مطلوبون للعدالة (مجرم الحرب محمد ديب زيتون) الحلقة الثامنة

أصول مجرم الحرب محمد ديب زيتون ومسيرته الإجرامية

ولد مجرم الحرب محمد ديب زيتون في قرية الجبة/القلمون وتاريخ ولادته: 20/5/1951، واختصاصه العسكري في إدارة المخابرات العامة برتبة لواء.

كان مجرم الحرب محمد ديب زيتون في الفترة التي سبقت الثورة السورية في رئاسة شعبة الأمن السياسي، ولاحقاً بعد وقوع انفجار خلية الأزمة بتاريخ 18/7/2012 التي كان المجرم أحد أعضائها، ونتيجة لإعادة ترتيب مناصب قادة أجهزة المخابرات تم تعينه مديراً لإدارة أمن الدولة، والتي تُعرف عادة بجهاز المخابرات العامة خلفاً لمجرم الحرب علي مملوك، والذي تم تعيينه في منصب مدير مكتب الأمن الوطني، والمجرم محمد ديب زيتون ليس حديث العهد بقمع المعارضة السورية، ففي عام 2007 تولى التحقيق مع قادة إعلان دمشق المعارضين، في حين تابع بعد قيام الثورة السورية في عام 2011 مسيرته القمعية والوحشية بحق أبناء الشعب السوري، وعلى الرغم من أن شعبة الأمن السياسي تعد من أقل أجهزة الدولة المخابراتية إجراماً لقلة مواردها وعناصرها، إلا أن المجرم محمد زيتون كان سباقاً للإجرام، بما توفر لديه من مقومات.

الجرائم التي ارتكبها مجرم الحرب محمد ديب زيتون

بعد تعيينه على رأس إدارة أمن الدولة تابع إجرامه بشكل ممنهج وبوحشية منقطعة النظير، خصوصاً أن هذا الجهاز هو الوحيد الذي يتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية، ويعتبر المجرم محمد ديب زيتون مسؤولاً عن الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب السوري على الشكل التالي:

يعتبر المجرم محمد ديب زيتون مسؤولاً مباشراً في كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها عناصر شعبة الأمن السياسي في الفترة الممتدة ما بين بداية الثورة السورية عام 2011 وحتى تموز من عام 2012، وذلك خلال وجوده في منصب رئيس شعبة الأمن السياسي منذ قبل بداية الثورة.

ويتحمل المجرم محمد ديب زيتون إضافة لـ 76 ضابط آخرين وبحسب شهادات منشقين عن الجيش وأجهزة المخابرات السورية، مسؤولية الجرائم والانتهاكات التي حدثت في بداية الثورة، وذلك استناداً لتقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش””Human Rights Watch”، الصادر بتاريخ 15/12/2011 تحت عنوان “بأي طريقة!: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سورية”.

فرع الأمن السياسي في درعا يتصدر قائمة الوحشية والإجرام

لقد اشتعلت الثورة بداية في مدينة درعا نتيجة ممارسات المجرم عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا، حيث تصدر فرع الأمن السياسي المشهد في مدينة درعا وارتكب عدد كبير من المجازر والاعتقالات بحق الأهالي، فبعد حادثة اعتقال الأطفال المشهورة والتي ينكرها النظام، أطلقت قوات النظام النار عل متظاهرين وقتلت أربعة أشخاص على الفور، وفي 28/4/2011 قُتل 27 شخص وجرح آخرين نتيجة قيام عناصر الأمن السياسي بفتح النار على المتظاهرين في درعا.

وبتاريخ 9/5/2011 فرض مجلس الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على المجرم محمد ديب زيتون جراء دوره في “أعمال العنف ضد المتظاهرين”، كما قابلت منظمة هيومن رايتس ووتش 4 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه، حيث ورد اسم المجرم محمد ديب زيتون بالإضافة لعدد كبير من الضباط في تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الصادر في عام 2012 تحت عنوان “أقبية التعذيب: الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في مراكز الاعتقال السورية منذ آذار 2011″، حيث وردت الشهادات في الصفحة 55 وحتى الصفحة 59 والتي تحدثت عن شهادات لمعتقلين سابقين عن كيفية تعرضهم للتعذيب على أيدي عناصر إدارة الأمن السياسي بشكل مباشر، وفي أفرع الأمن السياسي في كل من إدلب وحمص واللاذقية ودرعا.

مجرم الحرب محمد ديب زيتون يتبادل الزيارات مع رئيس المخابرات الإيطالي

ووفقًا لموقع “أخبار الخليج” الإماراتي، فقد زار مدير المخابرات الإيطالية "ألبرتو مانينتي" دمشق، لعقد اجتماع سري مع مجرم الحرب بشار الأسد ونظيره مجرم الحرب محمد ديب زيتون رئيس المخابرات.

وسبقت زيارة مانتيني لدمشق، زيارة مجرم الحرب اللواء محمد ديب زيتون روما، وهو مستشار مقرب من الأسد ورئيس شعبة المخابرات العامة، واحدة من أهم أجهزة المخابرات السورية السيئة السمعة، ونشرت هذه الأنباء "صحيفة الوطن" المقربة من الأسد، حيث التقى مانتيني في روما زيتون ونائبه غسان خليل، في إطار التحضير لزيارة الأخير إلى دمشق.

