الاهتمام بأمر الأمّة : فرضُ عين ، أم فرضُ كفاية ، أم نافلة ؟

الحرب على الأمّة : واحدة ، متعدّدة الوجوه والأساليب ، منها الحرب الباردة ، ومنها الحرب الساخنة .. ومنها الحروب السياسية والإعلامية  والأمنية .. و منها الحرب الاقتصادية ، والحرب الثقافية .. وأهمّها الحرب العَقدية !

والحربُ ، بوجوهها المتنوّعة ، وأساليبها المختلفة ، قد تكون هجومية ، وقد تكون دفاعية !

فما مهمة كلّ طرف ، ينتمي إلى هذه الأمّة ، في هذه الحرب ، على مستوى الحكومات والأحزاب ، والقبائل والجماعات والأفراد؟

لابدّ ، في هذا الصدد ، من التمييز، بين الأطراف :

فمنها ماهو محسوب على الأمّة ، وهو عدوّ لها ، يعيش داخلها .. وهؤلاء أصناف عدّة :

منهم الكفرة : الذين يعتنقون عقائد إلحادية ، يجاهرون بها ، ويدعون الناس إليها ، بألسنتهم وأقلامهم  .. باسم حرّية الرأي ، تارة ، وباسم التنوّع الفكري والثقافي ، حيناً آخر!

ومنهم المنافقون :الذين يدّعون أنهم مسلمون ، من أبناء الأمّة ، وهم من أشدّ أعدائها ؛ مكراً بها، وكيداً لها ؛ فهم يتظاهرون ، باعتناق عقيدة الأمّة ، ويطعنون الأمّة ، في عقيدتها وأخلاقها..!

ومنهم الجهلة : الذين لايعرفون شيئاً ، من أمور دينهم ، وقد يكون لهم انتماء ، إلى عقيدة الأمّة،  ويوالون أعداء الأمّة ، داخلها وخارجها ، رغباً ورهباً ، ولا يعرف أكثرُهم : الحقّ والباطل، والخطأ والصواب .. وما ينفع الأمّة ، وما يُخرج صاحبَه ، من الملّة !

ومنهم مَن يبيع دينه ، بعرَض من الدنيا قليل ، وهم في مستويات متنوّعة ، من العلم والإدراك: بين أمّي جاهل ، وعالم يتبع حاكماً جائراً ، يفتي له بما يشاء ، ويزيّن للناس حكمه ، ويدافع عن قراراته ، مهما كانت مؤذية للأمّة ، أو مخالفة لعقيدتها .. ويَلوي أعناق النصوص ، لتُوافق فتاواه ، فيشوّه عقول الناس ، إضافة إلى تشويه عقيدتهم وأخلاقهم !

ومنهم من يحمل عقيدة الأمّة ، دون أن يعرف ، كيف يحميها ، أوكيف يدافع عنها !

ومنهم من يحمل عقيدة الأمّة ، وهو يحسّ بالعجز، عن فعل أيّ شيء ينفعها !

ومنهم من يحمل عقيدة الأمّة ، لكنه يعمل على تحقيق طموحاته الخاصّة ، ومعالجة همومه الخاصّة ، دون أن يفكّر بطموحات الأمّة ، أو بهمومها !

فهل يتساوى هؤلاء ، جميعاً ، في المسؤولية ، تجاه الأمّة .. أم يُنظر إلى إمكانات كلّ منهم، العقلية ، وغيرها !

وهل يُعَدّ الاهتمام بثغرات الأمّة ، والسعي إلى معالجتها .. والاهتما مُ بطموحات الأمّة ، والسعي بقدر الطاقة ، إلى تحقيقها..والاهتمامُ بجراح الأمّة النازفة ، والسعي ، بقدر المستطاع، إلى معالجتها ، أو تضميدها  .. هل يُعَدّ هذا ، كلّه ، واجباً عينياً ، على كل طرف ، سواء أكان فرداً أو جماعة ؟ أم يُعدّ نافلة ، أم يُعَدّ فرضاً ، من فروض الكفاية؟ أم يُنظر إلى كلّ طرف، بحسب طاقته المادّية والمعنوية ؛  فيكون لاهتمام كلّ منها ، حُكم مختلف ، أو فتوى مختلفة ، بين : الواجب والمندوب والمباح .. بحسب : الشخص ، والزمان ، والمكان ، وواقع الحال ؟

إنها أسئلة مطروحة ، على أبناء الأمّة العقلاء ، جميعاً ، بشتّى أقطارهم ، وأوّل المعنيين بها، والمندوبين للإجابة عليها : النُخَب الواعية المخلصة ، من قادة الجماعات وأفرادها ، ومن أصحاب الرأي الناضج ، والفكر السديد ، في الأمّة !

وسوم: العدد 855