لماذا لا ترد الجمهورية الصفوية وحزب المكاومة على القصف الصهيوني ..؟! جوابان ..

سؤال يطرحه الواقع ، ونحن نتابع منذ عامين تصاعد القصف الصهيوني على مواقع جمهورية الولي الفقيه وحزب المكاومة في سورية . ودون أن نلحظ أي رد حقيقي أو رمزي على هذه العمليات ؟!

للعلم فإن تصاعد هذا القصف ارتبط عمليا بانتهاء الدور الأدواتي القذر ، الذي أسند لهذين الكيانين الطائفيين الكريهين منذ أن سمح لهما القرار الصهيوني - الأمريكي - الروسي المشترك بدخول سورية ، على أعين الناس ..

وبعد أن اطمئن المتواطئون على انكسار شوكة الثوار السوريين ، التفتوا إلى عصاهم القذرة يحاولون تشذيبها لا كسرها كما يظن المغفلون..ومنذ ذلك اليوم ، تصاعد القصف الصهيوني ، واستمعنا ردا عليه إلى كثير من الجعجعة ، ولكن لم نر في أي مرة ، وعلى مدى عامين غير الاعتصام بالصبر الذليل ..و

فلماذا لا يرد هؤلاء المدعون على ما يصيبهم من شر وعدوان ، مع أنه قد أصيبوا بالكثير من قياداتهم وضباطهم وعتادهم ، ويقول حلفاؤهم الأدنون أن ضحاياهم قد تجاوزوا المائتي قتيل ..؟! نتساءل لماذا بغرض التحليل وليس بغرض التحريض ، كما قد يفسر كلامنا بعض المتصيدين .

وقد سبق أن تساءل وأجاب مسئول أمني صهيوني ، أنقل لكم جوابه مختصرا بتصرف يسير ، ثم أعود فأجيب .

قال المسئول الأمني الصهيوني :

إن حكومته حين تقوم بالقصف على مواقع إيران وحزب الله في سورية ، تترك عملياتها طي الكتمان ، لا تدعي ، ولا تجهر بالقول ، ولا تعترف بالمسئولية عن العملية ، حتى لا تحرج أصدقاءها في الباطن ، وتترك لهم فرصة للتواري والتجاهل ، ومضغ الهزيمة ، والنوم على المصيبة ..كما نقول نحن همهم العنب وليس تحدي الناطور .

ويضيف المسئول الأمني الصهيوني : وتمتنع دولة الولي الفقيه عن الرد على دولته لأنها تدرك وفق حساباتها ، أن الرد على الرد سيكون أقسى . أي أن الرد الصهيوني، على أي رد إيراني سيكون بحجم أقسى وأكبر من أن يطيقه المدعون والكذابون . ولذا يتوارون ويصمتون . " يحشمون أنفسهم أمام الجماهير "

ويضيف المسئول الأمني الصهيوني ثالثا ..

 ولا يردون لأنهم يعلمون أن الدولة الروسية التي تسمح " لدولة إسرائيل " حسب تعبيره بالقصف ، تمسك بالإيراني من أذنه ، فلا يملك أن يتقدم خلاف الإرادة الروسية ولو خطوة على الأرض . ولو فعل لتحولت القضية ، من رد على عملية محسوبة محدودة إلى مغامرة بوجود ، لا تعرف أبعادها ، ولا تدرك عواقبها ..

والسبب الرابع وربما كان الأعجب في السياق ، وكل ذلك حسب تبنيط الخبير الأمني الصهيوني ..

أن بشار الأسد نفسه قد أبلغ الإيرانيين، أن وجوده واستمراره وبقاءه مرهون باتباع نهج متوازن في التمسك بعلاقة لا تغضب الإسرائيليين . وأن هذه السياسة مستقرة في كتاب " الجفر " الذي ورثه عن أبيه ..

كل ما سبق كان مما ذكر الخبير الأمني الصهيوني ...نقلتها لكم بأسلوبي وبتصرف يسير .

أما الحقيقة التي أعرفها ، فأن الصمت على كل هذا ، وتجاهله ، مع الحق في رفع الصوت بشعار : الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل ، كان في عقد الإجارة الأول الذي وقعه الخميني سنة 1979 . والذي ينص في جوهره أن أساس الدور المناط بأهل الرجس هو قتل المسلمين ، وإشغالهم عن قضاياهم ، والعمل على بسط النفوذ والهيمنة على دولهم وشعوبهم ..

انظروا المشهد اليوم : صفوي يخيف ويدفع وصهيوني يرحب ويفتح .. وهذا هو الدور المطلوب

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 880