صراع ناهبي الثروات السورية هل تضع حداً لبقاء النظام؟

تفكيك امبراطورية آل مخلوف

إذا صحت الأنباء من أن هناك تدابير استثنائية حول تفكيك امبراطورية آل مخلوف لسرقة ونهب الثروات السورية والتي جيرت الاقتصاد السوري ليكون رهينة بيد عائلة آل مخلوف التي ترتبط بصلة قرابة مع بشار الأسد، وبهذه التدابير الاستثنائية يكون نظام الأسد قد فكّك ما كان يُعتقد على نطاق واسع بأنه النواة الأصلب والأكثر مركزية، تلك التي قيل بأنها تشكلت بالتقادم مُنذ تولي بشار الأسد سُدة حُكم البلاد عام 2000، الذي سعى مُنذ ذلك الوقت، إلى تصفية مراكز القوة التقليدية التي كانت حول والده، وتأسيس أخرى بديلة.

وشكّل خال بشار محمد مخلوف رجل الرعاية الأول في بُنية النظام الجديد، وكان بمثابة الأب الروحي القادر على جمع أبناء العائلة الذين انصرف كُل واحد منهم للإشراف على قطاع بعينه.

فصار رامي مخلوف واجهة النظام المالية، التي كانت تجمع طيف رجال الأعمال النافذين، المُستولين على قُرابة ثُلث الاقتصاد السوري، والقطاعات الأكثر حيوية، كما أن شقيقه حافظ مخلوف كان ضابطاً نافذاً في شعبة المخابرات العامة "أمن الدولة"، والذي كان عملياً يُشرف على الفروع والأجهزة الأمنية في العاصمة دمشق، بينما تولى ماهر الأسد شقيق بشار قيادة الفرقة الرابعة من الحرس الجمهوري، التي كانت الفصيل الأقوى في جيش النظام.

فضائح عائلة الأسد المالية تتبنى الصحافة الروسية نشرها

ما عاد يمر أسبوع من دون أن تخرج علينا الصحافة العالمية أو “الروسية” تحديداً، بفضيحة مدوية في عالم الفساد والاقتصاد ضمن الدائرة الضيقة لعائلة بشار الأسد، تشمل شخصه، وزوجته “أسماء الأخرس” التي برز اسمها كثيراً في التسريبات الروسية الأخيرة حول الفساد والحروب الاقتصادية، وكذلك قطب الاقتصاد الأبرز في سورية الأسد، رامي مخلوف، الذي يستهدفه بشار وزوجته بشكل مباشر مؤخراً، أما المفاجئ في التسريبات والتحليلات الصحفية الروسية مؤخراً فهو ضم ماهر الأسد إلى القائمة، وهو الشخص البعيد عن الأضواء منذ انطلاق الثورة السورية.

تشبه العلاقة المضطربة بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف المعروف بأنه "أمين خزائن النظام" في تفاصيلها مسلسلا دراميا ظاهره الخيانات والصراع على السلطة والمال وباطنه محاولات مستميتة من بشار لتنظيف الدائرة الضيقة للحكم.

ويبدو غريباً وليس مفهوماً قيام وسائل إعلام روسية بنشر فضائح رموز نظام الأسد في الفترة الأخيرة، مع التركيز على ملفيّ الاقتصاد والفساد، واتهام رأس النظام وزوجته وشقيقه ماهر المسيطر الأكبر على عجلة الاقتصاد السوري!.

اللوحة التي فضحت وسائل إعلام روسية أن بشار الأسد اشتراها لزوجته من لندن بمبلغ 30 مليون دولار، قيل إن رامي مخلوف وآلته الإعلامية هم من كانوا وراء فضح قصتها، انتقاماً من “أسماء الأخرس” التي تحاول محاصرة مخلوف.

ومنذ أشهر يتم تداول أنباء في الوسط السوري تفيد بأن رامي مخلوف يقبع في “الإقامة الجبرية” بعد حملة “مكافحة الفساد” التي أعلنها نظام الأسد والتي شملت أقرب داعميه بمن فيهم طريف الأخرس عمّ أسماء!.

إلا أن محاصرة شخص مثل رامي مخلوف يسيطر على 60% من اقتصاد سورية، ليس بالأمر السهل، والصراع مستمر ومتواصل بين جناحي الفساد، مع بروز اسم ماهر الأسد مؤخراً في التسريبات الروسية، وهو ما كان محظوراً منذ عام 2011.

