القرار وتوقّع نتائجه وحساب المآل : بين المبتدئ والمتمرّس ، والأحمق والعاقل !

لابدّ لكلّ عاقل ، من توقّع نتيجة ما ، لأيّ قراريصدر عنه ، أو موقف يتّخذه ! ولا بدّ له ، من حساب مآلات قراره ، أو موقفه ، ليستمرّ، فيما ينوي إصداره ، من قرارات، وما ينوي اتّخاذه ، من مواقف .. أو ليكفّ عن هذا وذاك .. أو ليُعدّل في هذا وذاك ، على ضوء الحساب الذي يحسبه !  أمّا الأحمق ، فلا يُتوقّع منه ذلك ؛ إذ لاقدرة لديه، عليه ، عقلياً أو نفسياً ..!

والفرق بين الحساب والارتجال ، قد يكون صغيراً أو كبيراً ! فقد يؤدّي الارتجال ، إلى كوارث ضخمة ، على المستوى الفردي ، أو الأسَري .. أو على مستوى المجتمع والدولة ! 

 ونتحدث ، هنا ، عن القرارات النظرية ، المحسوبة عقليا ؛ فهي الأسس ، التي تبنى عليها المواقف ! فنذكر بعض النماذج ، من القرارات ، التي يصدرها الناس ، عادة، ويحصدون نتائجها ، السلبية أو الإيجابية !

ونبدأ بالقرارات ، على المستوى الفردي ؛ لأن أمرها أهوَن ، في العادة، ممّا له صفة العمومية:

على مستوى الفرد، نفسه ، وعلى مستوى الأسرة ، عامّة : قد يدمّر المرء نفسَه، بقرار مرتجل، غير محسوب النتائج! كما قد يدمّر أسرته ، بقرار متسرّع، ناجم عن حبّ، وحرص على النفع! وقد قال الشاعر: ومن الحبّ ماقَتل !

على مستوى تربية الأطفال ، وتلقينهم  العقائد والأخلاق والأفكار، قال رسول الله : كلّ مولود يولد على الفطرة ، فأبواه : يهوّدانه ، أو ينصّرانه ، أو يمجّسانه !

القرارات العامّة : القرارات العامّة ، كثيرة متنوّعة ، في مجالات شتّى ، وكلّ منها يحتاج ، إلى خبرة ودراسة ، واستشارة لأهل الاختصاص ؛ وإلاّ أو قع صانع القرار نفسَه ، ومن يتولّى مسؤوليته ، في الهلاك ، أو الفساد العظيم ! من ذلك ، على سبيل المثال :

القرار في المجال الاجتماعي .. القرار في المجال الاقتصادي .. القرار في المجال الطبّي .. القرار في المجال الهندسي .. القرار في المجال القضائي .. القرار في المجال السياسي .. القرار في المجال الديني ...!

وإن نظرة عامّة ، في الدول ، التي يتولّى السلطة فيها ، حكّام مستبدّون ، تُظهر، بجلاء ، خطورة الأمر، وتكشف سرّ التخلّف ، في هذه الدول ، عن غيرها ، من الدول ، التي تسيّرها عقول رشيدة ، تملك الخبرة ، والإحساس بالمسؤولية !

وسوم: العدد 869