلام ما يرسخ في عقولهم ولا يبرح أذهانهم. وأكد الكاتب على ضرورة خلق إعلام مهنى مسؤول، قائم على كوادر تستطيع التخطيط لتحقيق غايات وأهداف الإعلام النبيلة. عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 ضربت الفوضى مناحي كثيرة في مصر، وأصبحت العشوائية هي المسيطرة على الحياة وتصدر الانفلات المشهد، ونال الإعلام النصيب الأكبر من الفوضى والانفلات، والجميع اشتكى من ذلك، الإعلاميون قبل الجمهور، وظل الوضع هكذا حتى صدور دستور 2014 الذي نص في مواده «211، 212، 213» على تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئتين الوطنية للصحافة والوطنية للإعلام، بهدف تحرير الإعلام بجميع أشكاله وصور ملكيته من أي قيود، والبعد به تماما عن السلطة التنفيذية وسطوة رجال الأعمال، ومنحه الاستقلال الكامل.

وسوم: العدد 853