ويلقب ماهر الأسد بـ”تاجر الدم ومجرم الاقتصاد”، فهو يهيمن على 15% من اقتصاد سورية، ويداه ملوثتان بالدم، ومتورط بقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، عام 2005، كما  أنه حصل على مليار دولار لمشاركته بالالتفاف على العقوبات الدولية ضد الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين.

إضافة إلى أن ماهر الأسد، هو قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، يعتمد اقتصاده على شخصيات البناء ويأخذ منها حصصاً، وهو (حمشو) متورط في غسيل الأموال المخصصة للحرب بإشراف وحماية ماهر.

وتواصل وسائل الإعلام الروسية يومياً تسريب فضائح فساد لرؤوس نظام الأسد، فيما عده محللون توطئة للتخلي عن “الأسد” وترتيب آليات جديدة للحكم، ورأى فيه آخرون تهديداً فقط، لإحكام السيطرة على القرار السوري بعيداً عن تأثيرات أي طرف صديق للأسد، بما في ذلك إيران.

العلاقة الودية بين رامي وبشار تنقلب إلى صراعات بين الطرفين

العلاقة المتقلبة التي اتسمت في بداياتها بالود وتقاطع المصالح اقتصاديا وسياسيا، قبل أن تنقلب إلى صراع شرس يسمح فيه باستخدام كل أنواع الأسلحة وأساليب المناورة، لينتهي زمن الود بين صديقي الطفولة بشار وابن خاله رامي.

فقد استولت حكومة الأسد-التي أنهكتها تسع سنوات من الحرب وكتمت أنفاسها العقوبات الدولية-على شركة الاتصالات "سيريتل" المملوكة لمخلوف بزعم تخلفها عن سداد مستحقات ضريبية.

كما جُمدت أصول رامي مخلوف، واعتقل بعض كبار موظفيه ورجالاته داخل سورية، في مؤشر واضح على مسعى من النظام لتهميشه وإقصائه من المشهد.

رامي مخلوف جريح ولكنه لم يمت

صحيح أن رامي مخلوف جريح ولكنه لم يمت، ولم ينتظر طويلا للرد، حيث نشر سلسلة فيديوهات في حسابه على فيسبوك انتقد من خلالها الاتهامات بالتهرب الضريبي التي وجهت له، وتعسف الأجهزة الأمنية.

وهي كلها تظلمات مدعاة للضحك من قبل هذا الرجل الذي رعى وموّل قمع ثورة الشعب السوري عام 2011، وحاول من خلال فيديوهاته إظهار نفسه على أنه رجل العطاء والرعاية والإحسان للطائفة العلوية التي تحكم البلاد، في تحدٍ ضمني لبشار الأسد، ولو كان أحد تجرأ وقال ما قاله رامي مخلوف لتمت تصفيته في حينها، لكن هذه الجرأة مردها إلى أن الرجل يحمل اسم عائلة مرموقة يحميه، ولديه الكثير من الأموال مخبأة في حسابات وشركات وهمية بالخارج، وهذه الأمور هي الضمان لحياته، وإذا تم التخلص منه الآن فستؤول كل أصوله إلى زوجته وأبنائه في الخارج.

بداية العلاقة بين رامي مخلوف ومجرم الحرب بشار الأسد

تعود جذور العلاقة بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف إلى علاقة والديهما حافظ الأسد ومحمد مخلوف اللذين جمعتهما السياسة وارتباط المصالح منذ وصول الأسد إلى الحكم إثر انقلاب قاده على رفاقه في حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1970، وأن آل مخلوف نظروا دائما إلى أنفسهم على أنهم شركاء لعائلة الأسد في الحكم، ولم يكن النظام فقط لآل الأسد، بل كان نظامهم هم أيضا.

وعندما خلف بشار والده عام 2000 حافظ على إرث وطبيعة العلاقة بين العائلتين، حيث "أهدى" لرامي مخلوف إدارة شركة سيريتل للاتصالات، وكانت حينها شركة رائدة في سوق جديد وواعد.

وكشف موقع "سيريا ريبورت" الاقتصادي أن عقد سيريتل تم توقيعه بعد عرض مناقصة دام أسبوعين فقط في فترة الصيف، تفاديا لظهور أي منافس جاد، لتتحول الشركة بذلك إلى رمز لـ"رأسمالية الأصدقاء" التي يرعاها بشار، وهي رأسمالية مختلفة عن تلك التي رعاها أبوه مع آل مخلوف شكلا، لكنها مشابهة لها مضمونا.

