الكيماوي مازال طليقاً بيد القاتل والغرب يرحب سراً بسلسلة الفيتو

(بمناسبة مرور ٧ سنوات على جريمة كيماوي الغوطة)

- من الغوطة 2013 إلى خان شيخون 2017... 

هل تسمعني؟ حول.

- اسمعك بوضوح سيدي الرئيس حول.

- نفذ الأوامر فورا في خان شيخون حول.

- علم سيدي.

أعزائي القراء… 

هذه المكالمة الإفتراضية هي ليست قريبة من الواقع فحسب ، بل هي الواقع بعينه. 

هذه المكالمة كررها الاسد مع ضباطه الكيماويين حتى الآن عشرات المرات, وبعد كل مرة يسمع هذا المجرم من حكام العالم جعجعة ولايرى طحناً فيعود لسيرته الأولى أشد وحشية وإجراما يشجعه على فعلته مجرم آخر هو بوتين يتولى اليوم الإقامة بالوكر الجمهوري نيابة عن صبيه الاسد. ففي تكرار متعمد لصباح 21 آب/أغسطس عام 2013 وقف العالم مرة أخرى ذات وقفة الغوطة أمام صور لعشرات السوريين معظمهم اطفال تم قتلهم بدم بارد على يد نفس القاتل وبنفس السلاح وبنفس المقدمات.

وكما في الغوطة 2013 حصل في خان شيخون 2017، فقد قام النظام الوحشي الأسدي بتنفيذ عدة هجمات كيماوية قبل الهجوم الكبير وصدرت تقارير دولية بذلك، ولكن تجاهل العالم جعل من هذا العالم شريكا أساسيا في تلك الجرائم والمجازر مهما حاول سياسيو العالم  التباري في صياغة عبارات الغضب والتنديد للتنصل من المسؤولية.

فعندما يصرح السيناتور الأمريكي "ماركو روبيو" في لقاء مع شبكة "CNN" الأمريكية في حينه: "ليس مصادفة أن هجوم الغاز في سوريا جاء بعد تصريحات تيليرسون وزير الخارجية الأمريكية المثيرة للقلق"رافقها تصريحات من المندوبة الأمريكية لمجلس الأمن كل هذه التصريحات كانت بمثابة مجموعة رسائل تشجيعية لنظام الأسد ومن خلفه إيران التي تتحين الفرص لإرسال الرسائل إلى الإدارة الجديدة على القيام بتنفيذ مجزرة خان شيخون الرهيبة وهذا ما التقطته الكثير من الصحف العالمية والمحللين، فصحيفة "ديلي بيست" عنونت مقالها بـ "الأسد يقتل شعبه بالغازات بعد أيام من تلميحات تيليرسون عن بقاءه في السلطة".

اما صحيفة الـ"جارديان" البريطانية فألقت باللائمة على تيليرسون ومندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة حيث رأت الصحيفة أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين قدمت ضوءاً أخضراً للنظام بسبب "عدم وجود تهديد ذو جدوى للنظام أعطاه رخصة لارتكاب جرائم حرب والإفلات من العقاب مع وجود داعميه، إيران وروسيا، اللذين دأبا على انقاذه".

أعزائي القراء… 

في مجزرة خان شيخون تكرر مشهد مجزرة الغوطة، فنظام الأسد عاد إلى استخدام غاز السارين السام بكثافة ضد الشعب السوري عشرات المرات قبل المجزرة، ومرة أخرى صدرت التقارير الدولية التي توجت  بتقرير لجنة تحقيق أممية قال بوضوح : إن بشار الأسد يستخدم الأسلحة الكيماوية، عدا عن تقارير أخرى تحدثت عن إخفاء الأسد لكميات من غاز السارين وعدم تسليمها للجان الدولية. والتي سكت عنها أوباما عامداً متعمداً ليوم كيوم خان شيخون.

وبحسب تقارير صحفية فقد قام بشار الأسد بشن 33 هجوما كيماويا على أقل تقدير قبل هجومه على الغوطة عام 2013 وصدرت بذلك عدة تقارير حقوقية كان أول هذه الهجمات ضد حي "البياضة" في حمص بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 2012. لقد كان عدم العقاب على الأولى أدى إلى وقوع الجريمة الثانية وعدم العقاب على الجريمة الثانية أدى إلى سلسلة جرائم قد تستمر أن بقى العالم شريكاً في الصمت عليها.

إن من المؤلم جدا أن ردات الفعل العربية والعالمية على الهجمات التي سبقت مجزرة الغوطة كانت بين اللامبالاة والتحذيرات الفارغة رغم عشرات الخطوط الحمراء التي زرعها اوباما امام كيماوي الاسد والتي سرعان ما ضرب بها عرض الحائط ونفذ هجومه على الغوطة الشرقية وبلدة المعضمية.

اخواني… 

ان مجزرة خان شيخون اوصلت العالم لحالة من الذهول , خاصة بعد اقدام المجرم الاسد مرة بعد أخرى على القيام بخطوات تصعيدية تضرب بثوابت هذا العالم عرض الحائط بحيث إنه يطرح معادلة خبيثة على الجميع… "لا شيء يوقفني وسأفعلها مجدداً" والأخطر من ذلك هو الموقف الروسي والإيراني الذي يتبنى أفعال هذا النظام ويحميها. ومصيبتنا لاتكمن فقط بمجموعة (فيتوات) الروس بل تكمن في استقبال امريكا وأوروبا وفوقهم العرب لهذه الهدايا التي تمنحهم الحجج لتبرير تقاعسهم عن الإقدام على أي فعل كما حصل في مجزرة الغوطة .

والآن السؤال الأهم هو "ماذا لو لم تستخدم روسيا الفيتو آنذاك؟".

ماذا ستفعل امريكا؟ 

ومازال السؤال مطروحاً.