من الإساءة إلى شخص الرسول الأعظم الاعتداء على أروح الأبرياء تحت ذريعة نصرته

إن ما وقع اليوم في محيط كنيسة مدينة نيس الفرنسية جريمة  نكراء لا يمكن أن تبرر بأنها نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي انتهكت حرمته وقدسيته برسم كاريكاتوري ، ولا يمكن أن يحسب مرتكبها على الإسلام أو يحمل الإسلام مسؤوليته ، ذلك أن الإسلام يحرم قتل النفس بغير حق ، ويعتبر قتل النفس الواحدة بمثابة قتل الناس جميعا . ولقد أوصى الله عز وجل  بألا يعتدى على أهل الكتاب الذين لا يحاربون المسلمين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه إذا خرجوا في غزو ألا يؤذوا من سالمهم ولم يحاربهم ، وألا يؤذوا النساء والأطفال والشيوخ ، وألا يؤذوا من انقطعوا من أهل الكتاب  للعبادة في صوامعهم أو كنائسهم .

ولا يمكن بحال من الأحوال تحميل الإسلام مسؤولية ما وقع في مدينة نيس ، وألا يحسب مرتكب جريمة القتل فيها عليه وعلى المسلمين ، ولا مبرر لنسبته إليهم بتسميته إسلاميا أو إسلامويا بل هو مجرم يتبرأ منه الإسلام.

 ومن يدري لعله يكون مسخرا من طرف جهة مغرضة  في هذا الظرف بالذات  الذي يشهد توترا في فرنسا بسبب الإساءة إلى شخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم من أجل استهداف الجالية المسلمة المقيمة فيها والتضييق عليها من خلال إغلاق مساجدها ، وحظر أنشطتها الدينية ... إلى غير ذلك من أشكال التضييق عليها ؟ وليس من قبيل الصدفة أن تقع هذه الجريمة المستهجنة من طرف جميع المسلمين يوم عيد المولد النبوي الشريف لتعطيل إحياء هذه المناسبة والاحتفال بها في فرنسا .

إن هذه الجريمة تعتبر مساهمة ممن ارتكبها في الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومساندة لمن يستهدف شخصه الكريم ويريد النيل منه بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة إليه .

وعلى الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا أن تنأى بنفسها عن كل ما من شأنه أن يسيء إلى الإسلام ، وأن تحتاط من العناصر المدسوسة التي قد تسخر للنيل منها عن طريق ارتكاب الجرائم  ضد الأبرياء ، وضد دور العبادة .

وعلى الدولة الفرنسية ألا تأخذ الجالية المسلمة المقيمة عندها بجريرة المعتدي على أبرياء مدينة نيس ، وأن تراجع قرارها بالسماح برسم رسوم  كاريكاتورية مسيئة لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم معتبرة ذلك من قيمها لأنه ليس من القيم السوية الاعتداء على رسول وعلى مشاعر أتباعه الدينية  خصوصا وأنه من صميم التدين بدين الإسلام توقير الرسول صلى الله عليه وسلم . ولاشك أن منع الإساءة إليه سيضع حدا للتوتر في فرنسا ، وسيقطع الطريق على كل من لهم مصالح في تأجيج هذا التوتر .  

وسوم: العدد 901