أسماء الأسد تدخل حلبة الصراع على نهب ثروات سورية

في أوائل العام 2001 عقد بشار الأسد قرانه على أسماء الأخرس وهي ابنة جراح قلب من حمص ومستقرة في بريطانيا، والتي تعرف عليها أثناء دراسته طب العيون في لندن.

وكان ظهور أسماء على الساحة السورية لم يلق ترحيبا من آل مخلوف الذين تمنوا في وقت من الأوقات أن يرتبط خليفة حافظ الأسد بابنتهم وشقيقة رامي، كندة مخلوف.

وكانت أنيسة (والدة بشار) ومحمد (والد رامي) معارضين لهذه الزيجة، لكن بهجت سليمان -الرجل القوي في جهاز المخابرات السوري والمقرب من بشار- أقنعهما بقبول الأمر، معتبرا أنها خطوة انفتاح جيدة على الطائفة السنية" التي تشكل أغلبية المجتمع السوري.

وفي عام 2006 أنشأ رامي مخلوف في إطار سياسة تطوير القطاع الخاص شركة قابضة عملاقة سماها "شام"، انضم إليها حوالي 70 رائد أعمال -كلهم سوريون-بصفتهم شركاء، من ضمنهم أسماء وازنة، وكان شعار الرجل في تلك المرحلة "انضموا لي ولكم نصيب من الكعكة، أو ابقوا بعيدا ولن تحظوا بشيء".

وفي الفترة ذاتها تقريبا، أطلقت أسماء الأسد مجموعتها الاقتصادية الخاصة تحت اسم "سورية القابضة"، لكن قيمة الشركة ووزنها لا يقارنان بمجموعة رامي، حيث ضمت حوالي 20 مستثمرا، كلهم من رجال "الدرجة الثانية" في الاقتصاد السوري.

كما أسست زوجة الأسد جمعية خيرية تدعى "سورية تراست" (الأمانة السورية للتنمية)، وهي أول منظمة غير حكومية في تاريخ البلاد.

لكن أنيسة وابنتها بشرى (والدة وأخت بشار الكبرى) عملتا جاهدتين على كبح طموحات أسماء، فيما واصل رامي مخلوف تطوير مشروعاته، خاصة بفضل علاقاته في أعلى هرم السلطة، حيث امتدت إمبراطوريته الاقتصادية إلى قطاعات جديدة، منها المحروقات والخدمات المالية والنقل الجوي والتأمين، ولم يكن بشار الأسد ينظر بعين الرضا إلى هذه "الشراهة في الاستثمار" التي اتسم بها رامي.

ونقل عن رامي مخلوف يوما قوله -خلال اجتماع مع شركائه، بعد أن ضرب بقوة بيده على مكتبه-إن "لدينا المال، ولدينا السلطة"، كما قاطع كلام أحد الوزراء الذين نصحوه يوما بمراجعة طموحاته بغضب "أريد الكعكة كاملة"، بحسب ما ورد في كتاب "الأسد أو نحرق البلد" الصادر عام 2019 للصحفي اللبناني الأميركي سام داغر.

أسماء الأخرس تعمل على استهداف ثروة رامي مخلوف

يبدو أنه حتى السرطان لم يبطئ عمل الطاغية الصامتة، أسماء الأخرس، التي تريد إعادة تشكيل سورية حسب رؤيتها الخاصة، فهي تستخدم تأثيرها على زوجها، وتتآمر على روسيا وتحاول إيقاف إيران التي تعزز موطئ قدمها في سورية.

كما أنها تحاول إبعاد الأغنياء والأقوياء عن طريقها، وتَحلُب المؤسسات الخيرية وتراقب ملايين المواطنين سراً.

لقد بدأت أسماء الأخرس تحيك المؤامرات على رامي مخلوف في صيف 2019، وذلك عندما تمكنت من اقناع زوجها بمحاصرة جنود جيشه مقر مليشيا تابعة لرامي مخلوف في دمشق، حيث تم تسريح كل من كانوا ضمنها ودمجهم في صفوف القوات النظامية.

كما تم في نفس الفترة طرد مسؤولي مؤسسة البستان الخيرية التي أسسها مخلوف عام 2011 لمساعدة عائلات قتلى جنود النظام، خاصة من الطائفة العلوية، وتم الاستعاضة عنهم بآخرين موالين للسلطة.

