رسالة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق لياسر برهامي لمشاركته في الإنقلاب لعزل مرسي

نص الرسالة :-

لقد خنتم الأمانة ونقضتم العهد وتوليتم كبر إسقاط رئيس بايعتموه ورضيت به أكثرية الأمة المصرية، وظاهرتم أعداء الأمة، ومزقتم الدستور الذي كنت أنت أحد كتابه والذي ارتضاه جمهور الأمة المصرية، ولست أرى مثالا لكم وللرئيس الذي خنتموه وخلعتموه إلا أنه ما كان من شأن عثمان بن عفان رضي الله عنه والذين خرجوا عليه، فقد كان عثمان رضي الله عنه أول خليفة تولى الحكم باستفتاء عام للمسلمين قام به عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه حتى قال بعد أن استفتى رجال المدينة ونساءها حتى العواتق منهن «لقد رأيت أكثر الناس لا يعدلون بعثمان أحدا».

ومرسي كان أول رئيس منتخب في مصر في كامل تاريخها، وقد بايعه عامة أهل مصر وأعطوه ثمرة قلوبهم وصفقة أيديهم وكنت وحزبك من هؤلاء.

وعثمان رضي الله عنه كان حافظا لكتاب الله، صواما قواما، ونحسب أن مرسي كذلك.

وعثمان قام عليه أهل البغي ليعزلوه فلم يتنازل لهم وأسلم نفسه للقتل، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه وهو محاصر يقول له «إن الله ألبسك قميصا فإن أرادوك على نزعه فلا تطاوعهم».

ومرسي كذلك أراد منه أهل البغي أن يتنازل وأن ينزعوا عنه لباس الرئاسة الذي قلده شعب مصر إياه فلم يجبهم.

وما كان ينبغي له أن يتنازل لأنه لو فعل دون الرجوع إلى الذين بايعوه لكان خائنا لهم.

وأما أنتم فليس لكم شبه في التاريخ إلا بالثوار الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه ولم يراعوا عهدهم ولا حرمته، واتبعوا قول ابن سبأ فيه.

واعلم أن الدم الذي سيسفك والحرمات التي ستنتهك بنقضكم عهدكم، وخيانتكم لأمانتكم ستكون في رقبتك، فإنك الذي توليت كبر هذا الأمر، وسعيت به ظاهرا وباطنا.

وإن تبجحت بأنك قد وضعت خارطة للطريق، فلتعلم أن لصوص الحكم الذين التفوا على إرادة الأمة لا يمكن أن يكونوا قائمين بالعدل شهداء لله ولو على أنفسهم.

ولقد صنعتم ذلك ليخلع الناس عنكم لباس السلفية الذي لبستموه زمانا زورا وبهتانا، ولتسلكوا في سلك الخارجين على السلطان بغير حق.

واعلم أنك لن تكون بديلا لمرسي وإن أطمعوك، فإن الله لا يهدي كيد الخائنين.

وسوم: العدد 897