من الدكتورة ريم هاني عرنوق إلى بثينة شعبان

سيدة بثينة،

يتحتم علي الكلام عما يجري في بلادي من إنهيار إقتصادي ومصرفي ومعيشي

والحكومة تعيش في أرض الأحلام الوردية .... !!!

ها أنتِ تعلمينا أن الوضع الاقتصادي في سوريا اليوم أفضل بـ ٥٠ مرة من الوضع عام ٢٠١١ .... !!!

هل هذا ما أخبرتك به البطانة الإعلامية والاقتصادية حولك؟؟

ما هذا التصريح ؟

وإلى أي درجة تستخفون بعقولنا ؟؟ إلى أي درجة موظفوكِ ومساعدوكِ

منفصلون عن الواقع، عن الشارع، عنا نحن ؟؟؟

من أبلغك أن الوضع الإقتصادي اليوم أفضل ب ٥٠ مرة عن عام ٢٠١١، موظفوكِ الذين يعيشون خلف مكاتبهم ويسيرون في شوارعنا في سيارات مفيّمة سوداء تعمي عيونهم ؟؟

تعالي لأحكي لكِ عني، أنا المواطنة البسيطة الطبيبة التي لا تملك سيارة ويقف زوجها الطبيب ٥ ساعات

على دور جرة الغاز .!!!

ـ عام ٢٠١١ كان الدولار بـ ٥٠ ليرة ...

اليوم الدولار ب ١،١٠٠ ليرة , يعني ٢٢ ضعف, وكل شيء من الدواء حتى جرزة البقدونس وعلبة حليب الأطفال يتبع الدولار بسعره الأسود

ـ عام ٢٠١١ في بداية الأزمة كان راتب زوجي وهو طبيب أخصائي ويعمل في مشفى التوليد الجامعي ٢٧  ألف ليرة، أي ٥٤٠ دولار .... اليوم والوضع أفضل ب ٥٠ مرة - كما تقولين - صار راتب زوجي ٤٢ ألف ليرة، أي ٣٨ دولار شهرياً ...

يا أمة الله .... زوجي طبيب أخصائي يقبض دولار وربع يومياً ...... الزبال في الصومال أو جيبوتي يقبض أكثر

ـ عام ٢٠١١ كان سعر ليتر المازوت ١٥ ليرة، فكم هو سعر المازوت حالياً وهل هو متوفر ؟؟؟

ـ الغاز شبه معدوم

- انقطاع الكهرباء شبه دائم

- أزمة البنزين المترددة كل فترة، وكل ما يعنيه ذلك من :

ـ انعدام التدفئة ...

ـ صعوبة هائلة في تشغيل المعامل والورشات الصناعية.

ـ الذل الخانق الذي يتعرض له الواقفون طوابير ولأيام  من أجل جرة غاز ....!!!

هل أتابع ؟؟؟

كيلو اللحمة يا سيدتي ب ١٢ ألف ليرة، كيف سيعيش السوري في هذه الظروف الخانقة ب ٣٨ دولار شهرياً ؟

أجيبني...!!!

ليس لديك جواب، 

لأن مستشاريكِ يعيشون في كوكب المريخ ويخبرونكِ أن حياتنا سلسلة من الأحلام الوردية ؟؟؟

أنا سأجيبك :

المواطن السوري يعيش بهكذا ظروف بفضل إرادة الحياة لديه وعشقه لبلاده وتمسكه بوطنه ....

هو يأكل التراب حرفياً ولا ينكسر.

عمري ٥٢ عاماً وقد عاصرتُ وعشتُ وعانيت العديد من الأزمات الإقتصادية في بلدي الذي لم أغادره ليوم واحد، نشأتُ على بونات الرز والسكر ,لسنوات ...

افتقدتُ الكثير من الأساسيات التي عددناها رفاهيات كالمحارم والموز وبعض الأدوية

نحن الشعب الذي لا يعيش في الفيلات

ولا يسير في الشوارع بسيارات مفيمة.

في حلب عشنا ٣ سنوات ونصف بلا كهرباء ولا مازوت وسنة ونصف بلا ماء ... جمعنا ماء الأمطار من صواني على شرفات بيوتنا.

خَبَرنا الخبز في مطابخنا عندما توقفت المخابز خلال انقطاع طريق خناصر وانعدام الوقود، عملنا في المشافي على ضوء الليدات، وصمدنا.

لا مشكلة لدينا في أن قدرنا هو هذه الحرب البشعة الطويلة.

سأخبركِ ما لم يخبركِ به مستشاروكِ :

نحن مشكلتنا هي معكم أنتم، أنتم مسؤولينا

الذين تستجحشون عقلونا !!

أنتم من تعتبرونا قطيعاً من الأغنام الأغبياء ,

أنتم من تعاملونا كسرب من سمك السردين :

يمين يمين , يسار يسار .....

مشكلتنا معكم , مع إعلامكم يا سيدتي المستشارة الإعلامية إعلامكم الذي لا يرانا وكأننا غير موجودين !!

إعلامكم الذي لا يكلف خاطره أن يخرج لنا واحد من مئات المسؤولين من أصحاب السيارات المفيمة ليشرح لنا :

ـ ما نهاية مأساة تهاوي ليرتنا أمام الدولار ؟؟؟

ـ ما نهاية أزمة الغاز وهو أحد أساسيات الحياة الأساسية ؟؟؟

ـ ما مصير وعودكم الخلّبية بتوزيع المازوت المنزلي ؟

ـ ما مسؤولية مسؤوليكم الذين يصرحون أن عام ٢٠٢٠ سيكون بلا تقنين للكهرباء ؟؟؟؟

ـ ما هي الإجراءات التي تتبعونها لمحاسبة أشخاص في الحكومة يحلّقون في عالم من الفوقية الشيزوفرينية ؟

أفيدينا بذلك سيدتي المستشارة .... نحن متأكدون أنكِ لا أنتِ ولا مسؤولي الحكومة سيفعلون ذلك ..!!!

نحن نعرف أن أداء حكومتنا هو:

*فالج لا تعالج*

وسوم: العدد 860