وتلا ذلك فصل من العقوبات المالية، حيث تم تجميد أصول شركة "آبار للبترول" -وهي إحدى ركائز إمبراطورية مخلوف الاقتصادية- في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وفي منتصف أبريل/نيسان الماضي أعلنت الحكومة السورية أنها تطالب بـ233 مليار ليرة سورية (حوالي 180 مليون دولار في ذلك الوقت) من شركتي سيريتل، و"إم تي إن" الشركة الثانية في سوق الهواتف الذكية بسورية كمتأخرات ضريبية، ليقوم رامي مخلوف "المنبوذ الجديد" في عين النظام بعدها بنشر فيديوهاته الغاضبة التي كشفت تفاصيل القضية.

انتقام أسماء الأخرس وطموحاتها

شكّل الحادث انتقاما من أسماء الأسد "الطموحة" من رامي مخلوف، وجاء بعد فترة قصيرة فقط من نشر نجليه-علي ومحمد-صورا "مستفزة ربما لأسماء الأسد" توثق قضاءهما عطلة صيف باذخة على متن سيارات فارهة في أزقة مونتي كارلو وشواطئ ميكونوس اليونانية.

لم يكن يرى بشار ضيرا في تذكير ابن خاله بقواعد اللعبة، ففي رأيه "رامي كان دائما مديرا وليس شريكا، وهذا هو سوء الفهم الذي سبب المشكلة كلها".

كما لا يرى بشار حرجا في "وضع يده في جيب" صديق الطفولة، فيما جيوب نظامه في حاجة ماسة إلى الدولارات لاحتواء الانهيار المتواصل لليرة السورية وانهيار القوة الشرائية للسكان الذين أنهكتهم سنوات الحرب.

ويتوجب عليه أيضا "تهدئة" حلفائه في موسكو وطهران الذين ينتظرون على أحر من الجمر الحصول على مقابل لقاء الدعم الذي قدموه له على مدى السنوات التسع الماضية، ولعل نشر عدة مقالات تنتقد الأسد في وسائل الإعلام الروسية مؤخرا فهمته دوائر الحكم في دمشق على أنه إشارة إلى أن صبر الحليف الروسي بدأ ينفد.

غياب أنيسة ومحمد مخلوف كان له الأثر الكبير في خلافات بشار ورامي

لقد كان غياب كل من أنيسة ومحمد مخلوف (والدة الأسد وشقيقها) في هذه الأزمة التي تبقى "عائلية" رغم كل شيء، كان له الأثر الواضح على سير الأحداث، فقد ماتت أنيسة عام 2016 بدمشق بعد أن عاشت لفترة في دبي برفقة ابنتها بشرى، فيما يكابد محمد مخلوف المرض في العاصمة الروسية.

وقد تكون "وفاة والدة بشار وابتعاد شقيقها حررا بشار الأسد من وصايتهما، لذلك أصبح الوضع الآن لا يطاق.

لم تنقطع الوساطات لنزع فتيل الأزمة بين ناهبي الاقتصاد السوري

الاتصالات لا تزال جارية بين المعسكرين المتخالفين، وذلك من خلال اثنين من زعماء الطائفة العلوية البارزين -هما غسان مهنا عم رامي مخلوف، وسليمان حداد سفير سورية السابق في برلين-من أجل نزع فتيل الأزمة.

وترى أن هذه المساعي ستحدد على الأرجح ما إذا كان رامي مخلوف سيتمكن من البقاء داخل سورية، أم أنه سيضطر إلى حزم أمتعته والانضمام إلى والده في موسكو.

وهكذا تمكن نظام الأسد أن يجتاز بـ"نجاح" الأزمة الحالية التي تتهدده من الداخل، بل قد تشكل مؤشرا على "عودة قوية" لبشار الأسد، وتنظيف الدائرة الضيقة المحيطة به، فقد كان قبل سنتين فقط لم يكن بإمكانه إطلاقا الاستغناء عن رامي لكن الآن فعلها.

النواة العائلية المصغرة التي تضع أيديها على الثروات السورية

الخال ونجلاه، إلى جانب ماهر الأسد، وبمزاحمة من الصهر آصف شوكت، شكّلوا في البداية النواة العائلية الصلبة، التي كانت الدائرة الأضيق حول بشار الأسد طوال قُرابة العقدين الماضيين. وبمقتل شوكت في انفجار في بداية اندلاع الثورة في سورية، وفي حال تأكدت هذه الإجراءات التي تطال آل مخلوف، تكون هذه النواة قد وصلت إلى نقطة النهاية.