ازدواجية المعايير ونفاق الدول الأوروبية

نظريًا لا يمكن لمجرم الحرب زيتون دخول إيطاليا لوجود اسمه في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، ولكن تم نقله بطائرة خاصة من بيروت إلى روما، واستُقبل في فيلا خاصة تعود للمخابرات الإيطالية، ومن المعروف أن زيتون هو أحد أبرز مساعدي الأسد في القمع الدموي للاحتجاجات التي بدأت عام 2011 في حمص.

عرضت دمشق التعاون مع إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، وادعت أن في حوزتها ملف عن المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سورية، في مقابل فك عزلة النظام الدولية منذ عام 2011، وكان طلب الإيطاليين من دمشق؛ إجراء إصلاحات ديمقراطية وضمان عملية الانتقال.

كما أشار الإيطاليون إلى وجود “مبادرة من رئيسة الدبلوماسية الأوروبية "فيديريكا موغيريني"، يمكن أن تؤدي إلى إلغاء العقوبات ضد دمشق، وإعادة فتح العلاقات مع العالم الغربي".

تخوفات إيطاليا هي ما دفعها لاستقبال مجرم الحرب زيتون

إذا كانت المعلومات صحيحة عن زيارة مانينتي دمشق في الساعات التي تلت مذبحة الإيطاليين في دكا ببنغلاديش، يبدو أن الحكومة الإيطالية مستعدة لاستكشاف كل الخيارات للحد من خطر وقوع هجمات على ترابها الوطني، وأنها تريد الإبقاء على الوضع في إيطاليا بعيدًا عن هجمات “الدولة الإسلامية”.

وكان كل هذا النشاط نتيجة لجولة طويلة من العمل الممنهج، لرئيس المخابرات الإيطالية في بيروت في أيلول 2015، ومن المرجح أن تكون مساعي مانينتي ضمن مخطط أوسع؛ يشمل حكومات أوروبية متعددة، في هذا المخطط، بهدف أن تصبح روما المكان المخصص لاستضافة هذه المحاولات السرية للغاية للحوار مع النظام السوري.

مجرم الحرب بشار الأسد يكشف المستور

كانت إيطاليا تحاول الإبقاء على سرية زيارات وتحركات ما نينتي، ولكن خاب فألها، فنظام مجرم الحرب بشار الأسد مستعد لنشر أي خطوة تدل على انفتاح الغرب تجاه دمشق لتظهر بمظهر المنتصر، فقد تحدث مجرم الحرب بشار الأسد في مقابلة مع التلفزيون الأسترالي؛ عن ازدواجية الأخلاق لدى الدول الغربية، التي تعامله كمجرم؛ وبعد ذلك يرسلون الوفود إلى دمشق، ملمحاً إلى إيطاليا.

ونفس المصادر أشارت إلى زيارة مجرم الحرب علي مملوك برلين، في رحلة سرية أخرى تنتهك العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النظام السوري.

مجرم الحرب محمد ديب زيتون هو المسؤول الأول عن جرائم وانتهاكات النظام

يعتبر المجرم محمد ديب زيتون مسؤولاً مباشراً عن كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها عناصر إدارة أمن الدولة، منذ بداية تسلمه إدارة أمن الدولة منذ تموز عام 2012 وحتى التاريخ الحالي، حيث تابع فيها المجرم محمد ديب زيتون مسيرته الإجرامية خلفاً للواء علي مملوك، حيث مارست أفرع إدارة المخابرات العامة كغيرها من أجهزة المخابرات، أسوأ أنواع التعذيب وامتهان الإنسانية داخل سجونها، إضافة لجرائمها خارج تلك السجون.

هدن الموت التي أبرمها مجرم الحرب محمد ديب زيتون

ويوثق تقرير منظمة العفو الدولية الصادر عام 2015 المعنون “الموت في كل مكان” جـرائـم الحـرب وانتهاكات حقوق الإنسان في حلب ومن ضمنها جرائم فرع أمن الدولة في حلب.

أبرم المجرم محمد ديب زيتون عدة هدن مع المناطق المعارضة، والتي تمكنت قوات النظام من فرض حصار عليها، كحي الوعر في حمص، ولاحقاً نكث اللواء بعهوده التي قطعها للمعتقلين، وتم خرق الهدنة أكثر من مرة حتى انتهت القضية بتهجير الحي إلى الشمال السوري.

وتم إدراج اسم المجرم محمد ديب زيتون في العقوبات البريطانية والأوربية والكندية والأمريكية، بسبب مسؤوليته عن عدد كبير من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري، ويعتبر المجرم محمد ديب زيتون خليفة اللواء علي مملوك، ويشتركان في عدد كبير من الملفات ذات الحساسية العالية، وخصوصاً العلاقة مع أجهزة الاستخبارات الخارجية.

المصادر:

*- تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش””Human Rights Watch”، الصادر بتاريخ 15/12/2011.

*-منظمة “مع العدالة PRO JUSTICE ”- كتاب القائمة السوداء.

*- موقع “أخبار الخليج” الإماراتي.

*- "صحيفة الوطن" المقربة من النظام.

*-صحيفة "عنب بلدي"-  30 آذار / مارس 2020

وسوم: العدد 870