الاستراتيجية الأمريكية في سورية الاشتراك، في الحرب على المنبوذين السوريين

طبقة المنبوذين في الهند . طبقة من البشر بلا ملامح إنسانية . بلا مكانة ، ولا حقوق . ويقولون في الهند ديموقراطية!!

الهولكست النازي الملعون لم ينفذ ضد ضحاياه من اليهود فقط ، وإنما نفذ أيضا ضد الكثير غيرهم من الأقليات والغجر ..لم نجد أحدا عندما يستنكر الهولكست يذكر الغجر!!

وكذلك حال المنبوذين في سورية . وأخطر ما فيهم أن " عبد الدار " فيهم يخدع عبيد الحقل . وبالله نستعين ..

وما سبق توصيف عام للدور الأمريكي في سورية . والذي يمكن أن نزيده وضوحا ببضعة سطور ..

السطر الأول :

 كان السطر الأول في الاستراتيجية الأمريكية في سورية ، تمكين المجرم وشركائه من تنفيذ جريمتهم بكل أبعادها القاسية والبشعة . والامتناع عن تقديم أي جهد للأخذ على يده . وقد قامت هذه الاستراتيجية على معطى صهيوني أعمق خلاصته : أن يتفانى السوريون .وأن يدمر بعضهم بعضا .

 وكان بشار الأسد وعلي خمنئي وحسن نصر الله ثم بوتين بعد الاضطرار ، هم الأداة المناسبة ؛ فخاضوا معا بحار الدم . استراتيجية اعتمد الأمريكي تمريرها ، ولم يتوانَ عن الاشتراك في تنفيذها ، عندما اقتضاه الحال .

الخط الأحمر الأمريكي الوحيد في الحرب على الشعب السوري اخضرّ منذ الأعوام الأولى . وفتحت على الشعب السوري حرب متعددة الجبهات بلا خطوط ولا حدود .

للحق وبالحق أقول : إن منع الجريمة أهم للضحايا من معاقبة المجرمين . وعلى هذا قامت كل نظريات الأمن الاجتماعي . ولذلك فإن من خداع الذات أن يفرح بعضنا الآن أن من مكّن القاتل من القتل يريد أن يحاسبه !! وهل عقوبة المجرم ترد على الأم طفلها ، وعلى اليتيم أباه ؟!

السطر الثاني : الحرب مفتوحة على المنبوذين

 اعتمد الأمريكيون منذ اليوم الأول للثورة ، التصنيف الأسدي للمجتمع السوري ، تصنيف ( هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ) وتشاركوا هذا التصنيف مع الروس والشيعة الروافض . للوصول إلى العنوان الأسدي " المجتمع المتجانس " وكل متهم بالتشويش على التجانس : يقتل أو يعتقل أو يشرد .

 وكان هذا التصنيف ركيزتهم ، في إدارة الصراع . من حيث تقديم الدعم ، أو توجيه بوصلة أسلحة الدمار . وحتى في بناء هياكل ما يسمى زورا وبهتانا هيئات " المعارضة " وانظروا على مناصاتها ، وأعيدوا إجراء الحسابات ..

وكان اعتماد هذا التصنيف القاسم المشترك الأعظم بين الدول الثلاث ..

- الشيعة الرافضة الشعوبيون يحاربون في سورية تحت شعار : يا لثارات الحسين .

- الروس وعلى لسان لافروف وشويغو : يحاربون لحماية المسيحيين والأرثوذكس منهم بشكل خاص .

والأمريكان وتحالفهم الدولي يعتمدون العصابات التي نرى ، ويحتلون الأرض كما نرى ، وترامبهم يقدم جهارا نهارا 500 مليون دولار فقط لمساعدة الأقليات في سورية . للأقليات المساعدات وللمنبوذين في سورية القاذفات والصواريخ . ما نثبته من أقوالهم الصريحة القبيحة ، لا نتقول عليهم ولا ننسب إليهم .

السطر الثالث والأخير والقصير : المبعوث الأمريكي جيفري يفرح أن الروس قد طالبوا بشار الأسد أن يفصل دستورا جديدا ليوم العيد .

يعني أن يعيدوا بشار الأسد إلينا بعقدة عنق جديدة !!

تصريح طازج على لسان جيفري القديم .

بعض الناس يحبون من يكذب عليهم لكي يقولوا خدعونا ..!! وكل من فيهم يعلم ماذا يريدون وماذا يريد ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 882