وتاريخياً فإن حافظ الأسد هو من أسس هذا العُرف، إذ قام النظام وقتها على نواتين، واحدة أمنية عسكرية بعضوية كل من محمد الخولي وعلي دوبا، إلى جانب شقيقه رفعت الأسد، وأخرى سياسية كانت تضم نائب الرئيس عبد الحليم خدام واللواء محمد ناصيف. تلك التشكيلة تفككت على مراحل مُنذ أواسط التسعينيات، حينما بدأ حافظ الأسد بتلميع ابنه بشار الأسد، بعد أن فقد ابنه باسل في ظروف غامضة.

مجرم الحرب بشار يحاول تكوين نواة صلبة جديدة تكون أكثر ولاء

تحليلات المُراقبين وقراءاتهم للشأن السوري، تذهب إلى سعي رأس النظام إلى تشكيل نواة صلبة جديدة، تكون أكثر ثقة في ولائها، وتُمنح سلطة اتخاذ القرارات الرئيسة الخاصة باستراتيجية التعامل مع المسألة السورية، ورأوا أن هناك ثلاثة احتمالات لمثل هذا المسعى.

في المُقدمة يبرز اسم زوجة الرئيس السوري أسماء الأخرس وعائلتها، التي صارت بالتقادم تملك نفوذاً مُتمادياً، إن عن طريق المؤسسات والجهات الإعلامية والمالية المُرتبطة بها، أو عن طريق عائلتها، التي تأخذ دوراً متعاظماً في الحياة العامة، وخصوصاً في الاقتصاد.

بشار الأسد يعمل لتحل عائلة الأخرس مكان آل مخلوف

ويُشبّه المُراقبون ما يجري حالياً بما حدث في أوائل الألفية، فصعود بشار الأسد ترافق مع بروز نفوذ أخواله من آل مخلوف وأبنائهم. وفي الحاضر يبدو أن عائلة الأخرس ستأخذ ما كانت عليه عائلة مخلوف وقتئذ.

الخيار الثاني يتمثل بالنفوذ الإيراني. إذ يرى المراقبون بأن رأس النظام صار مؤمناً بأن النظام الإيراني هو الجهة الوحيدة القادرة والساعية إلى المحافظة على بقاء نِظامه بأي ثمن، وأن تقريب أشخاص ورجالات قريبين من إيران أنما سيسمح بتفكيك مراكز القوة والمصالح التي كانت ضمن نِظامه.

أخيراً، فأن التوقعات تذهب أيضاً للقول بأن روسيا بعدما نجحت في تصفية نفوذ إيران في الأجهزة الأمنية السورية، أنما ستسعى خلال الفترة القادمة إلى هندسة الدائرة الأقرب المحيطة بالأسد، عبر رجال أمنيين وعسكريين قريبين من النفوذ الروسي، ليكونوا مُسيطرين تماماً على بُنية النظام بكامله. 

حجز جديد على أموال رامي مخلوف

آخر فصول معركة الفساد بين “آل الأسد” و”آل مخلوف”، تمثل في حجز جديد على أموال شركة تابعة لرامي مخلوف.

فقد أقدمت وزارة المالية التابعة لحكومة الأسد، على حجز أموال شركة “آبار بتروليوم سيرفيس” التابعة لرامي مخلوف.

صدر قرار الحجز لشركة “آبار بتروليوم سيرفيس” المسجلة في بيروت، والتي تعمل في صفقات نقل الوقود والمواد النفطية، وقد ورد اسمها في قائمة العقوبات الأميركية. وحسب القرار، فإن الحجز الاحتياطي جاء ضماناً لحقوق خزينة الدولة من الرسوم والغرامات المتوجبة في قضية تعود لعام 2019.

كما أصدرت المديرية العامة للجمارك التابعة لنظام الأسد قراراً بالحجز على أموال مخلوف، ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها دمشق ضد شبكات وشركات تابعة له نهاية العام الماضي.

المصدر

*اندبندنت عربية-31/8/2019

*الجزيرة نت-30/6/2020

*حرية نت-25/4/2020

*ن بوست-16/5/2020  

*روزانا-27/5/2020

وسوم: العدد 892