في اليوم العالمي للمغيبين قسريا : الحرية لكل المخطوفين والمغيبين والمعتقلين

يصادف اليوم 30/ 8/ من كل عام اليوم العالمي للمختفين قسريا ..

وكأن العالم منذ أن تم تأسيس نظام الأقلية في سورية قد خيم عليه بقبة زجاجية ، كما صنوه في فلسطين المحتلة ، تجعله خارج إطار كل القوانين والمواثيق الدولية ..

وإذا شئنا ألا نتحدث عن سوريين ولبنانيين وعراقيين ويمنيين مختفين قسريا في زمن حافظ وبشار الأسد ..فبإمكاننا أن نتحدث عن صحفيين وكتاب أوربيين وأمريكيين مختفين قسريا في سورية الأسد  ، تخلت عنهم حكوماتهم تحت عنوان تفويت المصلحة الصغرى لتحقيق المصلحة الكبرى .

منذ أيام فقط كان الرئيس  الأمريكي ترامب يحاول التواصل مع بشار الأسد ، الذي وصفه من قبل بما وصفه به ،  من أجل صحفي أمريكي !! هل حقا أن الرئيس ترامب لا يستطيع تحرير إنسان أمريكي ؟! أم أنها معادلة شيراك منذ ثمانينات القرن الماضي : لا تنظروا إلى عضة هنا وخمشة هناك ..انظروا إلى ما يقدمه حافظ الأسد من قمع الأصولية الإسلامية في الشرق الأوسط !!

فمن أين سيحصل الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي على قائمقام في سورية ، يقتل مليون سوري ، ويهجر أربعة عشر مليونا ، ويذوّب في السجون والمعتقلات مئاتٍ الألوف من المفقودين الآخرين ..؟!

إن تواطؤ القوى الدولية مع الزمرة الحاكمة ليس جديدا ، ولا هو وليد ثورة الربيع العربي كما يظن بعض الخليين ..

فكل من يملك ذاكرة سياسية يعلم أن في سجون حافظ وبشار الأسد أكثر من ستة عشر ألف لبناني ، منهم اللبناني ومنهم الفلسطيني ، منهم المسلم ومنهم المسيحي . ستة عشر ألف إنسان مال تزال أسرهم تحمل صورهم على أرصفة بيروت . تذكر بهم  السيد ميشيل عون ونبيه بري  .. ونذكرهما نحن أن أمهات هؤلاء وزوجاتهم وبناتهم لسن داعشيات ، ولا من جبهة النصرة ..كما يعتزي اليوم المجرم الرئيس ..

ونذكر شعبنا السوري ، وجماعة الإخوان المسلمين خاصة ،  بثلاثين ألف مغيّب قسري ، هم بحكم المفقودين منذ 1980 ونقول في مثل هذا اليوم العالمي آما آن لهذا الملف المثخن الدامي أن يترجل ..؟!

ومنذ قامت هذه الثورة المباركة اختفى في زنازين بشار الأسد مئات الألوف من الرجال من الشيوخ والشباب ، ومن النساء ومن الأطفال كل ذنبهم أنهم قالوا : الشعب يريد إسقاط الدكتاتور ..

حتى لا تكون الثقافة الإنسانية ضربا من الكذب يخاتل فيه الأقوياء الضعفاء ، ويخادعونهم يجب أن يكون لمثل هذا اليوم / اليوم العالمي لذكرى المختفين قسريا / أثره في إنصاف المظلومين والأخذ على أيدي الطغاة والمستبدين ..

الحرية لكل المفقودين والمخطوفيين والمغيبين ..

والخزي والعار للمستبدين والمتواطئين والكذابين .

أيها المفجعون بأبنائكم أينما كنتم لا تنسوهم وذلك أبسط حقوقهم عليكم .

أيها السوري المفجوع في أبيك أو ابنك أو أخيك ...غرّد في كل يوم واسأل هذا العالم عمن فقدت ..وذلك بعض الوفاء

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 892